رم - كريم الزغيّر
العبارةُ التي يهفو لها الوزير هي " كلُّ شيءٍ على ما يُرام " أو " كلُّ شيءٍ بخير وبفضلِ توجيهاتك " ، إذًا بهذه العبارات التملُّقيّة يستكين الوزير عندما يجري زياراته ، لكنَّ فرج الصقور لا يتمكّن من استخدامِ هذه العبارات ، لأنَّ دوافعه الأخلاقيّة غالبت " القانون اللغويّ " في الحديثِ مع المسؤولِ ، فقال الوزير ما " نغّص " به هذا القانون .
لم يطالبْ فرج الوزير بأمورٍ شخصيّةٍ كما أراد الوزير تفسير حديثه له ، طالبه بحقوقٍ للمواطنِ الذي يدّعي الوزير " الحرص عليه " ، خاصّةً ، أَنَّ المستشفى في منطقةٍ تحيق بها الظروف اللامقبولة ( المعيشيّة ، الإنسانيّة ، الصحيّة ) ، " الظاهر فرج مش عاجبه الشغل هون .. انقله " ، وباستخدامِ النبرة السلطويّة : " انقله " ، تمكّن الوزيرُ من حلِّ الاشكاليّات التي يعاني منها المواطن .
في حديثٍ له ، التمس الملك عبدالله الثاني من المواطنِ الذي هو ( الموظّف ، العامل ، الطالب ) الضغط من الأسفلِ ، وهذا الضغطُ هو عدم التملُّق للمسؤولِ ومصارحته ، لكنَّ " الأبهةَ الوزاريّة " تستحقرُ " الضمير الوظيفي" ، فالضميرُ لا يجب أَنْ يتماهى مع العملِ وإلّا فسيواجه الموظّف عبارة " انقله " .