الأمر جلل .. فمن يصلح الخلل ؟


رم -

" الاردن في محيطة حروب مستعرة ... وازمات متراكمة ...الأمر جلل فمن يصلح الخلل "

* أحمد عبد الباسط الرجوب

الإصلاح الذي ننشدة في بلادنا شئ مطلوب وبصفة الاستعجال ، لكن كل شئ قد تلوث في بلادنا ، حتي اللغة تحورت وتزيفت ، وانخلعت فيها المعاني عن مباني ألفاظها ، وصار الإصلاح الاقتصادي بالذات كلمة سيئة السمعة والصيت ، ما إن تسمعها حتي تتحسس رأسك ضجرا من برامج اكل الدهر عليها ولم يشرب بعد ، وناهيك من تحسس جيوبك التي غالبا لم يبقى فيها شئ قابل للمس بالمطلق ، وبرامج الإصلاح التأهيلي التي جربوها علينا لعشرات السنين انتهت إلي خراب مستطير ومستعجل بالجملة ، دمر اقتصاد البلاد وأنهك عافية العباد واصبح الاردنيين تحت خطوط الشمس من الفقر والبطالة والمرض والعنوسة والبؤس.

ها هم اليوم يعودون ، والعودة إلي تجريب المجرب المخرب الى من تم تنصيبهم في سدة القرار هم ولا غيرهم من اوصلونا الى ما نحن عليه ، اذ من غير المعقول ابدا أن تعطى لهم إدارة المرحلة الحالية التي يمر بها الاردن في محيط ملتهب ووضع اقتصادي غير مسبوق ، اقول قد عادوا إلي ترديد الاسطوانة المشروخة والتي أصمت آذاننا علي مدي سنوات قد خلت لتسويق نغمة الإصلاح عينها مع الاختلاف انها بطبعة حديثة ومنقحة وطبعا حقوق الطبع محفوظة ، وبذات الوصفة التي لا تتبدل ولا تتغير عناصرها ، ويعدون الناس بانهار من السمن واللبن والعسل ، ولكن بعد تمرير جرعة الدواء المر كاملة مع بعض محسنات الطعم كادوية الاطفال كي يستساغ طعمها وهو نفس الدواء عينة الذي تجرعناه مرارا، ولم ينته به أبدا إلي شفاء ولا إلي بادرة تحسن ، بل انتهي الدواء إلي عم البلاء واستفحال الداء ، وعودة الوجع اشد ايلاما وقسوة لا بل مزيدا ومضاعفا ، والمهم بالامر نوال رضى الاخوين صندوق النكد الدولي " كما اسماه الاسطورة مهاتير محمد " وأخوه البنك الدولي ويتكرمان بمنحنا قروضا وكأن بلادنا ناقصها ديون ، فقد بلغت ديوننا الخارجية إلي 30 مليار دولار حتي ما قبل ثلاثة شهور، وإضافة القروض الجديدة إلي غيرها مما نعلم ولا نعلم ، فوق ما نعرفه من حجم الديون الداخلية التي تناهز إجمالي حجم الناتج القومي ، وإضافة هم وهموم علي رؤسنا نحن الاردنيين ومن بعدنا الى اولادنا واولاد اولادنا من أجيال تأتي ، وحيث تكون الحكومات السابقة والحالية والحكومات اللاحقة قد ذهبت ونجت من كل حساب أو عقاب دنيوي ، وصارت سطورا سوداء في دفاتر الذكريات الأليمة.

وعودا للاخوين صندوق النكد الدولي والبنك الدولي ومباركتهما التزام حكوماتنا بشروطهم ، ستكون النتيجة وكما هى معروفة لدى القاصي والداني بسيطة جدا ، مجرد حزمة فرامانات رئاسية صعبة جدا وبمباركة ممن انتخبناهم اصحاب الذوات في مجلس نوابنا العتيد ، وتخرج علينا قائمة طويلة " مثل الملحفة " من زيادة اسعار المواد البترولية وما يتصل الى ذلك من رفع اجور النقل والمواصلات ، وزيادات إضافية متلاحقة على فواتير المياه والكهرباء والخدمات الحكومية واخرها رسوم جوازات السفر ، وحتى الجميد سيد منسفنا الاردني لم يسلم من الايذاء به ، وناهيك عن رفع الأسعار المرتفعة الملتهبة أصلا إلي درجة الجنون نفسه ، والتضحية بما تبقي من أصول الملكية العامة، ومشاريع الخصخصة والمصمصة التي اخترعها من آلت اليه التركة ، وكل ذلك حتي تشفى الموازنة المنهكة ، والتي قلت عنها في مقال سابق في هذه الصحيفة انها تعالج عند اختصاصي الامراض الباطنية " نتمنى لها الشفاء العاجل " وهنا نستذكر معكم الكلام اللطيف لتسويق فرامانات حكوماتنا القسرية على انها وطنية بامتياز لتنفيذ البرنامج الاصلاحي أو لتشجيع الاستثمار مع مرادفتها بالتحسين اللغوي عن كلام قالوه للناس مرارا بعدم المساس بمحدودي الدخل ، وكلمة محدودي الدخل هي كلمة برأي سيئة جدا وكانك تتحدث عن محدودي الدخل وكأنهم من اصحاب الاحتياجات الخاصة ، أو أن الأقدار قد شاءت لهم وضعهم المتدني ، وليست السياسات الاقتصادية المفروضة على كاهلهم واسرهم ، والتي جعلتهم من مسلوبي الدخل لا محدودي الدخل ، وزادت في أعدادهم تباعا ، وحتي صاروا أغلبية الشعب في بلادنا.


وانسجاما مع ما تقدم فإنني أختم بالقول بتوجية رسالتين الى رئيس حكومتنا العتيدة وهما :


الاولى : ان تقودوا دولتكم واهل الحزم والعزم في البلاد بالعمل الجاد الى تحصين الجبهة الداخلية على كل المستويات لمواجهة ما يحيط ببلادنا من مخاطر وصعاب هي الأبرز في تاريخه المعاصر ، من خلال الحروب المحيطة به والأزمات المتراكمة ووجوب تفعيل العمل الحكومي الجاد بعيدا عن الخلافات والتجاذبات ولا بد من التوافق بالاحترام المتبادل مع مجلس النواب لايجاد حلول للقضايا الجسام والتي تهم المواطن ، إذ ثمة أعباء معيشية واقتصادية واجتماعية ترزح تحت عبئها الشريحة الأكبر من الاردنيين ، وهذا ما يستدعي وقفة ضمير من أجل معالجة هذه المشاكل والملفات التي تعنى بشؤون الناس.


الثانية : كنت قد بعثت لدولتكم من خلال مواقع التواصل الاجتماعي برسالة واتمنى انها قد تكون وصلت اليك واعيدها اليوم " ان الأمر جلل ولدينا خلل والصبر ملل ولا اعتماد إلا على الله ثم على الذات ولامجال للترف والملذات ، فلنشمر عن السواعد لنبني الوطن الواعد ونواجه الفكر بالفكر ونحمي الوطن من مخربيه ونحسم الأمر مع خائنيه ونشيد مصانع القوة ونصنع من الشباب عقلاً وفتوة الامر بيدكم ولا غيركم ...


حمى الله الاْردن وادام الله عليه نعمة الامن والامان ، نسجد حمداً لله العزيز الجليل أن وهبنا قيادة هاشمية حكيمة تسبقنا بالمبادرة ومواطناً يعتز دون مكابرة…


السلام عليكم ،،،
[email protected]




عدد المشاهدات : (6843)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :