بناء ثقافة الانتماء



رم - جواد الخضري

  الانتماء واجب ديني ووطني مفروض على كل فرد من افراد المجتمع دون تميز في الدين واللغة واللون، تشترك فيه كافة العقائد وتحث عليه الشرائع السماوية من اجل بناء الاوطان والحفاظ عليها سياسيا، اقتصاديا واجتماعيا.
 اي ان دور كافة الفئات المجتمعية دون تحديد العمر والجنس في تكريس معاني الانتماء الحقيقي والصادق لدى افراد المجتمع الواحد، قال تعالى »وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا« هذا التعارف يؤكد على تفاعل الثقافات المختلفة لتكوين ثقافة جديدة تؤدي الى التعارف والتقارب بين مختلف شعوب العالم، مما يؤدي الى تمازج الحضارات لتبقى ركنا ثابتا تحتفظ به الاجيال المتوارثة وتحافظ عليه لتدلل على عمق الانتماء لدى الانسان للارض وعلاقته مع الانسانية.

 كيف يؤكد الفرد انتماءه للارض ومدى علاقته للاخرين؟ هذا يحتاج الى شرائع وقوانين تحكم هذه العلاقة وتعمل على تطبيقها على ارض الواقع من خلال تعاون الافراد والجماعات ضمن اطار  المجتمع الواحد في ظل بيئة متجانسة ومتعاونة يحكمها السلوك العام السوي من هنا يأتي سلوك الافراد للتأكيد على مفهوم الانتماء من خلال الوازع الديني والقومي والترابط الانساني لبقاء المسيرة المجتمعية مترابطة وتسير بنهج فاعل وبناء تشاركية للعمل على غرس الثقافة المجتمعية بكافة جوانبها واحوالها من تعليم الطفل اسس الانتماء وربطه بثقافته وكذلك اطلاعه على الثقافات الاخري بالتعليم والاطلاع والتجربة. قادني هذا الامر للتطرق الى موضوع بناء ثقافة الانتماء وهي الجزء الاهم من الثقافات المتعددة والمتنوعة والتي تكون صادقة من خلال التعبير عنها بالسلوك الذي يؤكد حقيقة الانتماء الذي يعتبر ثمرة المواطنة الحقيقية والصالحة.

 حدثتني امرأة ان والدتها قد زارت يوما اليابان حيث كان يعيش  ابناؤها هناك وشاءت الظروف ان رافقت الجدة الى المدرسة احفادها، فلفت انتباهها عدم وجود آذن او عامل نظافة في المدرسة وعند استفسارها عن ذلك قالوا لها ان الهيئة التدريسية والطلبة في المدرسة يخصصون نصف ساعة نهاية الدوام للقيام باعمال التنظيف والترتيب لمرافق المدرسة ومن ثم يغادرون وشاءت لي الظروف ان ازور مدرسة اساسية في مدينة معان فوجدت مديرة المدرسة وبعض المعلمات يقمن باعمال التنظيف لبعض مرافق وساحة المدرسة.

 ما الدافع الذي جعل من هؤلاء المعلمات القيام بمثل هذه الاعمال اللامنهجية؟ ان ثمرة الانتماء الصادق التي اينعت وترعرعت في نفوسهن جراء التربية السليمة التي تلقينها في بيوت اهاليهن ومدارسهن وجامعاتهن هي التي دفعت بهن للقيام بهذه الاعمال دون تكليف.

 ان هذا الامر يعزز مفهوم الانتماء والذي يتم التعبير عنه من السلوكيات العملية من القيام بالاعمال التطوعية دون تكليف او ايعاز بل من اجل الاستمرار في البناء للتطوير والتقدم.          





عدد المشاهدات : (3168)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :