أكاديميون: مراكز الدراسات غير مستقلة والأردن يعاني من نقص في الباحثين


رم - أكد أكاديميون وباحثون ضرورة استقلالية مراكز الدراسات والأبحاث ماليا وإداريا، مشيرين إلى أن الأردن يعاني من نقص في الباحثين.

جاء ذلك خلال جلسة حوارية بعنوان "لماذا مراكز البحث والتفكير مهمة؟" عقدها اليوم الثلاثاء مركز الدراسات الاستراتيجية - الجامعة الأردنية، بالتعاون مع منتدى الاستراتيجيات الأردني.

وبينوا أن تلك المراكز بحاجة إلى تطوير عملها بصورة كبيرة، مع ضرورة استقلالها ماليًا وإداريًا، وتمتعها بالموضوعية والحيادية والشفافية.

ويأتي عقد هذه الجلسة الحوارية بالتزامن مع لقاءات بـ150 مدينة حول العالم، بمناسبة صدور التصنيف العالمي السنوي لمراكز الدراسات، والذي تصدره سنويا جامعة بنسلفانيا في الولايات المتحدة الأميركية.

وقال مدير مركز الدراسات الاستراتيجية، الدكتور موسى شتيوي،" حتى تكون مراكز الدراسات والأبحاث فعالة وتُنتج أبحاثا نوعية تفيد صناع القرار، يجب أن تكون مستقلة ماليًا ولديها موارد مالية تستطيع من خلالها عمل أبحاث منتجة، بالإضافة إلى ضرورة تمتعها بالحيادية والموضوعية".

وأضاف أن كل الجامعات لديها مراكز أبحاث، لكن في نفس الوقت ليس لدى هذه المراكز ميزانية تُخصص لها من نفس الجامعة، مشيرا إلى التحديات التي تواجه المراكز، والتي أهمها: "شُح الكفاءات البشرية أو نقصها وخصوصًا في المجالات المتخصصة الفرعية".

من جهته، قال وزير الخارجية الأسبق، رئيس الهيئة الإدارية لمنتدى الاستراتيجيات الأردني، عبد الإله الخطيب إن مراكز الدراسات والأبحاث، وخصوصا في الجامعات، بـ"حاجة إلى تطوير عملها وبصورة كبيرة، فضلاً عن أنها بحاجة بنفس الوقت إلى مساحة أكبر من الحرية والموضوعية والاستقلالية مالية كانت أم إدارية".

وأرجع سبب انهيار بعض الدول أو تلك التي حصل فيها أزمات إلى "فشلها في مواجهة التحديات المدنية الحديثة سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو تعليمية أو صحية أو في مجال النقل، فضلًا عن غياب السياسات والنجاحات بشكل عام".

بدورها، قالت رئيسة تحرير صحيفة "الغد"، الزميلة جمانة غنيمات، أنه يجب أن يكون هناك عملية "ترسيم" علاقات بين الإعلام ومراكز الدراسات وذلك للمساهمة بصناعة الرأي العام تجاه قضية معينة أو تقييم وضع قائم أو إيجاد حلول لمشكلات وتحديات يعاني منها المجتمع.

وركزت غنيمات على تمتين العلاقة بين المراكز والسلطة لكي تؤثر بصناعة القرار، فـ"الكثير من السياسيين لا يؤمنوا بمراكز البحث كواحدة من أدوات صناعة القرار".

من جانبه، قال أستاذ علم الاجتماع في الجامعة الأردنية، الدكتور مجدي الدين خمش، إن الرأي العام هو البيئة التي يعمل ويسعى الكل للحصول على حصة منها، أي بمعنى أصح أن هناك نوع من التنافس.

وأضاف عندما تكون الإدارة ناجحة، فذلك يعني أن هناك مؤسسات مجتمع مدني ناجحة، وهناك حكومات ناجحة وهناك أيضًا مراكز بحث ودراسات ناجحة.

من ناحيتها، أكدت الدكتورة لينا حداد أنه يجب أن تكون الدراسات نوعا ما فيها "تسييس" بغية الوصول إلى صانع القرار وإقناعه بنتائج تلك الدراسات.

وعزت في الوقت نفسه أسباب الفجوة بين صانع القرار وهذه المراكز إلى "عدم استقلال الحكومات والمراكز بشكل عام".

الكاتب الصحفي الزميل الدكتور محمد أبو رمان، من جانبه أكد أهمية البحث العلمي، قائلا إن الأردن "يعاني من نقص في الباحثين، وهناك مشكلة في عملية سد ذلك النقص، وبناء الباحث والمراحل التي تؤسس لولادة الباحث".

وفيما قال إن كل المراكز "تُعاني من محدودية الموارد المالية المخصصة للبحث العلمي"، ذكر بأن جزءا كبيرا من تلك المراكز "عبارة عن تجارة ويسعى أصحابها أو القائمين عليها إلى تحقيق ربح مادي".

فيما قال الدكتور إلياس سلامة إن نجاح أو فشل العلاقة بين المراكز البحثية والإعلام والحكومة يعتمد بشكل أساسي على مجالس الإدارة لتلك المراكز.

وأشار في الوقت نفسه إلى أن المراكز لا تقوم بتعيين باحثين دائمين، وإنما يتم التعيين لمشروع ما تنتهي مهمة الباحث بانتهائه.



عدد المشاهدات : (37723)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :