رم - بقلم : شحاده أبو بقر
لم يعد خافيا على أحد , ذلك الحزب المستجد عالميا بفعل تطور وسائل التواصل الإجتماعي كالفيس بوك وغيره , إذ لاحاجة لتأسيس أحزاب جامعة لحاملي فكر متجانس , ما دام ذلك ممكنا دونما كلف مادية وإجرائية تنظيمية , ولا يتطلب الأمر سوى جهد بسيط عبر الدخول إلى أحد مواقع التواصل لحشد أكبر عد ممكن من الناس حول فكرة بعينها أو إجراء عملي بعينه ! .
في الأردن مثلا ,وبإستثناء جماعة الاخوان المسلمين , عجزت الاحزاب السياسية عن إستقطاب جمهور عريض مؤمن بفكرها ورؤاها وبرامجها , وهو عجز لم يعد حكرا على الاردن وحده دون غيره , وإنما هو نهج عالمي جديد بات يفرض نفسه حتى في الدول الكبرى وذات التاريخ الحزبي العريق .
الحزب المستجد إن جاز الوصف , هو حزب الفيس بوك أو أي من وسائل التواصل التي تتيح الفرصة وبزمن قياسي غيرمكلف لمن يريد لتسويق فكرة معينة , لتلقى القبول لدى قطاعات واسعة على هيئة أفراد أو جماعات , والشروع في تطبيقها فورا دونما عوائق أو محددات ! .
هذا الحزب يمكن تسميته " حزب الشارع " الذي يملك أن يقرر ما يشاء , وأن يقود الرأي العام كيفما يشاء وساعة يشاء , ما دام يجد الإستجابة المطلوبة شعبيا .
هذا الواقع المستجد , بات يلقي أعباء كبيرة على كاهل مؤسسات الحكم وسلطاته في أي مجتمع , فلا مجال أمامها إلا أن تكون عند مستوى ثقة وحسن ظن الجمهور بها كي يكون بمقدورها مواجهة هذا الطوفان المتصاعد الذي لا يمكن صده إلا بتوفر نقيضه ! .
العالم اليوم أمام حقيقة عظمى فحواها أن لا مكان للخطأ في عمل السلطات الرسمية الحاكمة في أي موقع على وجه البسيطة بوجود حزب مستجد إستثنائي هو حزب الشارع , وكما بات نجم الصحافة الورقية إلى أفول محتم , فإن نجم الاحزاب السياسية إلى افول محتم هو الآخر وفي زمن غير بعيد أبدا ! , فالزمن هو زمن أحزاب الشارع لا غيرها ليس عندنا وحسب , بل وفي الغرب الذي إبتكر الديمقراطية وأحزابها وما يدور في فلكها . حزب الشارع هو الأقوى وعلى الدول النابهة أن تكيف أوضاعها ومنهجياتها السياسية وفق ذلك , وإلا فهي تخسر لا محالة . الله من وراء القصد .