الشباب .. والفرح المؤجل


رم - د.اسمهان ماجد الطاهر
لا شيء يحز في نفسي في الاوضاع الاقتصادية الصعبة بقدر أمنيات وفرح الشباب المؤجل. المجهول يمحي أحلامهم والرياح تبعثر توقعاتهم. عباراتهم إرتدت ثوب الإحباط وتجمدت الخطوات في ترقب يغلفه ملل ينفث دخان غضباً مكبوت في نفوسهم.

تلك الصبية التي أنهت تعليمها ولم تجد اي فرصة لها في الحياة جلست على حافة أمل تنتظر فارساً يأتي لتبدأ معه حياة جديدة تمكنها من بناء أسرة. لم تستطع التمرد على فطرتها في أن تصبح أماً وبقيت في أنتظار فارسها الذي تأخر كثيراً لانه ما زال يبحث الفرص المتاحة النادرة التي ستمكنه من بناء احلامهم بحياة كالحياة.

هل فكرتم بأحلام الشباب الضائعة!

هل تساءلتم كم من الوقت ستنتظر تلك الفتاة الفارس الذي تعثرت خطواته وأثقل كاهله تعب البحث عن فرصة العمل التي تمكنه من القدوم بثقة. متى سينتهى هذا الإنتظار الممتد من الليل الى الليل. متى سيلتقي التساؤل في اليقين.

هل فكر متخذ القرار السياسي والاقتصادي بفرح الشباب المؤجل نظراً لسوء الظروف!

كم أشعر بالضيق عندما أرى البعض من الشباب يقترب بخطى سريعة من الثلاثين دون أن يستطيع أن يعتمد على نفسه أو حتى أن يتمكن من مجرد التفكير في الارتباط ، وأين نحن من قول رسول الله «من استطاع منكم الباءة فليتزوج».

الحديث عن الشباب ومعاناتهم في مجتمع يشكل الشباب من سكانه النسبة الأكبر ضرورة لا نقاش عليها. يهمني وبقوة إيجاد برامج وفرص تختص في الشباب مهما كانت الظرووف صعبة فهم أولوية.

لا نريد لإمنيات الشباب أن تشعر بالغربة ولا لإحلامهم أن ترحل على متن طائرة ورقية فقد تمزقها الرياح. أغلقوا كل الطرق الضيقة التي لا توصل الى أي مكان، واعتقلوا الضياع وقيدوا يديه واتركوه بعيداً عن شبابنا. نريد للشباب أن يحيا لا فقط أن يعيش.

هناك دائماً مستحيل يولد مع كل الظروف أبحثوا عنه بكل ما أوتيتم من قوة مالية وعقلية ودعوه يكون متحضراً بسيطاً نقياً كالمطر فقد يُنبت فرحاً وأملاً بمستقبل زاهر لهؤلاء الشباب.

إسمحوا لي أن أطالب ثروات أصحاب رؤوس الاموال بشراء شريان لغرسه في تربة الوطن ليثمر فرص وأمنيات للشبابنا فهم الأثمن والاغلى دائماً. بين ثانية وثانية قد يموت يأس ويحيا أمل.

نبهوا الشباب الى الغلط والسهو والنقصان، سامحوهم شجعوهم وأخبروهم أن إخفاق الأماني حالة عابرة، وقد ترفرف أجنحة الهناء جالبة معها خيراً كثيراً وقد تزول الغيوم عن صفحة السماء وتعلو الأمال إلى ابراج لم تخطر على قلب بشر فلا تهنوا وأنتم الأعلون والله معكم وابقوا على حافة أمل بأن القادم أجمل وأفضل.

[email protected]

الراي



عدد المشاهدات : (2731)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :