سميح المعايطة يكتب: إلى اين يذهب الأردن ؟!


رم - سميح المعايطة
في زمن التكنولوجيا وما فرضته من طرق لاكتساب 'المعرفة!' أو التعبير عن المواقف والآراء فإننا نجد احيانا رواجا لتساؤلات ينثرها البعض غيرة وحرصا او لأسباب اخرى تتعلق بالأردن الدولة، وربما يكون لظهور بعض الازمات والمشكلات في الداخل وحولنا وما دفعته دول وشعوب من أثمان باهظه دور في دفع البعض لطرح سؤال البقاء والاستمرار بغض النظر عن النوايا .

وربما علينا نحن الأردنيين ان ندرك ان نماذج المسؤولين التنفيذيين اصحاب القدرات الضعيفة او النفوس الضعيفة 'والردية ' ممن يدبرون الامور بضعف او بفساد في بعض المراحل ، هذا النمط ليس نتاج هذه المرحلة فلكل مرحلة فاسديها ولكل زمان رجال الصدفة ،لكن هذا البلد باهله ورجاله الذين ليسوا فقط وصفي وهزاع وحابس رحمهم الله بل عشرات الآلاف الذين قد لانعرف أسماءهم ووجوههم والذين نعيش ثمره رجولتهم وصدقهم واردنيتهم الصادقة ، ولولا هذه الأغلبية من الأردنيين الصادقين الذين حملوا الاردن ونقلوه من كل مرحله صعبة الى بر الأمان لما كان الاردن باقيا وصامدا بل مصدر غيظ لأعدائه أيا كانت لغاتهم ولهجاتهم .

وحتى اليوم ورغم كل الضيق الاقتصادي الذي يصيب الناس وقبل ذلك تعيش به الدولة ولا أقول الحكومة ،ورغم صعوبة كل ما يجري حولنا فمازال الأردن كريما وسخيا في انتاج الرجال الصادقين الذين حملوا ويحملون مهمه الحفاظ على الاردن ،وهؤلاء ليسوا بالضرورة ان يكونوا من حمله الألقاب وان كان منهم من يحمل ألقابا لكن الصدق هو المكون لبناء الاردني ،وهؤلاء قد لأي تقنون الخطابة لكنهم يتقنون الصمود الذي يحفظ علينا جميعا هذا البلد.

امورنا ليست سهله ، ولدينا أزمات تحتاج الى حلول حقيقية وليس الى مرور حولها ، ولدينا أزمات حولنا تستنزفنا وليس اخرها نيران الصدامات في الجنوب السوري التي تجعلنا في غايه التحفز ، ولدينا نوعيات من المسؤولين لا يستحقون الثقة التي منحهم إياها الملك ، ولدينا مسؤولون لا يخافون الله ويتعاملون بعقليه المياومة وليس امانه المسؤولية.

لدينا فساد وفاسدون وهو الملف الأكثر إشغالا للأردنيين بعد أمور معيشتهم ، ولدى كل اردني حرص ورغبة ان يرى كبار الفاسدين والملفات الكبرى بين يدي القضاء واصحابها تحت سيف القانون ، وهناك ايضا جهد معقول لتتبع الفساد لكن إقناع الناس يحتاج الى فتح الملفات الكبرى العالقة ، لكن وجود الفساد لا يغلق عيوننا عن الفئة الاوسع من اصحاب الضمير والدين في كل المواقع والمستويات فهؤلاء ايضا اردنيون وهم ممن حملوا على اعتاقهم امانه المسؤولية في أعمالهم في كل المجالات.

وفِي العودة الى الأسئلة الافتراضية نقول ان العلاقة مع الاوطان لا تقوم على البحث عن عناوين مثيرة، بل عن وقائع وتاريخ ، وربما علينا ان لا يغيب عنا تاريخ هذا البلد منذ بداياته مرورا بالأربعينات والخمسينيات والستينيات والسبعينيات الى اليوم وكم هي الكوارث والمؤامرات التي طافت على ارضه وعلى أهله وقيادته ، وكم هم الذين تورطوا تحت اغراء مال او سلطة او حقد او وهم العروبة فصنعوا تنظيمات سرية ومحاولات انقلاب ومحاولات اغتيال لقيادته وصلت الى حد محاولة وضع السم للحسين رحمه الله في طعامه ، وتنظيمات تركت ما صنعت من اجله لتطلب السلطة والحكم في عمان والمدن الأردنية .

تاريخ لم يكن مليئا بالورود بل بالأزمات ونقص المال والموارد وتآمر الاشقاء والاعداء ، وفساد بَعضنا ، وضعف وهروب اخرين ، لكن كبار البلد وكراسيها ومؤسساتها صنعوا الاستمرار والصمود ومعادلة البقاء التي فشلت في امتلاكها دول وانظمة كنّا نظنها عصية حتى على تقلبات الطقس.

رغم صعوبة الوضع الاقتصادي ، وحجم الاعباء التي تصنعها أزمات الجيران على خبزنا وأمننا وحتى على انتظام حصص مدارسنا في الرمثا ، ورغم كل هذا فان الاردن فيه المعادلة الأهم التي جعلته يعبر كل الازمات وآخرها وهم الربيع العربي ، وظلمات الارهاب والتطرف ، وحتى ازماته الداخلية ، لكن جزءا من هذه المعادلة ان لانترك لأي ازمة في داخلنا تتحول الى حاله مرضية ، ولنعطِ مساحة اكبر للرجال الذين يتقنون العطاء اكثر من حساب العوائد ،ولنطفئ شوق الاردني الى معاقبة كل فاسد وبخاصه الملفات التي تحتاج الى حسم او توضيح تفاصيلها للناس.

الاردن باق ان شاء الله ، ومستمر ومستقر ، هذه حقيقة ندركها ونؤمن بها ، لان الأردنيين يعلمون انها خيار رهم الوحيد ،وحتى عندما تحاصرنا الازمات فإننا قوم لا تنقصنا الحكمة التي تدير بها قيادتنا أمور الدولة ، وهي التي نراها على شكل وعي وصدق وشهداء لدى كل اردني.



عدد المشاهدات : (4470)

تعليقات القراء

الأصمعي
نرجعك وزير وتسحب كلامك؟؟؟ شو قلت.
25-02-2017 03:02 AM
ابو قويدر
الرجال الصادقين الذين تتحدث عنهم، ,,,,,,,,
24-02-2017 11:57 PM

أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :