رم - بقلم: شحاده أبوبقر
لا ولن نكتب بعد اليوم دفاعا عن أحد , ولا نزكي على الله أحدا
, فلقد كتبنا آلاف المقالات منذ نعومة أظفارنا في صحافتنا وصحافة العرب دفاعا وإنتصارا للدولة الاردنية , وعبر مراحل وحقب ونكبات عديدة , وبالمجان .
فإن كان غيرنا كاتبا موظفا بأجر عال على مدى عقود وحتى اليوم , فإن كل كتاباتنا كانت وتبقى تطوعية وبدافع حس وطني أوجد لنا خصوما وناقدين صنفونا ظلما بما ليس فينا , من نفاق وإستزلام وولاء أعمى وما شابه من أوصاف ظالمة لا نقول بشانها غير , حسبنا الله ونعم الوكيل , خاصة ونحن نرى أن من ظلمونا قد حصدوا المناصب والمغانم وحظوا بتقدم الصفوف بإعتبارهم معارضين أو مقربين لا بد من إسترضائهم ! ! , أما نحن فقد بتنا أشبه ما نكون عبئا على الدولة كلماتنا ثقيلة على مسامع الدولة وآراؤنا رجعية تماما كما يقول مناوؤنا ! .
عشنا كل المراحل مسكونين بهموم الوطن حتى ولو على حساب شقائنا ومصالحنا الخاصة بما في ذلك قوت أولادنا , ولم نتوسل يوما شكرا من أحد , ولن نتغير , فاليوم , ونحن نرى الوطن في خطر جراء ما يجرى في جواره وعند حدوده وفي إقليمه , لا نقدر ولا نملك ولا تطاوعنا ضمائرنا إلا نكون خائفين على بلدنا , داعين ومهيبين بسائر مواطنيه تقدير واقعه وما هو فيه من ظرف عسير وما يتهدده من مخاطر كبرى نسأل الله ان ينجو من شرورها وإرتداداتها وإنعكاساتها , في زمن قل فيه الاعوان وتكاثر الطامعون والحاقدون والحاسدون !
لا يمكن إنكار أن بلدنا يواجه ضائقة إقتصادية طاحنة تدمي القلوب والعيون معا , ولا يمكن إنكار أن واقع المنطقة صعب ومرير وأن معظم الأبواب صارت مؤصدة في وجوهنا , ونحن ندرك أن تطلعات الكبار في هذا العالم وقراراتهم المنتظرة لا تنسجم ومصالحنا .
لكننا ندرك في المقابل , أن الاردن وطننا الذي لا وطن لنا سواه , وأن واجب الدولة كلها إصلاح أحواله داخليا قبل فوات الأوان , فالوقت ليس في صالحنا , وإذا ما كنا سابقا نملك ترف الإنتظارأملا في تجنب الكارثة وهدوء الإقليم , فلم نعد اليوم نملك ترفا كهذا أبدا .
لا بد من إعادة النظر في النهج قبل الأشخاص , ولا بد من إشراك الشعب كله عبر فعالياته الوطنية المؤهلة للمساهمة في البحث الصادق المعمق عن حلول جذرية لمشكلاته , وتلبية طموح الناس لدفعهم طواعية للوقوف مع الوطن في مواجهة ما يتهدده من مخاطر جمة , ولست أخال الدولة تجهل كيف يكون ذلك , وما هو بالأمر الصعب ولا هو بالمستحيل .
الأردن في مخاض صعب قد يفتح الابواب لا قدر الله , لمن هب ودب لتجريب طموحاته وسكاكينه فيه وفينا , وهنا نتساءل أين الدولة وأين رجالها العاتبون والغاضبون والمتفرجون عن حال مؤلم ينذر بما هو أخطر ؟ .
يعجبني جدا ما نسب لجلالة الملك من قول خلال لقائه فعاليات نيابية مؤخرا عندما أكد جلالته " إذا ما إستمرت الحكومة والبرلمان على هذا النحو , فسأتصرف ! , وأنا من أشد الداعين والمؤيدين لجلالته لأن يتصرف ! . والله من وراء القصد