هل يقرأ الرئيس أوباما؟


30-1-2011

بأي حق يطلب الرئيس الاميركي من حكومة مصر وشعبها أي شيء؟! فالاميركيون يعرفون أن الاحتجاج ليس احتجاج جائعين, أو عراة.. وانما هو احتجاج المحبطين الذين سمعوا الرئيس اوباما في القاهرة يقول كلاماً, وشهدوا مذابح الفلسطينيين في غزة.. فلا أحد ينسى أنه عربي. وأن مصر كانت دائماً قائدة الحلم العربي!!

لم يكن وضع مصر الاقتصادي افضل مما هو الان. فهناك مداخيل عظيمة من النفط والغاز, ومن قناة السويس, ومن السياحة, ومن خمسة ملايين مصري يعملون في الخارج ويحولون لمصر. ومدن مصر ملأى بملايين السيارات ومشاريع الاسكان, ومصانع الجيش تنتج ملايين الثلاجات والغسالات وافران الغاز. والمحتجون المتظاهرون يتجمعون عن طريق الانترنت, والفيس بوك والتويتر واليوتيوب, ومعنى هذا أنهم ينتمون الى الطبقة الوسطى. وأنهم خريجو جامعات اجنبية. فنحن لسنا أمام ثورة ارتفاع الاسعار والجوع، التي اسماها السادات ثورة الحرامية، وإنما نحن امام احتجاج الانثلجنسيا الشبابية التي تشعر بالكرامة، وبانها بلا دور او هدف وطني.

لقد تنبأ بريزنسكي مستشار الامن القومي الاسبق واستاذ العلوم السياسية في جامعة جون هوبكنز عام 2004 في كتابه الفرصة الثانية تنبأ بما جرى في تونس ويجري الان في غير تونس، يقول المفكر المشهور:

إن شبان العالم الثالث متقلبون بشكل خاص، ويمثل التوسع السريع للانفتاح الديمغرافي في شريحة من هم في الخامسة والعشرين وتحت السن القانونية كتلة هائلة نافذة الصبر، ومن المرجح ان يبرز رأس الحرية الثورية لهذه المجموعة من بين ملايين الطلاب المتركزين في مؤسسات التعليم فهؤلاء الشبان شبه المعبئين في جماعات كبيرة والمتصلون بالانترنت مهيأون لتكرار ما حدث قبل سنوات في مدينة مكسيكو وساحة تيانا غين في بكين، ولكن على نطاق اوسع بكثير ويمثل هؤلاء الثوريون قيد الانتظار مكافئ البروليتا المناضلة في القرنين التاسع عشر والعشرين.

ما يقوله بريزنسكي نفترض ان الرئيس اوباما قرأه جيدا، فالرجل اهم مفكر ديمقراطي وكان خزان السياسة الخارجية الاميركية زمن الرئيس كارتر، مثلما كان المطرقة التي بقيت تضرب في ذاكرة الرؤساء الثلاثة بوش وكلينتون وبوش الابن للتحرك في اتجاه الشرق الاوسط الذي يمثل بؤرة الازمة الدولية بعد انتهاء الحرب الباردة.

ترى هل يقرأ الرئيس اوباما ما قاله بريزنسكي في «الفرصة الثانية»؟






عدد المشاهدات : (1859)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :