بقلم : شحاده أبو بقر
بصراحة يجب أن تقال تحصينا لبلدنا ضد شرور الخارج , فنحن بحاجة إلى مراجعة سريعة جادة لظروفنا الداخلية وترتيب بيتنا كي نطمئن لقدرته على مواجهة تحديات خارجية عديدة ذات تأثير جوهري مباشر على مسيرتنا الوطنية بكل تجلياتها !
من تلك التحديات الخطيرة هو ما
تم التوافق عليه سريا بين " ترمب ونتنياهو " في مباحثاتهما الأخيرة بشأن القضية الفلسطينية , فالمتابع للصحافة الإسرائيلية والاميركية هذا الأوان , يقف مشدوها أمام الإحتفالية السياسية والإعلامية الإسرائيلية بنتائج تلك المباحثات , علما بأن المعلن منها هو بإختصار , تفويض أميركي كامل لنتنياهو لتقرير ما يراه هو مناسبا بشأن الحل , بغض النظر عن رؤى سواه , ليجد دعما أميركيا كاملا لما يريد !
هذا الأمر محير حقا , فعندما يطلب ترمب من نتنياهو " ضبط النفس " إزاء بناء المزيد من المستوطنات , أي التريث في ذلك قليلا , فإن ذلك يعني مجرد الإنتظار قليلا كي تتبين الولايات المتحدة ردة الفعل العربية والفلسطينية وحتى الدولية بشأن حل غامض تم التوافق أميركيا إسرائيليا على تسويقه بإصرار !
وعندما يؤجل ترمب نقل سفارة بلاده إلى القدس ولا يتخلى عمليا عن قرار بهذا الخصوص , فأن ذلك يعني لكل مراقب أن قرارا كهذا مرتبط بمخطط الحل المعتمد أميركيا وإسرائيليا , وهو حل لا نجد صعوبة في إستبانة أنه لن يكون في صالح القضية ولا الأردن , خاصة وأن ترمب نفض يد إدارته من حل الدولتين ,وبما يحاكي رؤية نتنياهو , في وقت ينشط فيه مسؤولون إسرائيلون سياسيون وعسكريون , للحديث عن موت حل الدولتين , وعن دولة للفلسطينيين في غزة وأخرى في الاردن ! .
في ظل واقع غامض مبهم مثل هذا الواقع الذي تختلط فيه الأمر من حولنا شرقا وشمالا , نغدوا بحاجة ملحة إلى ترتيب بيتنا الداخلي , وفق نهج يجعلنا مؤهلين حقا للتصدي عمليا لأية حلول لا تتفق ومصالحنا الوطنية ومصالح الشعب الفلسطيني الشقيق , وليس سرا بالنسبة لكل قاريء نابه أننا لم نعد نمتلك ترف الخلاف والإختلاف وتضارب المواقف إزاء أية قضية داخلية , فليس أمامنا إلا أن نتفق ونتكاتف ونتوحد تماما خلف بلدنا ومصالحه ! .
أما كيف نعيد ترتيب بيتنا سياسيا إقتصاديا إجتماعيا ونتخلص من سائر أسباب الخلاف والتنازع , فذلك أمر ليس بالصعب أبدا , والسياسيون الحقيقيون رجال الدولة النابهون , هم وحدهم الأقدر على تحقيق الهدف , عندما نتيقن ونتفق جميعا على أن الدرب نحو الهدف , هو حشد جهود الناس كلهم وعن قناعة تنتجها ثقة مطلقة بالدولة , حول الوطن والجاهزية فطريا للدفاع عنه وعن وجوده حاضرا ومستقبلا .
مرة ثانية , ليس ذلك بالأمر العسير ورجال الدول النابهون هم الأقدر على تجليته . الله من وراء القصد .
[email protected]
لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
|
|
الاسم : | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : | |