ترامب وانتظار المعجزة


رم - طارق مصاروة
هناك إحساس باسرائيل، ان ترامب باع نتنياهو الذي حاول ان يبدو من «عشيرة الرئيس» وكان عملياً يبيع حلفاءه من احزاب المستوطنين الى وعود سقطت بلغات مختلفة يتقنها تاجر العقارات الذي يقول عنه أقرب الناس اليه أنه لم يقرأ في حياته كتاباً واحداً!!.

وحتى يبدو الرئيس ترامب رجلاً له أصوله في تاريخ الجمهوريين، اختار أحد مستشاري الأمن القومي للرئيس الأسبق رولاند ريغان، وطلب اليه ان يكون مستشاره .. فرفض جنرال المارينز .. ولم يهتم الرئيس الذي ما يزال لعبة شرق أوسطية جديدة، وخارج سياسات جورج بوش الابن: دولة فلسطينية، واستمرارها الديمقراطي مع الديمقراطيين طيلة رئاسة كلينتون، وأوباما!!.

تحملني الذاكرة لأول رحلة صحبت فيها جلالة الراحل الحسين دون صفة سوى انني صحفي في رحلته الى واشنطن من: 28 سبتمبر الى 2 أكتوبر: ألقى رحمه الله خطابه في الأمم المتحدة، ورفض عرضه على الادارة، وحين جاء دور الرئيس المصري مبارك أخذ خطابه المضيفون وشطبوا ثلاثة أرباعه دون اعتبار لدور مصر وحجم مصر.

وحين انتقلنا الى واشنطن، لاحظنا ان سيدنا غير معني بالذهاب الى الكونغرس، كان يعتذر من الرئيس: ارجو اعفائي من هذه العقوبة، وكان هناك اقتراح بدعوة لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الى افطار في فندق غراند هوتيل، وتدخل الشُطّار والعيارون، بأن جلالته سيجتمع باللجنة خارج قاعات الاجتماع التقليدية، وفي مكاتب نائب الرئيس بوش.. وقد كان قريباً من سيدنا!!.

المهم وقتها انه تم تحديد موعد لجلالة الراحل مع الرئيس ريغان، ودخل سيدنا وحده وتم تخصيص ثلاثة أرباع الساعة لحديث بين أربعة أعين!! في آخر الاجتماع تم دخول الرسميين المنتظر «للسلام» على الرئيس وأخذ الصور!!.

حين التقينا بالحسين بعد المقابلة، كان يبدو كما كان يعرف منذ البداية ان الرجل قرأ عليه ورقة لمدة ثلاث دقائق، وقضى البقية في رواية الطرف والفكاهات المشهورة عنه:

قال سيدنا: الرجل لا يعرف أين تقع الاردن على الخارطة، وغير معني بمعرفة أي شيء، فهو رئيس أميركي فقط!!.

وترامب ليس رئيساً اميركياً فقط، وإنما هو مدعو الى: اعادة تشكيل العالم من جديد، ولذلك فقد قام وزير خارجيته بأول سفراته الى اجتماعات العشرين في بون بطاقم وزاري من عهد جون كيري ما عدا ثلاثة جدد، وقد ألغى الوزير اي مؤتمر صحفي بعد اجتماعاته بوزير الخارجية الروسي، او بوزير الخارجية السعودي.

آخر أخبار «التمرد» على الإدارة الجديدة كان: رفض المندوبة الجديدة للأمم المتحدة، لخطاب الرئيس واغفاله سياسة ثابتة لدولة فلسطين، ومع ذلك ما يزال الرئيس ينقل آراءه على تويتر بجمل مفرغة من أي معنى!!. الراي



عدد المشاهدات : (1870)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :