رم - بقلم : شحاده أبو بقر
من طهران " يتوعدنا " ذو فعل نكرة وإسم مدعى , بتحرير فلسطين عبر بوابة بلدنا الاردن سواء رضينا أم رفضنا ! , وهو يغض الطرف وبلا حياء ,عن بوابة أسياده المحتلة وغيرها من بوابات , ويحبذ البوابة الاردنية تحديدا , لتحرير فلسطين الحبيبة شئنا أم أبينا , ويقول مدعيا كالعادة , سنعبر الاردن شاء الملك الاردني أم أبى لنحرر فلسطين ! .
لن نتحدث عن تضحياتنا وعن شهدائنا وعذاباتنا من أجل فلسطين العزيزة , فذلك واجب مقدس لن نتخلى عنه ما حيينا , بإعتباره شرفا نعتز به ونفخر , لكننا نتساءل ونسأل ذلك المدعي عما قدم هو لفلسطين وشعبها الصابر المصابر, غير الكلام العابر للعواصم وللفنادق ومواخير الليل ! , وعلى إمتداد عقود طويلة تشهد له بهذا وحسب .
بوابة الاردن لا يمخر عبابها غير الشرفاء الحاملين أرواحهم على أكفهم حقا إفتداء لفلسطين , وأنت لست منهم ولن تكون ! , ولا متسع فيها إطلاقا للمتاجرين بها وبقضيتها عبر عقود طويلة خلت , وأنت في الطليعة منهم ! .
بوابة الاردن هي الحضن الدافيء للقضية وسائر أهلها الأحرار الناطرين لحظة الخلاص والعودة بإذن الله , ومثلك من ستلفظه كل الاوطان وقريبا بعونه تعالى , بمن فيهم من تبيعهم مواقفك الإنشائية , وكلامك الخالي من أي كلام ذي معنى , في محطات الرجولة والفداء , إذ ليس لمثلك في ثنايا هكذا محطات وجود ! .
من قال لك أننا نأبى تحرير فلسطين ! دماؤنا فيها وعلى أسوار القدس الشريف تشهد , فهل سالت قطرة من دمك الأزرق على ثراها الطهور ! , إن كنت صادقا تتفلت لإفتداء فلسطين , تعال , وأنا كفيل بتوديعك عبر النهر الخالد كي تنال الشهادة من أجل فلسطين التي بها وبقضيتها تتاجر أنت وعديد على شاكلتك , أما إذا كان كلامك مجرد كلام وهو قطعا كذلك , فعار عليك أن تواصل نهج الذل الذي أودى بالقضية وجعلها في ذيل سلم إهتمام الدنيا .
تحرير فلسطين ليس نزهة لك ولامثالك , تحريرها يتطلب رجالا لست منهم , رجالا عاهدوا الله وما إستزلموا لنظام أيا كان أبدا , على نحو ما أنت فيه , رجالا نعرفهم نحن الاردنيين والفلسطيين قبل غيرنا , ولا وجود لشخصك " الكريم " بينهم إطلاقا , وحسبك ذلك , خاصة وأنك اليوم في أرذل العمر .
رحمك الله أبا عمار , فلقد عشت للقضية وحدها , ومضيت من أجلها وحدها شهيدا حقيقيا على أرضها , وتحت عنوانك الكبير , نشأت ذوات كبيرة صادقة مخلصة , منها من قضى شهيدا ومنها من ينتظر , وعلى أكتافك الحرة تسلقت طحالب ورويبضات , منها من مات , ومنها من ما زال يتطحلب ! , تماما مثل صاحبنا العتيد باللسان لا بالبنان , فلا هو ب أحمد ,ولا هو ب جبريل , وإنما هو هو فقط لا غير , وغير ذلك لن يكون ! ,بالمناسبه , لدينا مثل شائع يقول , شو عرفك إنها كذبه , قال , من كبرها . ولا حول ولا قوة إلا بالله رب العالمين .