صار العنف فعلاً سياسياً!



رم - مقالات

طارق مصاروة

لا نريد أن نصدق أن هذا العنف الدموي في سوريا والعراق هو من صنع «القاعدة»!!
فأهداف العنف, وتوقيته, ومواقعه هي عملية سياسية بامتياز. ومن غير المنطقي أن يبحث السيد المالكي في بغداد عن مصدر هذا العنف فلا يجد إلا زميله نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي يلصق فيه هذه التهمة الشنيعة. كما أنه من غير المنطقي ان تحاول الصاق تهمة تفجير الميدان وقبله تفجير كفرسوسة بالمعارضة وارهابها, توسلاً لخروج تظاهرات يوم الجمعة بالذات تندد بالارهاب وتطالب الدولة بالضرب بيد من حديد.. في الوقت الذي تقوم فيه المؤسسة الامنية السورية بقتل عدد اكبر من عدد ضحايا انفجار الميدان.. في المدن السورية الاخرى!

القتل الذي ناهز المائتين وخمسين ضحية في طريق حجاج الشيعة العراقيين المتجهين الى كربلاء, ليس بالضرورة جريمة يقف وراءها السنّة. فنحن هنا أمام حالة سياسية تعبّر عن نفسها بالمتفجرات. فالمذهبية لم تعد قادرة على السيطرة في هذه الطائفة أو تلك, لذا فالمستفيد يهدد الناس في حياتهم ليجعلهم يحتشدون حول بؤرة الحركة وقد يجد نفسه يتجاوز حدود العراق.. فقائد التيار الصدري يتهم «عصائب الحق» بالارهاب بعد انفصامها عن جيش المهدي ولجوئها الى ايران لاعادة التنظيم والتدريب, والعودة الى العراق!! وفتك المالكي بمسلّحي التيار الصدري في الجنوب لا علاقة له بالصراعات المذهبية, وهو ينتج الان نمطاً من الحراك باتجاه القائمة العراقية, والاكراد لايجاد صيغة تؤدي الى اسقاط المالكي وتعيين واحد من الائتلاف الشيعي في رئاسة الحكومة!! ويمكن أن يكون الجعفري!

والتفجيران الاخيران في دمشق يجعل النظام منهما الى جانب ترويع الدمشقيين الذين يمكن أن يفكروا بالتظاهر.. مادة للضغط في لبنان.. فقد سمعنا ان القاعدة ارسلت ارهابييها من لبنان, وعن طريق منطقة موالية لسعد الحريري في عكار, وقد لا تجد اتهامات شبيهة باتهام الموساد باغتيال عماد مغنية القائد في حزب الله في كفرسوسة ذاتها. مع أن توجيه الاتهام الى اسرائيل اربح وأسهل.. ولهذا نقول ان المتفجرات والقتل بهذه الطريقة هو فعل سياسي.. لا مذهبي, ولا علاقة له بفلسطين!!
والصورة تتضح اكثر فنحن نعيش في عالم بالغ السوء, وأسوأ ما فيه أن الاطراف جميعاً لا تجد في القتل واستباحة دم الشعوب, وخبزها, وكرامتها, واطفالها, ونسائها وشيوخها أي صعوبة أو تجاوز للخطوط الحمراء في العمل السياسي.











عدد المشاهدات : (3209)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :