من يدعم حق العودة لا يعتدي على المُطالِب بها


رم - ممقالات


لم نكن بحاجة الى ما جرى امام النصب التذكاري لشهداء معركة الكرامة, فقد تحول احتجاج شبابي في ذكرى اغتصاب فلسطين الى يوم دموي برعاية رجال الامن و"الفزيعة" من اهالي المنطقة. ما جرى كان اعتداء وحشيا بكل معنى الكلمة على معتصمين اردنيين واجانب وعلى ممثلي وسائل اعلام محلية واجنبية, بحجة الاحتكاك برجال الامن ومنع المتحمسين من التوجه الى جسر الملك حسين خوفا على حياتهم.

لو كنت مسؤولا لما سمحت للشباب بالوصول الى الجسر, هذه بديهية لا نختلف عليها, ونحن لسنا مع الانجرار العاطفي وراء الحماس الاعزل في المواجهة, لان المنطقة مليئة بالالغام ولان جيش الاحتلال يترصد بكل قادم, ومن حق قوات الامن ان تمنع اجتيازا للحدود, لكن ليس من حق قوات الامن الاعتداء على المعتصمين وضربهم بقسوة والاستعانة بسكان المنطقة لارهابهم وتفريقهم, بل من واجبها حمايتهم ودعمهم ليتظاهروا ويرجموا شيطان الاحتلال لانه يستحق اكثر من ذلك.

للاسف ان رجال الامن سهلوا اعتداء بعض اهالي المنطقة على الشباب المحتجين وعلى الصحافيين بكل وحشية, لا بل وسكتوا على اطلاقهم للرصاص وحمل الكلاشينات والمسدسات في منطقة يدعى انها عسكرية. 

ليس من مصلحة الاردن اعاقة او قمع حراك شعبي يحظى باجماع وطني بل المصلحة تقضي بتشجيع اللاجئين للتعبير عن مواقفهم وابقاء جذوة المطالبة بحق العودة الى فلسطين مشتعلة في قلوبهم, اليس رئيس الوزراء معروف البخيت من قال في حفل لجان المخيمات بذكرى النكبة امس الاول " الاردن بقيادته الهاشمية الشجاعة سيواصل تصديه لكافة المخططات والمحاولات المأزومة لتصفية القضية المقدسة والغاء الحقوق الشرعية او انتزاع تنازلات من اي طرف على حساب المواطنين والمصالح الاردنية العليا". 

السنا كدولة وشعب اردني, مع حق عودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم? اذا ماذا فعل رجال الامن على مقربة من جسر العودة? من اعطاهم الاوامر بضرب المعتصمين? الم يسمع صاحب الامر بان قوات الاحتلال الصهيوني قتلت قبل ساعات 15 شابا على الاراضي الفلسطينية التي حاول اللاجئون العودة اليها في ذكرى اغتصابها? 

ان ما جرى في الاغوار امس الاول, تجاوز خطر على ثوابت الدولة الاردنية, فجلالة الملك عبدالله الثاني سيقابل الرئيس الامريكي اليوم بهدف دعم القضية الفلسطينية وقد خطط جلالته للزيارة لتسبق مجيء رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الى واشنطن محاولا اقناع الادارة الامريكية بان نتنياهو مخادع وكاذب ويقود مخاطرة كبيرة بامن المنطقة اضافة الى شرح اهمية المصالحة الفلسطينية ودورها في اي سلام حقيقي.

لو كنت وزيرا في الحكومة لشاركت الشباب احتجاجاتهم في كل مكان ورجمت قوات الاحتلال, ولوكنت رئيسا للحكومة لاوعزت لكل لجان المخيمات الفلسطينية باحياء ذكرى النكبة وقدمت التسهيلات لكل من يطالب بحق العودة, لانه مع ثوابت الدولة وليس ضدها.




عدد المشاهدات : (3099)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :