‘‘أستانا السوري‘‘: موسكو تعترف بصعوبة مشاوراتها مع طهران وأنقرة


رم - تسود في العاصمة الكازاخية أستانا اجواء من الترقب عشية انطلاق المفاوضات حول الازمة السورية، والتي اعترف عضو في الوفد الروسي بصعوبتها.
وقال الكسندر موسينينكو إن المشاورات بين روسيا وتركيا وإيران "تجري بصعوبة ولكن موسكو متفائلة".
وأضاف، ان المفاوضات تتعثر ولكن يجب منح المتفاوضين الوقت اللازم لكي ينفذوا المهمة المعقدة فعلا".
وشدد على أن الوفد الروسي متفائل ويسوده المزاج الحازم.
ومن بين المشاركين رئيس إدارة الشرق الأوسط في الخارجية الروسية سيرغي فيرشينين، والموفد الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا الكسندر لافرينتيف، ونائب وزير الخارجية الإيراني حسين جابري أنصاري، ونائب وزير الخارجية التركي سيداد أونال.
وسيبدأ في عاصمة كازاخستان لقاء الفرقاء السوريين اليوم ولمدة يومين.
وأشارت مصادر في الخارجية الكازاخستانية إلى أن المفاوضات ستجري خلف أبواب مغلقة في فندق ريكسوس الرئيس بأستانا.
ودعا محمد علوش الذي يرأس وفدا للمعارضة السورية في محادثات السلام المزمعة في أستانة روسيا إلى مقاومة الضغوط الإيرانية والسورية لضمان صمود اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه الشهر الماضي.
وقال علوش لرويترز أمس إن عجز موسكو عن وقف ما تصفها المعارضة بانتهاكات واسعة النطاق لوقف إطلاق النار الذي توسطت فيه تركيا وروسيا سيوجه ضربة للنفوذ الروسي في سورية.
وتابع من أستانة عاصمة كازاخستان "لذلك يعتبر وقف إطلاق النار اختبارا حقيقيا لقوة روسيا ونفوذها على النظام وإيران كضامن للاتفاق. فإذا فشلت في هذا الدور فهي لما بعده أفشل".
وتقول المعارضة السورية إن الحكومة والجماعات المسلحة المدعومة من إيران تواصل شن الهجمات العسكرية في عدة مناطق بسورية من بينها وادي بردى قرب العاصمة بغض النظر عن وقف إطلاق النار.
وتشعر المعارضة بخيبة أمل مما تصفه بعجز موسكو عن القيام بدورها كضامن للاتفاق والضغط على الفصائل المسلحة المدعومة من إيران وفي مقدمتها جماعة حزب الله اللبنانية وتقول إن ذلك يهدد بانهيار وقف إطلاق النار.
وقال علوش "روسيا تريد أن تنتقل من طرف مباشر في القتال إلى طرف ضامن وحيادي وهذه نقطة تصطدم فيها بالنظام يريد إفشالها ودولة إيرانية تريد أن تحاربها بأدواتها الطائفية".
ونحت روسيا وتركيا جانبا خلافاتهما بشأن مصير الرئيس السوري بشار الأسد في محاولة لصياغة اتفاق سوري موسع وهما المنظمان الرئيسيان لجولة المحادثات الجديدة التي تنطلق في أستانة اليوم الاثنين.
وتدعم موسكو الأسد بينما خففت أنقرة من إصرارها على رحيل الأسد في إطار ما تقول مصادر إنه اتفاق غير معلن يهدف لتقسيم سوريا إلى مناطق نفوذ إقليمي بصورة غير رسمية.
ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء عن بشار الجعفري سفير سورية في الأمم المتحدة ورئيس وفد الحكومة السورية في محادثات السلام قوله، إن النقاط الرئيسية على جدول الأعمال تشمل تعزيز خطوط وقف إطلاق النار والوصول إلى أرضية مشتركة بشأن محاربة الإرهاب.
وأضاف الجعفري في مؤتمر صحفي في أستانة أن دمشق ترى محادثات السلام بين الأطراف السورية فقط وأن تركيا لن تشارك في الحوار.
واكد الجانبان ان المفاوضات ستتمحور اولا حول تثبيت وقف اطلاق النار الهش والساري منذ نهاية كانون الاول (ديسمبر) برعاية روسيا وايران، أبرز حلفاء دمشق، وتركيا الداعمة للمعارضة.
وستجري مفاوضات استانا برعاية تلك الدول الثلاث في فندق ريكسوس في استانا حيث وضع المنظمون الاحد طاولة واحدة كبيرة مستديرة في قاعة المؤتمرات.
وسيجري الوفدان للمرة الاولى مباحثات مباشرة في قاعة يشارك فيها موفد الامم المتحدة الخاص الى سوريا ستافان دي ميستورا.
ورحب دي ميستورا الاحد بالمحادثات ووصفها بانها "مبادرة جيدة" وفق تصريحات نقلتها وكالات انباء روسية.
وسيكون حضور الدول الغربية محدودا إذ ستشارك كل من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا على مستوى السفراء. كما سيكون للاتحاد الاوروبي حضور رسمي.
وتأتي مباحثات استانا بعد فشل مبادرات عدة حول الأزمة السورية طوال سنوات النزاع الذي اودى بحياة اكثر من 310 آلاف قتيل، كان آخرها ثلاث جولات مفاوضات غير المباشرة برعاية الامم المتحدة في جنيف في العام 2016، وباءت جميعها بالفشل.
وقال سكان في العاصمة السورية دمشق، إنهم يتطلعون إلى أن تسفر المحادثات السورية في أستانة عاصمة كازاخستان عن حل للصراع السوري المستمر في البلد منذ ستة أعوام.
وعبر سكان في حي القصاع في شرق دمشق عن أملهم في نجاح المحادثات التي ستجمع لأول مرة ممثلين عن الحكومة والمعارضة وكذلك عسكريين منذ محادثاتهم السياسية السابقة في جنيف.-(وكالات)



عدد المشاهدات : (1966)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :