* «إلى أُستاذنا الكبير محمود السَّمرة»
يا "طَنْطورةْ"!
يا سيّدةَ البحرِ الآسرةَ المأْمورةْ..
أُهديكِ الليلةَ باقةَ شِعْرِ من بُسْتانِ القَلْبِ،
وأطْلِقُ روحي عُصْفورةْ..
وأجيءُ على أهدابِ الشَوْقِ،
أنا والأحبابُ الشعراءُ،
النُّقادُ، الكُتّابْ..
لِنُقيمَ لمحمودِ السَّمْرةِ فرحاَ،
فاستدعي حيْفا، شاهدةً، والكرملَ،
واسْتَدْعي جارَتَكِ "الطّيرةْ!"
أضحكَ قْولي
سيدةَ البَحْرِ المَنْسيةَ من أكثرَ من ستّين خريفاً،
في قاعِ البِئر..
قالَتْ ساخِرةً:
- حتّى الشُّعراءْ!؟
- ماذا يا أُمَّ الشُّعراءْ؟!
قالَتْ: يا وَلَدي..
في أوّلِ عَهْدي بالعْيد، سَمِعْتُ يدي
تُقْسِمُ للأُخرى:
أنَّ الفَرَجَ إذا لم يأتِ غداً
فَسَيأتي بَعْدَ غدٍ
ومضى يا وَلَدي مليونُ غدٍ
وسيمضي أكثرُ من مليونِ غدٍ..
وأنا في "قَاعِ البِئْرِ"، وأنتُمْ..
من بحرٍ تَنْتَقِلونَ الى بحرٍ،
والأوطانُ وراءَ الأوطانِ تضيعْ
والكلُّ يبيعْ..
من يملكُ، أو لا يملكُ صارَ يبيعْ
ويسيلُ نجيعٌ بعد نجيعْ
وتسيل دموعٌ.. بعدَ دموعْ!
تَسكتُ.. ثُم تَعودُ لتسألَ:
- أين يصبُّ النَّهْر؟
قُلنا: في البَحْرْ..
وأينَ يَصُبُّ البَحْرْ؟
قُلنا - كي نُرضيها - في الصَّحراءِ
- وماذا تعني الصحراءْ؟!
قُلنا: تَعْني النَّخْل، وتَعْني الخيلَ..
وتعني (.....) لم تتركْنا نُكْمِلُ
بل قالت: تَعْني النّارَ،
وتعني الدُّولار، وتّعْني عودةَ الاستعمارْ
لكنْ .. مَنْ سيكونُ وقودَ النّارِ؟!
أجَبّنا: الدارُ، ومن في الدّارِ..
فقالت: ويحطُّ "البُسْطارُ العبريُّ"
على "الرأس العربيّ" من الآنَ، وحتى
يوم الدّينْ!
ويُمرّغُ شاربَهُ في الطّينْ!
وسلامُ اللهِ على أوطانٍ أخرى
إنْ لم تَقْتُلْها.. "لَعْنتُها"..
فَسَتَقْتُلها "لَعْنَةُ ذَبْحِ فلسطين!"
* * *
يا "محمودَ السَّمرة"،
لا أعتذرُ اليكَ، عن الحُزنِ
لانّي حينَ أراكَ.. أراني!
وأرى فيكَ، وفيّ "الطّيرةَ، والطَّنْطورةَ"،
"والكَرْملَ"، والبَحْرَ، وسائرَ أطلالِ "الدّيرةْ"
لا أعْتذرُ، ولكنْ أنْتظرُ بِلا فَزَعٍ،
وبلا هَلعٍ.. زِلْزال "سدومَ"، و"عامورةْ"!!
-----------
الطّيرة : بلد الشاعر، والطّنْطورة بلد الدكتور السَّمرة..
وقد ذبح الغُزاة أعداداً كبيرة من أهلها بسبب ما أبدوه من مقاومة بطولية كَتبَ عنها العديدُ من المؤرّخين "العرب واليهود" وبقية الاسماء الواردة في القصيدة معروفة.