حس الدعابة والتذاكي موجود لدى الكثير من الناس بنسب مختلفة، لكن أحياناً يتجاوز مقدار الحذلقة لديه المستوى الشخصي، لتنطلي الحيل على مجتمع بأكمله، وأحياناً الحكومة والسلطة، وحينها نقف مترددين في تصديق إن كان ما حدث خدعة ومزحة متقنة، أم حقيقة وجود نصابين من الطراز الأول يعنون ما يفعلون.

هذه المراوحة بين النصب والمزح منتشرة عبر التاريخ، إذ قام بها مشاهير، كما قام بها أشخاص عاديون نالوا شهرةً إثر ذلك.

إليكم قائمة بأشهر هؤلاء المتحذلقين ومواقفهم الغربية: 

قد لا يصدق البعض هذا الأمر، إلا أن تاجر المخدرات الكولومبي بابلو إسكوبار والذي كان المطلوب الأول من قبل الإنتربول، والعديد من البلدان وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية، قام عام 1981 باصطحاب ابنه إلى البيت الأبيض كي يراه ويلتقط بعض الصور بجانبه بالرغم من كل الخطر الذي يتهدده.

ظهرت الصورة لأول مرة عام 2010 في وثائقي عن تاجر المخدرات الشهير.

عام 1974، قرر أحد سكان ولاية آلاسكا ويدعى أوليفر. ج، إشعال بركان "إيدجوكومب" الخامد منذ زمن طويل، إذ قام بإلقاء سبعين إطار سيارة في قمة البركان الخامد وأشعلها عبر  طائرة هليكوبتر استأجرها، وأثارت هذه المزحة الكثير من الفزع مع انتشار خبر اشتعال البركان في كل أنحاء العالم قبل انكشاف الأمر.

يعتبر الكونت فيكتور لوستينغ من أشهر المخادعين والمتحذلقين في التاريخ، إذ حاول بيع برج إيفل في فرنسا مرتين عام 19255، متنكراً بزي موظف حكومي، والمدهش أكثر أنه تمكن من جمع بعض الأموال لذلك قبل انكشاف أمره.

قام تاجر السلاح اليوناني باسيليوس زاكروف مطلع القرن العشرين بإبرام صفقة بيع غواصة للحكومة اليونانية، ثم أخبر الحكومة التركية أن اليونان لديها غواصة، وقام بعدها ببيع غواصتين للأتراك، بعدها تواصل مع الحكومة الروسية وأخبرهم أن الأتراك لديهم غواصتان، ما دفعهم لشراء غواصتين منه.

لكن في الواقع الغواصات كلها وهمية، فعملية الاحتيال تمت في فترة قصيرة، واكتشفت كلها مرة واحدة عند إبرام آخر صفقة، لأن الغواصات لم تصل لباقي الدول، واكتشف أمره بعد أن تلاعب في مواعيد الشحن.

بالرغم من ذلك لا يُنفى أن زاكروف كان من أخطر تجّار السلاح مطلع القرن العشرين.

أثناء الحرب العالمية الثانية لم ترد بريطانيا من الألمان أن يعلموا أن لديهم راداراً جديداً يرصد طائراتهم ويساعد طياريهم على إسقاط طائرات سلاح الجو الألماني.

لذا قامت الحكومة البريطانيّة ببث إعلان عام عبر الإذاعات خلال حملة بروباغاندا، تؤكد فيها أن طيّاريهم يمتلكون نظراً ثاقباً بسبب الجزر الذي اعتادوا على أكله، وهذا ما يساعدهم على إسقاط طائرات العدو.

يعتبر فرانك أباغنال من أشهر المحتالين الذين مازالوا أحياء حتى الآن، بل حتى أن فيلم Catch Me If You Can من بطولة ليوناردو دي كابريو كان يستند إلى سيرته الشخصية.

إذ انتحل أباغنال شخصيّة طّيّار وطبيب ومحام، كما قام بكتابة العديد من الشيكات المزيفة، التي تكفي ليسجن لأكثر من عشر سنوات، وحين تم إلقاء القبض عليه، لم يسجن لفترة طويلة، إذ قامت بعدها الـ FBI بتعيينه كمستشار لكشف عمليات التزوير، فيما يعتبر حالياً من أصحاب الملايين.