تجوع الحرة


رم -

صالح الراشد

نعم تجوع الحرة ولا تاكل بثدييها ، تجوع الحرة ولا تتسول أو تطلب العون من غيرها وتنتقص كرامتها ، تجوع الحرة ويحسدها الكارهون ويغبطها المحبون، تجوع الحرة ولا تهون ولا تبيع مواقفها ولا تبيع ابناءها للموت ولا تظهر عورتها ، نعم تجوع الحرة لكنها تبقى حرة ، فلا سيد لها ولا جبار تطء قدمه ارضها، تجوع الحرة وتبقى للحضارة وللامان عنوان.


نحن الحرة والحريّة وانصار الحق هازموا كل رديه ، فالجيش المصطفوي ليس للبيع وليس للإيجار ومواقفه للعالم واضحة جليه ، وشعبنا جبار يتحمل الجوع ولا يقبل الدنية . وحكامنا أبناء خير البرية، فأخبروني أين نجد مثل هذه الجمعة الزكية ، الا في اردن العز ملاذ كل هارب من سوء المنية.


نجوع يا سادتي وجعنا من قبل وبقينا تاج أمة انزلقت لهاوية وصعدنا فوق البرية ، لدينا فاسدون ..نعم ، لكن شرفاءنا اكثر ، لدينا لصوص ..نعم لكن امناءنا اكثر ، لدينا جبناء ..نعم ، لكن شجعاننا اكثر وأكثر ، فلماذا الوهن ؟ ولماذا الخوف ونحن ليسوا في اسوأ حال من مستقبل عشنا اياما منه اصعب ،عركنا السنون وعاركتنا وفِي كل موقف انتصرنا وفِي كل حرب كراما ابطالا خرجنا ، وعندها تسلق الفاسدون ولصوص الليل وظهرا كالفطريات في اروقة الدولة على انهم جيل الانتصار وحملة لواء الكرامة، فالكرامة بجميع معانيها لهذا الشعب عنوان فلا تلوثوا اكثر المكان، فغادرونا حتى نعيش في امان ، فقد اخذتم حصتكم من اموالنا واعمارنا فارتحلوا، فلكم الف وطن ووطن ، ونحن لا نعشق بعد الله الا هذا الوطن، فإلاهنا وإلاهكم ليس بواحد، فنحن نعبد الله الواحد القهار وأنتم عبدة الدولار والدينار فارتحلوا بسلام ، ودعونا نعيش بشرف وسلام.


لن نبيع حريتنا لأحد ، ولن نكون تابعون لأحد ،عشنا جوعا وعشنا شبعا وكنا ولا زلنا اسياد لنا رؤيه نسعى اليها، نتعب حينا ونشكو الى الله احيانا، ونقوم من جديد وننهض أقوى من الحديد، فنحن شعب عشق التحدي فهل من مزيد.


لازلنا نبراس أمة عربية إسلامية تعيش جفاف الحلم والرؤيا ، وبنا اصبحوا يحلمون وعلى دربنا في السير يجاهدون ، لكن هناك فرق بين حر رضع الحرية قبل الحليب ، ومقلد للحرية لا يعرف الى أين المسير، فسيروا معنا حتى نعلمكم شيء واحد وواحد فقط ، كيف تجوع الحرة ولا تبيع مواقفها، كيف تجوع الحرة ولا ترتعب وترتجف أوصالها، وعندها ستقدسون وطنا اسمه الاْردن.




عدد المشاهدات : (9585)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :