انعكاس الساعة البيولوجية ما بين " عابر الحكومات " و " نبوءة السخنة " !!


رم -

* الساعة البيولوجية وانعكاس تأثيرها على الرسميين والسياسين الاردنيين .... هنيئا لاهل الزرقاء بنفحات السخنة وطرود الاغاثة       

 

أحمد عبد الباسط الرجوب


تابعت مثل غيري من الاردنيين ما يرشح من حوارات ومقالات صحافية لاصحاب اقلام ومنابر الفكر والسياسة في وسائل الاعلام المرئية منها او المسموعة او من خلال المحاضرت امام حشود الاردنيين الذين يجدوا في هذه الندوات ضالتهم لاستهلاك وقتهم الضائع ، وقد استوقفني ما ورد من حوارات وكتابات لمن كانوا بالامس يعتلون دفة القرار الحكومي او تصرفات من انتخبناهم لمناكفة الحكومة لصالح الوطن والمواطن ، وحتى لا اخرج عن موضوع مقالي اعود للتوضيح ما اقصده " بالساعة البيولوجية " Biological Clock " وتلك الساعة هى التى تجعلنا نشعر بالزمن وتنظم إيقاع حياتنا ،

 

وتعرف التغيرات الحيوية والنفسية التي تتبع دورة الساعة الحيوية في 24 ساعة بالإيقاع اليومي ، حيث إن طبيعة الإنسان ضبطها الخالق عز وجل على ساعة بيولوجية موجودة فى كل خلية من خلايا جسمنا لتنسجم بأمر ربها مع وظيفة الإنسان بالنهار، والتى تختلف عن وظيفته بالليل ، فمعرفتنا بتفاصيل الجينات التى تنتج بروتينات يمكنها أن تتحكم فى تنظيم الساعة البيولوجية ، سوف يمكننا من الوصول إلى تصنيع أدوية يمكنها أن تؤدى نفس المهمة ، والتى يمكن من خلال ذلك أن توجد علاجا لكثير من الأمراض التى تنتج نتيجة لخلل فى أداء الساعة البيولوجية مثل الأرق، واضطراب النوم، والاكتئاب الموسمى، والشيخوخة ، وغيرها من الأمراض التى تؤرق الإنسان ، وانعكاسا على ما يرشح من ادلاءات لبعض المسؤوليين الرسميين او الذين اصبحوا في العرف " اكس " او كتاب الكيلوا ، اقول لهم الصيانة اصبحت ضرورية لساعاتكم البيولوجية حتى تنتظم لديكم ايحاءات التفكير من جديد...

 


(1)


المسؤول الرسمي وفي اعلى المواقع عندما يخرج على الملأ بتصريحات من على احدى الفضائيات ... والمفارقة ان سعادة المسؤول ما لبث أن تراجع عن حديثه صباح اليوم التالي ، وهنا الاستغراب كيف ان مسؤلا في صدارة القرار يخرج علينا بمثل هذه التصريحات " البمب اكشن " وخاصة في هذا الظرف الذي تمر به البلاد والذي يترقب فيه المواطنين اية قرارات حكومية تخص شؤون حياتهم ، ويبدو ان كثيرا ممن يعتلون سدة كرسي المسؤلية قد تنقصة المذاكرة لحفظ درسة ، وعلى رأي المثل " العرس بفوعرا والطخ بدوقرا " ولكن شعبنا طيب ويغفر الزلات.وفي هذا السياق وبالتزامن مع الظرف الدقيق الذي تمر به بلادنا والمنطقة من حولنا كما اسلفت - المرجو من حكومتنا العتيدة - الاقلال من التصريحات والابتعاد قدر الامكان عن زخ التصريحات والاكتفاء باصدار قرارات الحكومة من خلال ذراعها وكالة الانباء الاردنية الرسمية والتي هى بدورها تبث على وسائل الاعلام فحوى تلك القرارات ومضامينها.


لكن في المقابل قد اجد العذر لهذه الحكومة لمعرفتي وكما يعرف الجميع بأنه على كاهلها مسؤليات جسام لنشل البلاد والعباد من وحل ما خلفته حكومات متعاقبة ، كان من أهم إرثها مديونية غير مسبوقة بتاريخ الدول في المنطقة " فقط 13 مليار دينار خلال الاربع سنوات الغابرة " ، بالاضافة إلى ما وجدوه أمامهم في الدوار الرابع من كومة أوراق مبعثرة سيكون جهدهم فيها ترتيبها والبحث عن مخارج لأزمات البلاد ، وسيكونوا كمن يبحث عن ابرة في كومة قش صنعها الترهل والتقاعس الحكومي في حكومات سابقة.       


(2)


أما صاحبنا عابر الحكومات (من الوزارات الى السفارات) الذي لم يتواني بين الفينة والاخرى الا ويخرج علينا بتغريدة اصلاحية ، حيث أكد فشل عمليات الاصلاح الاقتصادي في الأردن بسبب عدم إنسجام اجراءات الاصلاح الاقتصادي مع السياسي ، الامر الذي ادى إلى تفاقم الفساد في الحكومات الأردنية المتعاقبة واعقب ذلك بقولة أنه في حياته " طول عمره المديد " لم يشهد اصلاحا في الأردن ...

 

ثمة مفارقات عجيبة لا اخال احدا في بلادي لم يتكهن مضامينها من اناس ارتقوا الى سدة الدولة وصاحبنا هو من المحظوظين والذين سنحت لهم الفرصة تلو الاخرى ولم يقترب البتة من اداء دور اصلاحي ...

 

في الاردن يحدث وليس في غيره على وجه الخصوص، حيث تمسح الذاكرة وتاخذ الناس احيانا لحظات التنويم المغناطيسي من بعض المتقلبين وتحاول مسح الذاكرة القريبة لعموم شرائح الناس من مختلف طبقاتهم وشرائحهم ، عبر تحولات صادمة يقوم بها بعضهم في تبديل السلوك والنهج ، كان بالامس القريب جزءا مؤثرا وقويا ، في مراكز القرار والسلطة " حالة من الانفصام السياسي " التي لم يكن احد يحق له في نظرهم في وقت كانوا في مواقع صنع القرار والتأثير ابداء أية ملحوظة على سياساتهم التي بشروا وقتها بالنعيم القادم على الوطن واهله.

 


لقد اختار صاحبنا دوما اسلوبا جديدا في مناكفة الدولة والتنظير على شعبنا والتي طالت مختلف شؤون البلاد والعباد، من خارج الحدود عندما كان يعمل في خارج البلاد ليخرج علينا بمحاضرات ومقالات وتصريحات متتابعة تستهجن المجريات في بلادنا وتتساءل باشد عبارات الاستغراب عما حدث خلال السنوات الماضية والتي ادت الى مآلات المشاكل السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تحدث الان.


لقد اختار صاحبنا التحول الى حالة نضالية لا اسس لها في مجتمعنا الاردني فالكل يعرف فيه الاخر بدقة بل تتحول هذه الحالة لرفض مثل هذا السلوك والنهج لان الدور الذي يتقمصه صاحبنا كواحد من ابرز، المسؤولين في الاردن ، حتى فترة قريبة مضت والذي كان جزءا حيويا من صانعي سياساته عبر مواقع المسؤولية الكثيرة والمهمة التي تولاها حالة من المناقصة والمزايدة فهل يستحق الاردن ونظامه واهله مثل هذا الأداء؟… سؤال بريء برسم الاجابة؟؟



في لحظة ما قد اوافق صاحبنا القول بنزعة الإقصاء والاستحواذ على السلطة وأنه لا يمكن أن يتم الإصلاح خاصة في بلادنا عبر إقصاء كافة القوى السياسية ، نعم السياسة تعني منافسة في الآراء والمواقف والمعتقدات لكسب شعبية عند الرأي العام والدخول في منظومة سياسية حديثة تحقق المشاركة للجميع وتمنح المواطن الأردني عدة خيارات ليشارك في العملية السياسية المطلوبة.



(3)


أما الاهل في مدينة الزرقاء فكانوا على موعد مع تحقق نبوءة السخنة وبركاتها ، ودلفت السماء عليهم بطرود الخير وخف نفير القوم الى بيدر الطرود ، فمنهم من ظفر بطرد او طردين ومنهم عاد بخفي حنين ونقول له " هارد لك " ستكون فرصتكم في الطرود القادمة ... وهنا سؤالي ببراءة ومن غير قصد " هكذا ستغير الزرقاء خارطة الأردن الانتخابية " ... اعتقد بان هذا الامر جلل وحتما فيه خلل وتقاطر الاردنيين ولهثهم للظفر بطرد بما احتوى وبالصورة التي ظهر فيه للعيان بحد ذاته اهانة واستخفاف تصب في الدعاية التي لم تخلو من الدعابة ايضا " وان كانت نية محسننا الكريم لله خالصة " والذي هو فعلا قد نشأ في بيت الاحسان والصدقات ولا نزكي على الله احد..



وللتنوية بأن الأفضل في تقديم المساعدة للناس عند الله عز وجل ما كان خالصا لوجهه الكريم ، ليس فيه شوب رياء ولا شوب سمعة ، فإذا كانت الصدقة كذلك تقبلها سبحانه بقبول من عنده ، وهو عز وجل يقول: (إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ) الحديد/18. وايضا إطعام الطعام الوارد في قوله صلى الله عليه وسلم: (أَفْضَلُ الصَّدَقَةِ أَنْ تُشْبِعَ كَبِدًا جَائِعًا) أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (5/60)، ومنها: سقي الماء ، فقد روي (أن سَعْدًا أَتَى النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ: أَيُّ الصَّدَقَةِ أَعْجَبُ إِلَيْكَ؟ قَالَ: الْمَاءُ) رواه أبو داوود (رقم/1681).   


(4)


أختم بالقول للمتقاعدين من اصحاب المراكز المتقدمة ... لماذا لايقبل من خدم بمعية صاحب الجلالة بان يجلس في بيته ويحترم شرف الخدمة تلك ويحتقظ بتفاصيلها ويحظى بأحترام الناس وتقدير ذاته ....المنصب واحد ولا يتغير ولكنها الأنفس التي أصيبت بالمرض وقبلت أن تمسخ نفسها وتاريخها وأن تمسخ وطنا كاملا ..


بصراحه تاهت بي الاتجاهات: وأقول آهن يا زمان الرطين ... يحتاج الى ترجماني.
حمى الله بلادنا وادام عليها نعمة الامن والامان في ظل قيادتها الحكيمة المظفرة،،،


السلام عليكم ،،،
[email protected]

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏لقطة قريبة‏‏‏




عدد المشاهدات : (8242)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :