لقاء الطراونة و روحاني والتحيات للملك و حديث “عالمكشوف” !!


رم -

فرح مرقه


التحيات المتبادلة من وإلى عاهل الأردن عبر رئيس مجلس النواب الأردني عاطف الطراونة في لقائه مع رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية حسن روحاني، تؤكد أن لقاء الاول مع مليك بلاده قبيل لقاء عام كان بهدف حمل الرسالة المذكورة.


هذا وحده يعني أن رأس الهرم في عمان اليوم ليس بذلك التحفظ المتوقع في التعامل مع الايرانيين، الامر الذي يشير مجددا إلى اختلاف الاولويات ودخول مناخ التسوية للمنطقة التي يلعب فيها الاردن دورا بارزا بكل الاحوال، كما يعني أيضا رغبة من الطرفين لا لحل الخلافات، وانما على الاقل لإزالة الجليد الدبلوماسي المتراكم على الاقل.


والتقى رئيس النواب الاردني المهندس الطراونة الملك عبد الله الثاني بصورة فردية قبيل توجه الاول لايران لحضور مؤتمر مختص بالقضية الفلسطينية، رغم ان الطراونة ذاته حضر المؤتمر ذاته مرة على الاقل قبل ذلك دون أن يبدو كمبعوث رسمي يقدم التحيات من ملك الاردن ويستقبل التحيات بالمقابل.


ووفقا للخبر الرسمي فقد نقل رئيس مجلس النواب الطراونة تحيات الملك عبدالله الثاني لرئيس إيران، الذي أرسل تحياته بالمقابل قبيل تصريحه بأن “طهران تعلق أهمية كبيرة على اللقاءات التي تنعقد مع مسؤولين أردنيين”، ثم دعا إلى توطيد العلاقات الثنائية بين البلدين في المجالات السياسية والاقتصادية، بما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين.


وركّز روحاني على “نقطة الاتفاق” المحتملة بين الطرفين إذ قال إن لا حلول للأزمة السورية سوى الحل السياسي، وأن طهران تدعم جهود المفاوضات السياسية في أستانة وجنيف، مؤكدا أن الأردن يستطيع تقديم دورا مؤثرا في دعم جهود الحل السياسي.


في النقطة المذكورة يرسل الايرانيون رسالتهم لا الى الاردن فقط، وانما للحليف المباشر والواضح للاردنيين والمتمثل بالمملكة العربية السعودية، التي تلعب مؤخرا تبادل الادوار مع حلفائها والذين من بينهم عمان بكل الاحوال، بأن طهران ملتزمة بالهدنة المفروضة في سوريا ولا تسعى لتغيير الواقع الناتج عن ذلك.


وأشار روحاني إلى أن المنطقة تعاني من مشاكل كثيرة خصوصا أن إيران والأردن يجاورا العراق وسورية، وهو ما يمثل تحديات أمنية يواجهها البلدين، مؤكدا أن التشاور وتبادل الأفكار هو الطريق لإيجاد حلول لأزمات المنطقة.


وطالب روحاني من دول المنطقة دعم حكومتي سورية والعراق في حربهم ضد الإرهاب ومعالجة القضايا في المنطقة سياسيا، حتى تتمكن الشعوب من تقرير مصيرها بنفسها.



بينما تحدث الطراونة في السياق ذاته عن أولوية عودة الأمن إلى سورية والعراق، مشيرا إلى أن “الأردن لا يتدخل بشؤون دول الجوار، لكن ثمة أعباء أمنية مضاعفة على حدوده مع الدولتين الشقيقتين نتيجة للمعارك الدائرة.

” وهنا بدا الاردن وكأنه يتحدث بصورة المكاشفة حول ما يقلقه من التعامل الايراني مع ملفات المنطقة، والذي يتمثل فيما تراه عمان عمليا “تدخلا بشؤون دول الجوار”.


وطالب الطراونة أن يكون لإيران دورا بارزا في دعم جهود المصالحة العراقية الداخلية، نظرا لما تمثله المصالحة من مدخل لعودة الأمن والسلم الأهلي للمدن والمحافظات العراقية كافة، لتوحيد الجهود في الحرب على الإرهاب وتطهيره من الجماعات الإرهابية التي تثير الفوضى والتخريب.


وحول الملف السوري، شدد الطراونة على أهمية دعم العملية السياسية، بما يكفل وحدة الأراضي السورية واستمرارية عمل مؤسساتها والحفاظ على تماسك جيشها، ووضع حد لشلال الدماء النازف على الأراضي السورية.


بذلك ترسل عمليا عمان رسالتها الثانية لاستئناف التعاون مع الايرانيين والمتمثلة عمليا بوقف التدخل والاسهام في التوافقات في البلدين.


وحول القضية الفلسطينية، أكد روحاني أن طهران تقدر العبء الواقع على المملكة في حمل الملف الفلسطيني، خصوصا وأن الاعتداءات المستمرة على المقدسات الإسلامية في القدس تمثل مساسا بالوصاية الهاشمية على المقدسات.


من جهته أكد الطراونة أهمية تعزيز العلاقات الثنائية بين طهران وعمان، بما يصب في تحقيق استقرار المنطقة وإيجاد حلول سياسية لأزماتها، خصوصا في سورية التي انهكت الحرب قواها جراء التدخلات الخارجية في شؤونها وتغليب لغة الدم على الحوار.


وأشار إلى أن القضية الفلسطينية تحتل مكانة متقدمة في أولويات السياسة الأردنية، وأن جهود الملك في المحافل والميادين كافة، تصب في صالح خدمة القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين، وإعلان قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.


وأضاف الطراونة أن الأردن يقود معركة منفردة في الدفاع عن القضية الفلسطينية من خلال التصدي لمنع نقل سفارة الولايات المتحدة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، وهو ما يضر بمستقبل العملية السياسية والعودة إلى طاولة المفاوضات.


وشدد الطراونة على أن الخطوات الإسرائيلية أحادية الجانب واستمرار اسرائيل بسياسة التوسع الاستيطاني والاعتداءات المستمرة على المقدسات الإسلامية والمسيحية تقود إلى زيادة التطرف في المنطقة.


وأشار الطراونة إلى أن المملكة لم ولن تغيب عن أي مناسبة لدعم الأشقاء الفلسطينيين خدمة لعدالة القضية الفلسطينية، وتأكيدا على دور الأردن في دعم الأشقاء الفلسطينيين حتى ينالوا حقوقهم التاريخية بإقامة دولتهم على ترابهم الوطني.

والتقى رئيس النواب أيضا رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني، مؤكدا أن سبب الصراعات في المنطقة واندلاع الأزمات عدم وجود حل عادل للقضية الفلسطينية واستمرار الاحتلال الاسرائيلي.


من جهته شدد لاريجاني على أهمية حضور ومشاركة الأردن للمؤتمر الدولي السادس لدعم صمود الشعب الفلسطيني، مؤكدا أن عدم استقرار أوضاع المنطقة يصب في مصلحة الإسرائيليين، ومبديا استعداد مجلس الشورى الإيراني التام لمساندة سورية في مواجهة الإرهاب، وفلسطين في مواجهة غطرسة الاحتلال الاسرائيلي.


ولا يغفل أن الطراونة التقى الرجلين ومسؤولين اخرين بينما السفير الاردني لطهران منذ أكثر من عام يجلس في عمان، إثر استدعائه من حكومته احتجاجا على المواقف الايرانية، بينما يشتكي السفير الايراني في عمان من التجاهل الاردني لوجوده وللتعاطي معه.


وشهدت الاونة الاخيرة العديد من الاشكالات بين الطرفين والتي من ضمنها كان اكتشاف الاردن لشبكة تجسس على مؤسساته تعمل لصالح الايرانيين، وقبلها مخطط ارهابي ايضا، ما ساهم ايضا بزيادة توتر العلاقات بصورة واسعة.


بكل الاحوال، فالسؤال المطروح اليوم عن مدى احتمالية ان تحرك مقابلة الرئيس الطراونة المياه الراكدة بين البلدين يبقى دون اجابة حتى اتخاذ قرار بشأن السفير الاردني عبد الله ابو رمان المستقر جدّا في عمان منذ اكثر من عام، وهو الامر الذي يقابله العديد من الاراء في الحكومة الاردنية ذاتها.

 




عدد المشاهدات : (10835)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :