اعتصام ضد الاعتصامات



رم - مقالات

يوسف غيشان

كنت أتخمّع في البلد على عادتي ، وقد لاحظت من بعيد أن ثمة أوراقا معلقة على ابواب متاجر مغلقة .انا معتاد أن اشاهد ورقة في الشهر ، وهي توضع عادة عند وفاة صاحب المحل أو احد أقاربه ، مع الحرص على تحديد عنوان بيت العزاء.و لكن هذه المرة الأوراق كثيرة ..فهل من الممكن ان تجتمع هذه الوفيات في يوم واحد؟؟؟.

اقتربت اكثر فاكتشفت أنها بيانات من تجار وسط البلد يحتجون فيها على الإعتصامات، فاندلقت الى ساحة الجامع الحسيني الكبير ، لأرى مظاهرة تجار وسط البلد، والفضائيات والكاميرات ورجال الأمن .

وبدون افتراض سوء النية ، على اعتبار وجود مؤثر خارجي على التجار ، اذ لم يتحركوا قبل اشهر عندما تم اغلاق وسط البلد لحوالي العام الكامل من أجل تمرير مواسير مجاري مشروع الحريري .....رغم ذلك فإننا يمكن أن نعتبر أن ثمة كلفة للمظاهرات والمسيرات 

وكانت دراسة غير رسمية قد اعلنت الشهر الماضي أن كلفة الإعتصامات والمسيرات في الأردن تقدر ب375الف دينار أسبوعيا. وتشمل الكلفة زيادة 50% على المحروقات والطعام واستخدام الآليات والمباني الامة والطاقة الكهربائية ... هذه الكلفة توزعت حتى الان على 4100 اعتصام و175 مشاجرة جماعية و22 مشاجرة جامعية(اللهم زد وبارك).

أتمنى أن لا يكون الهدف من تمرير هذه المعلومات بشكل غير رسمي محاولة جس نبض لتثبيتها رسميا ، ثم لاستخدامها لفرض ضريبة مشاجرات أو مظاهرات أو أي مسمى لتغطية كلفة علاوة خطورة المهنة ، ولا بأس لزيادة كمن مليون للخزينة.

لست باحثا اقتصاديا لكني اعتقد أن علينا – مهما كانت دوافع تمرير هذه المعلومات – أن نحسم منها الكثير الكثير من الفوائد الإقتصادية المباشرة ، اذ اعتقد أن المسيرات والمظاهرات والإعتصامات التي (جابت) الوطن ، اعتقد أنها (جابت همها وزيادة)، واليكم ما خطر على بالي في هذه العجالة. ولا شك أن القراء الأعزاء سوف يكتشفون الكثير من الفوائد والعوائد التي لم تخطر في بالي خلال كتابة هذا المقال.

في البداية لا بد أن نؤكد أن هذه المسيرات أدت الى التخفيف من غلواء البطالة – تحديدا في الأرياف والمحافظات الاردنية عدا عمان- حيث تم تجنيد الالاف من الشباب في الدرك والأمن العام والأجهزة المساندة، مما خفض نسبة البطالة –وهذه فائدة اقتصادية قصوى يمكن حسمها من الكلف – وأمّن سبل العيش الكريم في حدها الأدنى لالاف الأسر الأردنية ، ، وهذه معلومات معروفة تماما بشكل شعبي . ولا ننسى أن التجنيد هذا إضافة الى أنه يقلل من نسبة البطالة فإنه ايضا يقلل من الجنح والجرائم ،وهذه يمكن شطبها من الكلف الأسبوعية للإعتصامات.

لا ننسى أن احتجاز الشباب في المعسكرات أدى الى تقليل نسبة الخصوبة ، لأننا نعاني من نسبة خصوبة وعدد ولادات مرتفع ، هذا ما يقلل من الكلفة العامة على خزينة الدولة بدون دعايات ولا حملات وطنية ، كما أن تقديم وجبتي طعام للشباب في المراكز الأمنية والمعسكرات تقلل نسبة الطبخ وبالتالي تخفض الطلب على الغاز والبوابير.ولا ننسى ان الإبتعاد اكثر عن البيت زادت نسبة الإشتياق وخففت من نسبة الخلافات الزوجية وقللت نسبة الطلاق، حسب مصادري الموثوقة(والباديء أظلم).

من جانب آخر فإن الإعتصامات أوقفت مسلسل رفع سعر المشتقات البترولية بمعادلة لم تكن معروفة لأحد، وتم تثبيت سعر هذه المشتقات حتى تاريخه ، وهذا مكسب شعبي وطني كبير ، ناهيك ان الاعتصامات اجبرت الحكومات على التضحية ببعض الفاسدين ، فانشغلت هيئة مكافحة الفساد، وتم استرداد بعض الأموال ، وصار الفاسدون أكثر حذرا، وبالتالي اقل سرقة، الى أن يتكيفوا مع الوضع الجديد.

وبدون جق حكي اعتقد أن الإعتصامات والمسيرات (جابت همها وزيادة)، وأن التجار استفادوا منها ربما اكثر مما استفدنا.!!










عدد المشاهدات : (3397)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :