السلط بتتكلم وطني ..


رم - المحامي محمد الصبيحي

حين ينبري المحامون والمثقفون الى مقدمة الحراك الشعبي تكون السلط قد تكلمت بعد صمت أمتد منذ العام 1989, صمت تراجعت فيه قيادة الشارع الوطني الى الصفوف الخلفية لأسباب بعضها طبيعي وبعضها مصنوع ومدبر لأستيعاب القيادات الشبابية التي برزت في هبة نيسان 89 وتذويبها بين ترغيب وترهيب وتوظيف .

ومنذ ذلك التاريخ لم يتكلم الشارع السلطي كلاما وطنيا بليغا وخلت الساحة للمشاجرات الاقليمية والعشائرية البغيضة وبرزت قيادت تحمل العصا والحجر تشتبك مع ابناء بلدها هنا في اطراف المدينة أو هناك في جامعات العلم والتربية لأتفه الاسباب حتى خيل للمشاهد السياسي أن المجتمع ترك بعده الوطني وانكفأ على نفسه في حدودده الضيقة , وأن الوطنية شاخت ودخلت الى ملجأ العجز والعجزة .

لقد أثبت حراك الجمعة الماضية في السلط أن الحالة الوطنية تلد من جديد وتتوحد عند الازمات مثلما يتوحد الشعب عند المخاطر التي تهدد تراب الوطن ومستقبله .

ونعرف أن عودة الحالة الوطنية الجامعة الى شوارع السلط قد تأخرت كثيرا لأسباب لا ارغب بذكرها الا أنها عادت بعد أن نفد صبر الجمل الصبور وباتت معركة الوطن داخلية مع الفساد وخارجية مع الاعداء خلف الحدود ولأننا ندرك والتاريخ يثبت أن الحراك الوطني لايؤتي ثماره مهما تحركت اطراف الجسم الاردني ما لم يتحرك القلب , والقلب النابض هو السلط أول المدن المدنية في الامارة والمملكة وأول منارة للعلم والسياسة في شرق الاردن .

حراك السلط مثلما هو حراك المدن الواعية رفيع المستوى ملتزم بأمن الوطن وحفظ مقدراته وممتلكاته ولكن هذا لا يمنع ولا يحول دون المطالب الوطنية التي تتلخص في ( فساد خلف القضبان وأصلاح سياسي ديمقراطي ) .

لقد وضعت قيادات الدولة العربة قبل الحصان .. اصلاح بطيء وتأجيل لضبط الفساد .. والصواب ضبط الفساد أولا ثم البدء باصلاح حقيقي لأن الفساد لن يترك مسيرة الاصلاح تمر . وهذا ما حدث فعلا وما قامت به حكومة النسور اذ جمدت مكافحة الفساد تماما وباشرت اصلاحا يمس القشور فقط .. بمعنى انها حكومة اضاعت اربع سنوات من عمر الوطن , وفوق ذلك نسبت هذه الحكومة الى السلط بسبب رئيسها .

اذا كان الفاسدون يظنون أنهم أشباح مجهولة فانهم واهمون فالناس تعرفهم بالاسم حتى يكاد المريب أن يقول خذوني , واذا كانت الايادي الخفية تحمي الفاسدين من المساءلة فان الشعب لن يسامح أبدا وذاكرة الوطن لا تنام والحراك الوطني لاينام ولا يموت




عدد المشاهدات : (4522)

تعليقات القراء

سليمان سليم
0000
25-02-2017 10:07 PM

أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :