حين يواجه الفرنسيون!



رم - مقالات

طارق مصاروة

كانت عملية إنقاص قوة الائتمان درجة أو نقطة واحدة, في فرنسا, بمثابة صدمة صحية اجتاحت الماكنة السياسية.. الأحزاب, والصحافة ورجال المال.. فلا أحد في فرنسا يحول نقطة الضعف هذه الى مشكلة يستغلها الاشتراكيون في مواجهة المحافظين والانتخابات على الابواب, ولا نقيصة تضرب بها الاحزاب أساس الحكم.. وتتهم الجميع بالفساد, وببيع رأس مال الشعب الى الشركات, وبإقامة مئتين وثلاثين مفاعلاً نووياً لتوليد 80% من كهرباء فرنسا, ولم يتمنطع مئات الأميين ليعلموا كيف تولد فرنسا الكهرباء, وكيف تعالج وزارة المالية الدين الداخلي والخارجي, وكيف تكون هيكلة الجهاز الحكومي ورواتبه. وكيف تقف فرنسا من أحداث سوريا, وكيف تقوم دولة فلسطين!! فلا يوجد في فرنسا مثل العباقرة عندنا, فقد ضمن ساركوزي نتائج الانتخابات لأن الاشتراكيين يقفون الى جانب الرئاسة الان, ولأن اليمين المتطرف غير قادر على مخاطبة الفرنسيين باتهام الادارة وادانتها بالفشل وتحميلها الخسارة. ولأن احزاب الجمعية الوطنية وجدت نفسها تقدم مشاريع موازنة مساندة لمشروع الموازنة الحكومي.
أخذنا فرنسا نموذجا لما يحدث في كل أوروبا إزاء ازمة اليورو، وأزمة التصدير، وأزمة الاسواق المالية. فاذا كانت فرنسا في أزمة فذلك دعوة للفرنسيين لكي يقفوا صفا واحدا في وجه التحديات، وهذا ما لم نستطع كأردنيين أن نصل اليه. فالحكومة/ الحكومات/ مسؤولة عن الازمة الاقتصادية لأنها.. فاسدة، وهي مسؤولة عن الدين لانها.. تسرق، وتفكر بقناة البحرين كحل دائم لازمة المياه، ولا تستمع الى عبقري يعتقد ان اختلاط مياه البحر الميت بمياه البحر الاحمر سيؤدي الى مياه بيضاء كالحليب، وهي مسؤولة عن ترهل الجهاز الاداري وحدها مع اننا نعرف ان «الوسائط» هي المسؤولة عن آلاف الموظفين الذين يقبضون «معونة وظيفية» ويهربون من العمل.
إن جميع ما قيل في الحكومات الاردنية خلال عام واحد، يكفي ليدمر وطناً في حجم فرنسا في حين أن الفرنسيين يقفون معاً في مواجهة الأزمات. ذلك أن الاتهام لا يصلح.. ولا يغيّر ولا يقيم وطناً قوياً سعيداً!!






عدد المشاهدات : (3169)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :