بواس الروس .. !



رم - مقالات

  

كأنهم يقرؤون على شيخ واحد: أقصد الدول العربية التي تدعي انها الأقرب الى الديمقراطية(المسؤولة) انها قد وسعت هامش الحرية الصحفية، مع انها لا تعترف اصلا بوجود هوامش ، لكن مش مشكلة .ويؤكد الناطقون باسم هذا النوع من الحكومات، أن اي نقد موضوعي، بشرط ان لا يكون شخصيا ،لا يغضبها، والهاء تعود الى الحكومة اليدوية المناوبة، وليس الإلكترونية .,, وانها تقبل رأس من ينتقدها بدل ان تفرمه.

طبعا، يسرنا جميعا ان نعرف ان الحكومات العربية لا يغضبها النقد الموضوعي ، لكني لم افهم كيف يمكن ان يكون النقد الموضوعي شخصيا ما دام يطال الأشخاص في المنصب العام ، اذ اننا مهما ابتعدنا عن ذكر الأسماء، فنحن في الواقع ننتقد اشخاصا ما بصفتهم الوظيفية ، اما اذا انتقدناهم شخصيا وفي أمور لا علاقة لها في الأداء فيحق لهم المطالبة بحقوقهم قضائيا وعشائريا او تحصيلها يدويا .

يقولون في المثل الشعبي (بوس الدقون ضحك على اللحى) ، وغنى محمد عبد الوهاب (بلاش تبوسني في عيني ..دي البوسة في العين تفرق)، أما الفاضلة هيفاء وهبي فتطلب منا أن نبوس (الواوا) دون ان تحدد مكانه ، وغنى المرحوم فارس عوض (حبحبني عالخدين شو هالجسارة).... وهناك الكثير من انواع البوس وأماكنها، لكن احدا لم يحدد ولم يغن ولم يحذر أو يحبذ بوس الرؤوس.

افضل بوسة من أي حكومة عربية لأي كاتب صحفي هي أن ترد الجهة المنتقدة – بفتح الدال- على كل مقال مكتوب ، أما للتكذيب ، او للتبرير ، أو للتصديق ، او للإعتراف ، او لأي سبب آخر....أما ان يتركونا نكتب بعض ما نشاء دون ان يأبه بنا احد او يوضح لنا احد أو يرد علينا احد..فهذه اهانة للكاتب وللناس جميعا، ونفضل عليها ان تقام علينا الدعوات القضائية ونستدعى للأجهزة ، او حتى، يقام علينا الحد.

والى حين ان تقرر الحكومات العربية الرد على النقد الصحفي الموجه ضدها بشكل رسمي، ينشر في مكان المقال او التحقيق الصحفي ، فإننا نقبل ببوس الرؤوس، على سبيل محاولة تنشيف ريق الحكومة.

اوحط راسك بين الروس وقول يا بوّاس الروس.






عدد المشاهدات : (4763)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :