مشاريع لبعث الحياة في شاطئ البحر الميت


رم - مقالات

 احمد شاكر
 
حتى الآن لا نعرف من هي الجهة التي تتولى التخطيط لاحياء شاطئ البحر الميت، لكن الذي يجري على أرض الواقع ما زال أقل من الطموحات ومن عشرات التصاريح التي اطلقتها وزارة السياحة وسلطة وادي الأردن، او جهات رسمية اخرى.

هناك حركة عمران واسعة لتشييد العديد من الفنادق الكبيرة ومن تصنيف النجوم الخمس بالاضافة الى العديد من المشاريع الاسكانية، لكن ذلك لم يواكبه اي تخطيط لاقامة مرافق وخدمات وأسواق تجارية، ومتنزهات ومطاعم، واستراحات خارج منطقة الفنادق.

من غير المعقول ان يحضر السائح او المواطن الى البحر الميت، ويبقى في الفندق طوال الليل والنهار،ولا يستطيع ان يجد اي متنفس له، او اية خدمة خارجه.

من غير المعقول ان تشعر بالوحشة، خارج اي فندق من هذه الفنادق، حيث لا يوجد اي محل تجاري، او مقهى، او حتى مطعم صغير.

قرية سويمة هي التجمع السكاني الوحيد قرب شاطئ البحر الميت،وهذه القرية تحتاج الى اعادة النظر في مخططاتها،وتشجيع اقامة سوق تجاري، او مرافق سياحية لاجتذاب الزوار اليها، لانه من غير المعقول ان تبقى هذه القرية على حالها ولا تنعكس ضخامة المشاريع المقامة على الشاطئ على أوضاعها.

حتى الشاطئ العام الذي أقيم للمواطنين، ما زال يحتاج الى اقامة بعض المرافق والخدمات، وتعزيز النظافة فيه خاصة بعد أيام العطل، وأن يوم الجمعة الماضي، شهد هذا الشاطئ تدفق عشرات الالاف من المواطنين، دون اية عناية به.

لقد سمعنا الكثير عن المخططات والمرافق التي ستقام على المناطق المجاورة لشاطئ البحر الميت، لكن ذلك كله لم يكتب له ان يرى التنفيذ.

لماذا لم يتم حتى الآن تخصيص مناطق لبناء وحدات سكنية خاصة للمواطنين الراغبين في امتلاك مسكن لقضاء الاجازة او العطلة بدلا من ذهابهم الى دول مجاورة، حيث لا يمكن للمواطنين ان يقضوا هذه الاجازات في الفنادق الضخمة التي ما زالت اسعارها في غير متناول شرائح واسعة من المجتمع.

لقد توقعنا ان يتم بيع قطع من الاراضي وبمساحات تتراوح بين 300 - 900 متر مربع وبالاقساط شريطة قيام المواطنين بالبناء عليها وفق نماذج يتم اعدادها مسبقا،ويختار كل واحد النموذج الذي يناسبه للحفاظ على المظهر الجمالي للمناطق السكنية، بعد ان يتم اقامة البنية التحتية،لان هذه المشاريع الاسكانية من شأنها ربط المواطن ببلده، وبعث الحياة في هذه المناطق خاصة وان تجربة سلطة وادي الاردن قبل ثلاثة عقود باقامة مشاريع اسكانية في معظم مناطق غور الاردن قد حققت اهدافها،وجذبت المئات من العائلات في عمان والمدن الاخرى وسكان الاغوار لانعاش المنطقة، وبعث الحركة التجارية فيها،وتحسين مستوى المعيشة للسكان هناك.

لقد قلنا اكثر من مرة ان مناطق الاغوار،وخاصة من دير علا وحتى السويمة تحتاج الى خدمات كثيرة من الدولة وفي مقدمتها توفير الاماكن اللازمة من متنزهات قومية،ومرافق سياحية،ومطاعم حديثة لانها المتنفس الوحيد خلال فصول الشتاء والخريف وحتى الربيع،وان ترك المواطنين والمتنزهين على جانبي الطرق يعرض حياتهم للخطر،ويسبب المزيد من تراكم بقايا الاطعمة والاوساخ والمخلفات والتي تنعكس سلبيا على مستوى النظافة في مناطق الاغوار والذي يشهد تراجعا عاما بعد عام.



عدد المشاهدات : (3504)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :