طارق خضراوي

تصوير رامي الرفاتي 

مضت ستة أعوام ونصف من عمر الطفل (براء) ولا زال فصل الحكاية الحزين مستمرا إلى يومنا هذا . ومع بزوغ شمس كل نهار يتجدد الألم وتتسع رقعة المعاناة ولا سبيل للحل وكيف السبيل وقد أغلق الأطباء مسامعهم وأغمضوا أعينهم عن حالة الطفل المكلوم .

على مكاتب "رم " ذرف مراد المومني والد الطفل براء قطرات من الدمع وهو يحمل التقارير الطبية لابنه ويروي تفاصيل معاناة طفله المصاب بمرض الاستسقاء الدماغي " حالته متقدمة " ومرض التوحد فكيف لأب اخبره الأطباء في الشهر السادس من عمر طفله انه يعاني من الإصابة بوجود سوائل على الدماغ وانه بات من الضروري أن تسقط زوجته حملها فكيف له أن يحبس دمعه وقد فاض بالحسرة والألم وهو يرى معاناة ابنه ويقف عاجزا أمام علاجه .

وبعاطفة الأب وإيمانه العميق بالقدر وحق الحياة رفض اقتراح الأطباء بإجراء زوجته عملية الإجهاض للتخلص من الطفل . وبدأ برحلة العلاج التي استمرت ستة أعوام ونصف بلا كلل أو ملل ومع مرور السنوات بات من الصعب الاستمرار بعلاج الطفل دون أن تقدم له يد العون من قبل المسؤولين وأصحاب الأيادي البيضاء المساعدة اللازمة .

وفي التفاصيل التي رواها الأب قال : مضت ستة أعوام ونصف وأنا أقوم بمراجعة مستشفى الملك المؤسس عبدالله الأول في محافظة اربد حيث أجرى الأطباء لابنه أول عملية جراحية ووضعوا أنبوب بدماغه لسحب السوائل وما فتئت أن باءت بالفشل .

وأكد المومني أن الأطباء في مستشفى الملك المؤسس اخطأوا على مدار الأعوام الستة بعلاج طفله بتركيب أنبوب لسحب السوائل حيث اخبروه أن السوائل باتت تتسرب من دماغ ابنه فقاموا بتركيب الأنبوب بمكان آخر من دماغه .

وبعد معاناة طويلة مع اطباء مستشفى الملك المؤسس نصحوه بنقل ابنه للمدينة الطبية لتلقي العلاج حيث باشر الطبيب المشرف على حالته بالمدينة بإجراء الفحوصات والتحاليل اللازمة وأثناء ذلك توقف الطبيب عند فحص الرنين المغناطيسي لمنطقة الدماغ واخبر الوالد بوجود قطعة معدنية تعيق الفحص ولم يتمكن من معرفتها ليبقى الوضع قائما على ما هو عليه .

وحول الوضع المعيشي للأب أشار إلى انه مهدد بالطرد من منزله لعدم قدرته على دفع الإيجار نتيجة الديون المتراكمة عليه والتي خلفتها الظروف القاسية التي جعلته مهددا بالسجن بسبب توقيعه شيكات بهدف تغطية نفقات علاج مرض ابنه بالاضافة لعدم توفر فرصة عمل تمكنه من العيش حياة كريمة .

ويناشد المومني الحكومة وأصحاب الأيادي البيضاء مساعدته لعلاج طفله لتخفيف معاناته والألم الذي يشعر به والذي لا ذنب له سوى أنه كان ضحية لأخطاء الأطباء ، متسببين له ولأسرته بكل هذا العذاب . فهل من مغيث ومن سيمد يد العون له ؟؟

شاهد الفيديو :