مطلوب تشـريع عالمي لوقف الإساءة للأديان


رم - مقالات


إقدام القس الاميركي تيري جونز على إحراق القرآن الكريم دون تحرك ملموس من الفاتيكان لاتخاذ اجراء حازم ضد مسألة بحاجة الى اعادة النظر في حوار الاديان والحضارات والتي تسعى الدول الاسلامية لتجسيدها بطرق شتى!.

وبالرغم من ان الرئيس الاميركي اوباما أدان احراق القس الاميركي المتطرف تيري جونز نسخة من القرآن الكريم واعتباره هذا العمل بأنه لا ينم عن اقصى درجات عدم التسامح والتعصب الاعمى، الا ان القس أكد انه سيواصل اعماله ضد الاسلام والمسلمين، وتوعد بتزعم احتجاج مناهض للاسلام أمام اكبر مسجد في الولايات المتحدة مبدياً عدم أسفه عن حرقه نسخاً من المصحف الشريف مؤخراً، مما اثار اعمال شغب دامية في افغانستان.

واشار القس الاميركي المتطرف الى انه سيعد احتجاجا في الثاني والعشرين من الشهر الجاري امام اكبر مسجد في الولايات المتحدة الاميركية والموجود في ميتشيجان.

والواقع ان حوادث الاساءة للاسلام والمسلمين، وحرق القرآن الكريم الذي يقوم به بعض الحاقدين والمهووسين الاميركيين وغيرهم لا يمكن ان تؤثر على الاسلام أو المسلمين، وانما تزيدهم صلابة في الايمان والثقة بالدين والعقيدة، لأن الله تكفل بحفظ كتابه.. وان مثل هذا العمل الجنوني لا يمت للراشد بصلة كما يعد جريمة عنصرية واضحة. فاذا كان هناك نظام عالمي يجرم معاداة السامية، فلماذا لا يكون هناك ايضا نظام عالمي يجرم الاساءة الى الاديان كما يقول الشيخ سلمان بن فهد العودة الداعية الاسلامي السعودي، مشددا على ان تعرض المقدسات للاستخفاف والاستهتار والرسوم البذيئة والصور القبيحة لا بد ان يتوقف بقانون دولي صارم.

فهذه الجريمة النكراء التي اقدم عليها هذا القس الحاقد يجب ان لا تذهب سدى، بل ينبغي اتخاذ كل الاجراءات الرادعة ضده، وان يمنع هو واتباعه من زيارة دول الاسلام والمسلمين وان يتم وقف حوار الاديان حتى يعتذر الفاتيكان والقس المجنون جونز عن هذه الخطوة الكريهة والجبانة... ولعل هذه القضية الاجرامية المسيئة للدين الاسلامي الحنيف بحرق القرآن.. سبقه في عمله التحريضي ضد الاسلام والمسلمين مؤخرا مساعد وزير الدفاع الاميركي الجنرال بوتكين بتهجمه على الاسلام والمسلمين، بل واصل كل اركان الادارة الاميركية المتصهينين حملاتهم ضد المسلمين، خاصة وان هذه الحملات الشرسة لا تستهدف القرآن الكريم والسنة النبوية فحسب، بل تسهم في كيل الاتهامات الخبيثة ضد المسلمين في الدول التي احتلتها الولايات المتحدة الاميركية مثل العراق وافغانستان لأنها تهدف من وراء ذلك الى محو الشخصية الاسلامية من خلال الهجوم على الثقافة والحضارة التي قدمها المسلمون للعالم، والتي يصفها هؤلاء المتصهينون بأنها “معادية لقيم الغرب والديمقراطية وحقوق الانسان”.. فضلاً عن توفير مرتع للارهاب وتفريخ اجيال جديدة من الارهابيين. وهذه الحملات التي كان اكثرها بشاعة قضية حرق القرآن الكريم على يد هذا القس المخمور في ولاية فلوريدا الاميركية اشتدت بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر، بالرغم من ان الامة الاسلامية أسهمت في مد جسور الثقافات بين الثقافة الاسلامية وغيرها من الثقافات لخلق ارضية مشتركة للرد على كل من يشوه صورة الاسلام السمحاء.

والواقع ان المطالب الاميركية التي تقدمت بها للعديد من الدول ومن بينها السلطة الفلسطينية لتغيير المناهج التعليمية في العديد من المدارس.. هي محاولة من اجل مسح الشخصية الاسلامية بالكامل وتفكيك القيم الاساسية التي تقوم عليها، الامر الذي يوجب تكاتف الدول الاسلامية في تعاونها وتضامنها للعمل على تدشين واقامة محطات فضائية اعلامية جديدة للدفاع عن ثقافة الاسلام والمسلمين وبلغات متعددة تبث في اوروبا والولايات المتحدة.

وقد لعبت المنظمة الاسلامية والعلوم والثقافة “ايسيسكو” دوراً كبيراً وبارزاً لدعم التفاهم والتعاون بين الدول الاسلامية في مجالات التربية والعلوم والثقافة والاتصال، وتحقيق التكامل بين المؤسسات المتخصصة في هذا المجال بغية الحفاظ على معالم الحضارة الاسلامية وخصائصها وحماية الشخصية الاسلامية للجاليات المسلمة، حيث يرى الدكتور عبدالعزيز التويجري ان من اهداف هذه المنظمة نشر الثقافة الاسلامية واللغة العربية بصفتها لغة القرآن الكريم، وهي لغة غير الناطقين بها في جميع انحاء العالم، فضلا عن نشر الثقافة الاسلامية عبر باحثين متخصصين لدعم الثقافة والتعليم في هذه البلدان لتنمية الموارد البشرية ومكافحة الامية وجيوب الفقر والبطالة.

ويمكن القول ان الحوار بين الحضارات والثقافات والاديان، غير اليهودية، للوصول الى تفاهم مشترك يعتبر امرا ضروريا خاصة وان اليهود كما قال لي رئيس وزراء ماليزيا السابق مهاتير محمد على هامش القمة الاسلامية في المغرب “انهم متعجرفون ويسيطرون على العالم”.. وان رد الفعل على تصريحاته يثبت ذلك خاصة وانهم يتحدون العالم باسره حتى اذا قالت الولايات المتحدة لا.. يتوقفون قليلا.. لانها تشكل الداعم لهم.

فالاتهامات الامريكية للاسلام.. وحرق القرآن الكريم والاساءة للمقدسات الاسلامية في الولايات المتحدة واوروبا تتطلب وقفة جادة من كل الدول ووسائل الاعلام العربية للرد على هذه الادعاءات والافتراءات والاكاذيب التي يتعرض لها الاسلام والثقافة الاسلامية والقرآن الكريم بغية وقف مسلسل الكراهية والانتقاد الحاد ضد المسلمين والعمل على ترويج مضامين الاسلام الحنيف في التسامح والفضائل والقيم الانسانية والرد على هؤلاء المنتقدين لديننا ومعتقداتنا وحرق مصحفنا الشريف بكل قوة وحجة وبرهان.. والمطالبة بايجاد تشريع دولي يحرم الاساءة للاديان وخاصة الدين الاسلامي.

وكلنا ثقة في تضافر القوى الاسلامية والمحبة للسلام للرد على هذا الجبان القس تيري جونز الذي امر بحرق “القرآن الكريم” وكذلك الافتراءات الامريكية والاسرائيلية التي لم ولن تتوقف ضد الاسلام والمسلمين ووضع حد لهذه الحملات العدوانية التي بدأت في افغانستان والعراق.. وشملت العديد من الدول العربية والاسلامية تحت حجج وذرائع واهية ومزاعم كاذبة.. تتخفى في اغلبها وراء هدف مكافحة الارهاب!!.




عدد المشاهدات : (2769)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :