جولة الملك لامريكا اللاتينية تعزز التواصل العربي مع كتلة متماسكة مؤثرة


رم -

عمان-بترا -ايناس صويص 

تركت زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدالله الى امريكا اللاتينية بعدا مهما في العلاقة بين الاردن وتلك الدول وشدت من أزر الجاليات العربية العريقة والمؤثرة وخاصة في البرازيل والتشيلي.
فالجولة في دول امريكا اللاتينية،ذلك الاتجاه المنسي من الدول العربية،كانت رحلة مهمة من زعيم عربي للتواصل مع دول بدأت تشكل كتلة متشابهة في تطلعاتها السياسية والاقتصادية وتأخذ مكانتها المميزة على الساحة الاقتصادية الدولية، بكل ما يمثله الاقتصاد من أثر في تشكيل العلاقات الدولية ومراكز الثقل والتأثير فيها.
البرازيل والارجنتين وتشيلي، التي زارها جلالته ثلاث دول مهمة على الساحة الدولية لجهة التحولات السياسية والاقتصادية التي جعلتها تصبح من اقوى الاقتصادات الناشئة والصاعدة بقوة على الساحة الدولية وخلال فترة وجيزة.
وقد اختار جلالته ان يكون لهذه الزيارة مساران يعززان العلاقات بين دول الجنوب النامية: الاول سياسي يركز على علاقات التعاون بكل اشكالها بين الاردن وحكومات الدول الثلاث، والثاني اقتصادي يجمع القطاع الخاص الاردني بنظرائه في هذه الدول.
ولعل ما لا تفلح السياسة في نسجه تجمعه المصالح الاقتصادية التي تشكل منظومة من العلاقات الانسانية التي يصعب فصمها.
هذه الدول الثلاث رأت في زيارة جلالته خطوة عربية تعزز المبادرة التي طرحتها البرازيل بعقد قمم عربية لاتينية.
وتهدف هذه المبادرات الى تقوية التعاون بين هاتين الكتلتين اللتين تشتركان بمزايا اقتصادية وسياسية عديدة.
ويعلق جلالته وزعماء الدول الثلاث امالا كبيرة على نتائج القمة المقبلة في العاصمة القطرية الدوحة في آذار القادم نظرا للنتائج الايجابية التي حققتها القمة الاولى التي عقدت في البرازيل عام 2005.
بدأ جلالة الملك جولته اللاتينية بزيارة دولة الى تشيلي، بكل ما تعنيه هذه الزيارة على صعيد العلاقات الدولية، فكانت الاولى التي يقوم بها زعيم عربي مشرقي الى تلك البلاد، وهذا بالاعراف الدبلوماسية بين الدول شيء تحسب له اهميته.
في تشيلي وضع جلالته رئيسة تشيلي ميشيل باشيليت ورؤساء السلطة التشريعية بجناحيها والسلطة القضائية في صورة مجريات عملية السلام في الشرق الاوسط والتحديات والعقبات التي تواجهها، خاصة وان الرئيسة باشيليت مهتمة بان تلعب بلادها دورا في عملية السلام حسب السفير الاردني في التشيلي ابراهيم العواودة.
  العنصر السياسي مهم في هذه الزيارة  ، كما يقول السفير التشيلي في عمان لويس بالما،   فحكومتنا تعرف عن المشاكل التي تواجهها المنطقة،ولكنها تلقت معلومات جيدة بهذا الخصوص من لاعب مهم في عملية السلام  .
وقد تضمن البيان الختامي للزيارة دعوة للجنة الرباعية وللمجتمع الدولي لتكثيف جهوده للتوصل الى تسوية سلمية للصراع في الشرق الاوسط.
ويؤكد بالما ان   الزيارة الملكية الى تشيلي حققت كل اهدافها المرسومة  .
وهذا ما اشار اليه البيان الختامي للزيارة الذي عبر فيه الزعيمان عن رضاهما عن نتائج الزيارة وعزمهما على توسيع دائرة الحوار السياسي وتقوية التعاون في كافة المجالات التي تم توقيع اتفاقيات تعاون فيها من سياحة واستثمارات وبنى تحتية وتبادل علمي وثقافي.
وقد اعطت الجاليات العربية الكبيرة المتماسكة بعدا مهما وخاصة ابناء الجالية الاردنية الذين اعتبروا الزيارة الملكية عيدا فحملوا الاعلام الاردنية وانتظروا ليستمعوا الى خطاب جلالته في مبنى البرلمان.
وكذلك الجالية الفلسطينية التي تعتبر اكبر تجمع فلسطيني خارج منطقة الشرق الاوسط، وفي البرازيل 12 مليون عربي.
وساعدت المؤسسات الاقتصادية لهذه الجاليات مؤسسة تشجيع الاستثمار الاردنية في تنظيم منتديات للاستثمار في بلدانها وسعت الى توسيع دائرة التبادل التجاري والتعاون المؤسسي والفردي بين رجال الاعمال في الاردن ودول امريكا اللاتينية خاصة وان ابناء الجالية العربية لهم وضع اقتصادي وسياسي مؤثر.
عنوان اخر ركز عليه جلالته في الزيارة هو الحوار بين الثقافات وازالة سوء الفهم بين الشعوب والاديان.
ففي الدول الثلاث اشاد الزعماء اللاتينيون بدور جلالته في تعزيز قيم التسامح والحوار والاعتدال من خلال اصدار رسالة عمان التي توضح القيم الحقيقية التي يقوم عليها الاسلام الحنيف من حيث التسامح واعتماد الحوار لغة ومنهجا مع المخالفين، وهو ما شوهته فئة تفهم الاسلام على غير ما جاء به مما اسهم في تعميق سوء الفهم الذي تكنه شعوب اخرى للاسلام والمسلمين.
في البرازيل أكد جلالة الملك أن الاردن والبرازيل   يسيران على طريق التقدم من خلال عقد الشراكات لبناء المستقبل الأفضل  ،ومن هنا تأتي أهمية الدور الذي تضطلع به هذه الدولة التي تعد تاسع قوة اقتصادية في العالم في دفع جهود السلام في المنطقة والعمل على مساعدة الفلسطينيين والإسرائيليين للتوصل إلى تسوية سلمية عادلة وشاملة وفق حل الدولتين واستنادا الى قرارات الشرعية الدولية.
وأوضح جلالته بجلاء ان هدفه من هذه الجولة هو إيجاد شبكة عالمية من الشركاء الاقتصاديين وأصدقاء السلام الذين يساهمون في ايجاد حل عادل لقضية العرب الاولى والقضية المركزية في الشرق الاوسط..

 

 




عدد المشاهدات : (3872)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :