"المكتوب مبين من عنوانه"


رم - - معاذ أبو عنزة

حالة من الخذلان وخيبة الأمل أصابت الشارع الأردني بمختلف أطيافه ومكوناته بعد التعديل الوزاري المُرتقب الذي قام به دولة رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز يوم أمس على بعض الحقائب الوزارية عبر عنها المواطنون من خلال منشورات وتعليقات وتغريدات جابت منصات مواقع التواصل الإجتماعي وإنتشرت بها كالنار بالهشيم حملت نقداً لاذعاً وإستياءً واضحاً وإستغراباً مُفعماً بالإستهجان المشروع حيث وضعت العديد من علامات الإستفهام حول أسباب التعديل غير المُبرر والضروري في الوقت الحالي لحكومة لم يتجاوز عمرها الأربعة شهور وبالتالي فإن فترة تقييم الأداء والإنجاز غير كافية تلقائياً.وعن أسباب إختيار حقائب الصحة والعدل والشباب والثقافة والأشغال العامة والإسكان والزراعة والتنمية الإجتماعية عن غيرها من الحقائب الوزارية وبالأخص التي يدور حولها جدل برلماني وشعبي منذ يومها الأول، إذ أن المشاكل التي يواجهها المواطن وتعصف بالوطن هي صعوبات وعقبات إقتصادية بحته قبل أن تكون سياسية وإدارية مع الإعتراف بأن الإرادة الحقيقية التي تطمح إلى إصلاح إقتصادي فاعل ومؤثر يجب أن يرافقها إصلاح سياسي وإداري مُمنهج ومدروس، وعن السبب الذي يكمن خلف إستحداث حقيبة وزارية جديدة ألا وهي الدولة للتطوير الإداري والمؤسسي في مثل هذا الوقت الذي تمر به الحكومة بأزمات أساسها إتساع فجوة عدم الثقة بين المواطن والحكومات في حين أن الرئيس لم يوفق أيضاً في خطوة دمج كلٍ من وزارة الشباب ووزارة الثقافة على وجه التحديد حيث ساهم من خلال قرار الدمج في إكمال مسيرة إستخفاف الحكومات والإستهانة بأهمية وتأثير ودور هاتين الوزارتين في بنية المجتمع ورفعة أبنائه.

خيارات لم تتوافق مع أمال ومطالب وإحتياجات الشارع الأردني فالعزف المنفرد غير المتقن الذي قام به الرئيس بمنأىً عن طموحات المواطن بدى واضحاً وضوح الشمس منذ أن وضع لمساته الأولى في التشكيل ليُكمِلَ الصورة التي بدا بها في التعديل لنرى أن الحكومة لم تحمل أي شعارٍ من شعارات المرحلة بشكلٍ فعلي وواقعي ولَم تتبنى أو تأخذ شكلاً سياسياً واضح المعالم ولَم تقرأ المرحلة التي تمر بها المنطقة بالشكل السليم لتتقن بدورها مدخلاتها ومخرجاتها في ظلِ معادلة صعبة يجب التعامل معها بإختلاف أدواتها وعناصرها بمنتهى الحذر والحنكة فهي لم تجد لغاية اللحظة لغةً تشترك بها مع المواطن توجه الحكومة من خلالها خطاباتها إلى الشارع المحتقن بالأصل بل تجاوزت المألوف وإفتقرت إلى أبسط وأهم مكون في جسم أي حكومة أو مشروع ألا وهو الهوية.

مقولة مشهورة ترددت على مسامعنا كثيراً جاءت خيارات الرئيس وقراراته المُخيبة للآمال والتي تُرجمت على أرض الواقع المرير من خلال التعديل الوزاري الصادم الذي قام به يوم أمس بعد حالة من التأني والسرية التي إتسم بها تصرف وسلوك الرئيس المرافق للتعديل وحالة الترقب والإنتظار التي عاشها المواطن لحظةً بلحظة مع الحدث لتتوافق وتتطابق بشكل كبير مع الغاية التي ذُكرت وأُستخدمت من أجلها هذه المقولة : "المكتوب مبين من عنوانه".



عدد المشاهدات : (19504)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :