الحكومة فريق سياسي , وبغير ذلك لا جدوى !


رم - بقلم : شحاده أبو بقر

قلنا وكتبنا مرارا وتكرارا ولن نمل الكتابة والقول , بأن لا مناص أمامنا من أن تكون حكوماتنا سياسية ذات حضور وطني واسع غير محدود , إن كنا حقا نريد الإصلاح , وإستعادة ثقة الشعب بالدولة , وتحصين بلدنا ضد العاديات والمخاطر على كثرتها وضراوتها في هذا الزمان ! .
ليس هذا الكلام بالفتح الجديد , وإنما هو سنة راسخة منذ فجر الخليقة وفي سائر الأوطان , فالحكومات , تتشكل بديهيا من شخصيات سياسية ذات قوة تمثيلية طبيعية في مجتمعاتها الصغيرة , وعلى مستوى الوطن كله , شخصيات معروفة لدى العامة ومشهود لها بالنزاهة وقوة الحضور الإجتماعي والسياسي معا ! .
بدون ذلك , سنظل ندور في حلقة مفرغة , وسيظل رجال الدولة الحقيقيون لا المبتدئون , في المدرجات وخارج الحلبة تتقطع أنفسهم حسرات على ما يدور داخل الحلبة , خاصة عندما تتشكل الحكومات من أفراد معظمهم غير معروفين للكافة وليس لهم في جغرافيا الدولة وتاريخها حضور يذكر !.
عندما يكون الفريق الحكومي " مجلس الوزراء " مكونا من نخب سياسية إجتماعية تعينها أطقم فنية من المستشارين والمسؤولين الإداريين والإقتصاديين والمتخصصين في كل الشؤون , نكون قد قاربنا الصواب حقا , وبغير ذلك لن نبلغ المبتغى مهما حاولنا ! .
مجلس الوزراء " الحكومة " فريق سياسي يحكم , ولكل عضو فيه صوت يساوي في قوة التأثير والقرار صوت أي عضو آخر في هذا الفريق , فقد يكون رئيس الوزراء أو وزيرالداخلية مثلا , طبيبا ذا حضور سياسي لافت , ووزير الخارجية محاميا لامعا في عالم السياسة , ووزير الصحة مهندسا ذا حضور واسع مجتمعيا , ووزير الصناعة صحفيا معروفا على مستوى الوطن كله , وهكذا , فالأصل أن الوزير رجل دولة حقيقي في عالم السياسة له تأثيره الإجتماعي وقبوله في المجتمع !.
ومجلس الوزراء , يتشكل بمعرفة وبإختيار رئيس الوزراء المكلف وعلى عاتقه ومسؤوليته , ودونما تدخل من أحد , أللهم إلا إذا اراد هو مشاورة أحد هنا أو هناك , إلى جانب إستعانته بالجهاز الأمني لمعرفة خفايا سلوك من وقع عليهم إختياره , وبرغم ذلك ,فهو وحده من يتحمل مسؤولية ذلك الفريق , ولهذا تعارفنا في الاردن على تسمية الحكومة بإسم رئيسها , فنقول حكومة فلان ونحمله دون سواه , كامل المسؤولية عن نجاح الحكومة أو فشلها ! .

لقد جربنا الأسلوب الآخر طويلا بحكومات عديدة , وكانت محصلة النتائج خلافا لما نريد ونتمنى , والسبب أنها حكومات غير ذات لون سياسي واضح وغالب , وحتى من جيء بهم من الناجحين في القطاع الخاص أخفقوا بشهادة جلالة الملك رأس الدولة , والسبب أيضا , هو إفتقارهم للحس السياسي والحضور السياسي المجتمعي المطلوب .
حكومة سياسية وطنية بإمتياز تمثل كل الاردن , هي البوابة نحو التحلل من كل شكوى , وهي وحدها الأقدر على لملمة شمل الناس جميعا حول الوطن ومع الوطن , والله من وراء القصد .



عدد المشاهدات : (6070)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :