رم - د. محمد أبو صعيليك

- حديث أبي أيوب الأنصاري
رضي الله عنه:
عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «ستفتح عليكم الأمصار، وستكون جنوداً مجندة تقطع عليكم فيها بعوث، يكره الرجل منكم البعث فيها فيتخلص من قومه، ثم يتصفح القبائل يعرض نفسه عليهم يقول: من أكفيه بعث كذا؟ من أكفيه بعث كذا؟ إلا وذلك الأجير إلى آخر قطرة من دمه».
شرح الحديث:
في هذا الحديث بشارة عظيمة لهذه الأمة بكثرة الفتوح التي تكون، وكثرة الأمصار التي تفتح، وهذا نص عام، يشمل ما فتح في تلك الأيام، وما سيفتح إلى يوم القيامة، وهو يفيد أن الأمة مقبلة على فترات عز وقوة يكون لها فيها فتوح في بلاد الكفار فتدخل أمصار جديدة تحت سلطة المسلمين، وتدخل أقوام في هذا الدين، هكذا يعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أمته ووعده حق، ما علمنا أن وعداً صدر عن الصادق المصدوق تخلف، والله المستعان.
- حديث عبدالله بن عمرو بن العاص
رضي الله عنهما:
عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج يوم الخندق، وهم يخندقون حول المدينة فتناول رسول الله صلى الله عليه وسلم الفأس، فضرب بها ضربة فقال: «هذه الضربة يفتح الله بها كنوز الروم»، ثم ضرب الثانية فقال: «هذه الضربة يفتح الله بها كنوز فارس»، ثم ضرب الثالثة فقال: «هذه الضربة يؤتيني الله عز وجل بأهل اليمن أنصاراً وأعواناً».
شرح الحديث:
هذا الحديث من المبشرات بالنصر للإسلام والمسلمين، وبكثرة الفتوح للبلاد على هذه الأمة، فقد اعطي رسول الله صلى الله عليه وسلم كنوز الروم وفارس، والروم يسمون النصارى، وهم لم تنته كنوزهم، ولا البلاد التي تحت سلطتهم، ورسولنا صلى الله عليه وسلم قد أعطي كنوزهم، وهذا مما يبشر هذه الأمة بالنصر في قادمات أيامها، حيث أن قابلية تملكها لأرض وكنوز الروم واردة بمقتضى وعد رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا، والله تعالى أعلم.

عدد المشاهدات : (3305)