شادي الزيناتي

كان على وزيرة السياحة لينا عناب قبل التوجه الى لبنان لترويج السياحة في الاردن ، ان تقوم بترتيب بيتها الداخلي و حمل عروض منافسة ومغرية للاشقاء في بيروت لجذبهم وتشجيعهم على السياحة لدينا ، والعودة مع وفد سياحي لبناني بطائرة خاصة !

ولا اتخيل كيف يمكن لعناب ان تروج للسياحة في الاردن للاخوة العرب ورسوم دخول الاشقاء العرب للمواقع السياحية والاثرية باهظة الثمن ولا تقارن حتى بالدول الاوروبية !!

و كيف يمكن ان نروج السياحة في بلد سياحي منذ الازل كلبنان بكل ما فيه من جمال للطبيعة و تعامل راقي وما الى ذلك من موجبات نجاح السياحة ودورات المياه في امكاننا السياحية والتراثية يندى لها الجبين ؟

لا اعلم ماهي الخطة والاستراتيجية التي تنتهجها عناب في زيارتها لبيروت و اقناع الاشقاء اللبنانيين بزيارة البتراء منقوصة الخدمات او العقبة باهظة الثمن او اثار جرش او ماعين او ام قيس او رم او غيرها من المواقع التي لا يذهب اليها الاردنييون ويفضلون السفر على زيارتها لاسباب معلومة لدى الحكومة ابرزها التكلفة العالية جدا التي سيتكلفها الاردني ، اضافة لنقص الخدمات المقدمة لهم و عدم وجود ايدي سياحية عاملة ذات خبرة وكفاءة في التسويق او الترويج او تقديم الخدمات او حتى بفن التعامل مع الزائر او السائح !!

كان على عناب ترتيب بيتها الداخلي قبل ان تتوجه هي " للاستجمام والسياحة " في لبنان ، فالشقيق العربي والصديق الغربي يحتاج لبيئة سياحية ترغمه على زيارة الاردن و انفاق الاموال فيها والتمتع بزيارته ، لا ان تكون تكلفة الزيارة اكثر من تكلفة ذهابه لدولة اوروبية ، ولا يجد دورة مياه نظيفة ليقضي بها حاجته !!

ندعم السياحة في بلدنا و نعلم ان تخطيطا و ارادة وادارة كفوءة بامكانها ان تجعل من هذا القطاع مصدر ثروة للوطن ، لكن ليس بهذه الطريقة تورد الابل وليس باعلان على فضائيات العرب يُجلب السواح ، وليس بتقديم عرض للروس ب350 دولارا لمدة اسبوع شامل السكن والماكل والمشرب ويدفع للشركة المنظمة 60 يورو على الشخص يكون الترويج ..

كنت اتمنى ان تكون زيارة الوزيرة للتعلم وكسب الخبرات من الاشقاء اللبنانيين في هذا المجال اول الامر ، قبل التفكير بامور اخرى ..