حكومة "غانمة"! ..






 غسان كريشان

على غرار ما يقوم به سكرتير الوزير او مدير مكتبه، خلال انهماك الوزير في التحدث بمؤتمر صحفي او فعالية ما، عندما ينحني احدهما ويضع ورقة صغيرة امام الوزير، يشعره خلالها بمكالمة وردت على الهاتف من شخصية مهمة، يضطر على اثرها الوزير للإعتذار من الحضور، للخروج واجراء المكالمة مع الشخص المهم المتصل.
على غرار ذلك..وبينما كان "عقيل" منهمكا في القاء خطبة عصماء في مقهى الاوبرج عن غلاء الأسعار، والمحسوبيات في التعيينات التي تتم لشغل مواقع مهمة في الحكومة، وعن رواتب "السكرتيرة" في "الدوار الرابع"، والطرق الهشة لبعض المسؤولين في انتقاء المسؤولين لمناصب مهمة، بحجم التلفزيون الاردني، حيث اشار "عقيل" في سياق حديثه الساخن الى ان المنصب ليس متجر جملة، ولا يدخل في حسابات اموال الوالد ، ولا يجوز ان نوزع الغنائم، تحت ذرائع كاذبة، بأن فلان لديه برامج هادفة، او انه خريج السوربون مثلا!..
واضاف عقيل: ان هذه الحكومة تحاول قتلنا بـ"السكتة المالية"، وهي توزع عطاياها على الاقارب والأنسباء والأصدقاء..واصدقاء الأصدقاء، وتواصل تسهيل الصفقات لبنوك خارجية تكاد تحكم قبضتها على رقابنا، تزامنا مع قيام ذات الحكومة بمحاصرة الفقراء واستهدافهم في صميم رزقهم!..
  وقبل ان يخرج "عقيل" من جيبه وثائق تكشف مقدار الفساد، تقدم احدهم بملامح غاضبة وجادة، ووضع ورقة صغيرة أمام "عقيل" كما يفعل السكرتير مع الوزير في المؤتمرات الصحفية وجاء فيها: "سد حلقك وإخرس احسن ما تزور دار خالتك"!..
عندها اصيب عقيل بتعرق شديد، واصبح وجهه بحمرة "زر البندورة" بعد ان تلعثمت الحروف في فمه، ونشفان ريقه..تدارك الموقف وقال: إن الوطن بألف خير في ظل هذه الحكومة "الغانمة".. أعذروني ياجماعة فأنا لا املك ملايين كي تخلصني من العقاب.. ولم أُدعَمْ بنسوان!..




عدد المشاهدات : (2358)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :