حدث له مغزاه








المحامي موسى سمحان الشيخ

ثورة الشعب التونسي العظيم، او ما اصطلح على تسميتها بثورة الياسمين فعلت فعلها السحري في الشارعين التونسي والعربي شعوب مقهورة ومأسورة هزها الحدث حتى النخاع، هذه الشعوب المغلوبة على امرها لا تجد امامها، في ساحاتها ومعطاها اليومي: سوى الجوع والتخلف والفقر والاضطهاد،  وتسييد الاجنبي وضياع الحقوق الوطنية وحتى الانسانية وما ان انتفض الشعب التونسي وازاح الطاغية الجبار حتى حدث الزلزلال الكبير واضطر الرجل الذي جثم على صدر الشعب التونسي لمدة 23 عاما وحكمه بالحديد والنار هو وبطانته، اضطر غير مأسوف عليه الى الرحيل كما رحل من قبله طغاة اكثر من ان يعدوا او يحصوا، شاه ايران، ماركوس طغاة امريكا اللاتينية وغيرهم وغيرهم.
حينما احرق الشاب التونسي نفسه، الشاب اياه والذي اصبح اسطورة في الشارعين العربي والتونسي ونموذج يحتذى لم يكن احد يتصور انه سيطيح بنظام دكتاتوري فاسد تسنده انظمة غربية فاشية واشد منه فسادا، حيث ان هذا النظام كان مدعوما خارجيا من امريكا وفرنسا والغرب قاطبة ومدعوم كذلك بحزب قوامه مليوني وربع مليون معظم قياداته وكادره لا يعمل سوى لمصلحته الذاتية ولتنفيذ اوامر الطاغية هذا بالاضافة لاجهزة قمعية تعد بعشرات الاف همها الوحيد وديدنها اذاقة احرار تونس الحسف والعذاب.
الان امام الشعب التونسي بالقطع مهمات عاجلة تتمثل باستكمال شروط ثورتهم الظافرة واهمها عدم تمكين فلول نظام الطاغية السابق من تجميع صفوفهم والتفافهم على مكتسبات هذا الشعب، فحكومة رأسها ووزارتها السيادية من رموز العهد السابق لا يمكن الا ان تكون فاسدة وملوثة، اجتثاث العهد القديم لبدء عهد جديد مهمة تليق بشباب تونس وفتياته وشيوخه الذين واجهوا الجلاد بصدورهم، اما الشعوب العربية الاخرى فتنظر الى انعتاقها وتحررها وبالطرق الديمقراطية السلمية الى تجربة تونس العظيمة، لقد انعش الحدث التونسي الكبير صدور العرب جميعا.








عدد المشاهدات : (1646)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :