اذا كان الملك " قلقا " على الوطن والمواطن .. فهل النواب قلقون ؟


رم -

شادي الزيناتي


* قال جلالة الملك عبدالله الثاني امس الثلاثاء خلال اجتماعه بالمكتبين الدائمين لمجلسي النواب والاعيان انه ' لا احد قلق على الوطن والمواطنين اكثر مني .. ولا احد يعرف تحديات الاردن امنيا وعسكريا واقتصاديا واجتماعيا اكثر مني' ..

............


اليوم يبدأ النواب بمراثون مناقشة مشروع قانون الموازنة العامة للدولة للعام 2017 ، وسط توقعات باقرار القانون لصالح الحكومة والموازنة المعدة ، وبكل تاكيد لن يخلو المشهد النيابي تحت القبة من " الشو الاعلامي " المعروف والمعتاد عليه من قبل النواب الذين سيتفنّنون بما يتقنوه من جلد و نقد بالحديث للحكومة و سيغرقون الحكومة بمطالب لدوائرهم الانتخابية تفوق اضعاف الموازنة عشر مرات على الاقل وهم يعلمون ان اي بند غير مدرج على مشروع القانون لن تتم اضافته او التصويت عليه ..



و بشكل اخر لن يجدي حديثهم وخطاباتهم الطويلة سوى كذرّ الرماد في عيون ناخبيهم فقط دون تحصيل اي شيء ما لم يكن ضمن الموازنة ، حيث كان الاجدى بالنواب المطالبات خلال نقاشات اللجنة المالية النيابية للحكومة واجبار الحكومة وضع ما يريدون لمناطقهم و ليس انتظار احالة مشروع القانون تحت القبة لتطالب من خلال بيان اعلامي لا يسمن ولا يغني من جوع !!



لذلك ادعو جميع السادة النواب المحترمين لتوفير وقتهم ووقت المجلس والحكومة والاعلام والشعب ، والاكتفاء بالتصويت بعد مناقشة سريعة لمواد مروع القانون بدلا من الخطب العصماء التي ستؤذي مسامعنا و ستضيّع وقت الجميع هباء منثورا ، وكلنا يعلم ان الموازنة ستقر رغما عن الجميع وكما وردت من الحكومة واللجنة المالية ..


و على ذكر تلك اللجنة " المالية النيابية " فان ما حصل بها بكواليس الجلسة المسربة بينها وبين الوزير عمر ملحس ، فاقول انه من المعيب ان يتداول ممثلوا الامة و نوابها مصير الامة والشعب بقرارات مصيرية بذلك الشكل المهين والذي لا ينمّ عن احترافية او خبرة او جديّة بالتعامل مع الظرف الراهن ..


فما بين " التشليح و السمك " وغيرها من مقترحات وتصريحات جرحت الشعب الاردني ، كشفت الجلسة ضعف الفكر والتوجه ، وكيفية التعامل غير المحترف للنواب مع الحكومة في قضية من اهم القضايا التي تمس مؤسسات الدولة والمواطن على حد سواء !!



و رغم دفاع رئيس مجلس النواب م.عاطف الطراونة عن تلك الجلسة و اللجنة ، وتوضيحه ان 40 اجتماعا قد عقدته اللجنة وان ذلك الاجتماع كان مجرد جلسة مقترحات ، وما بين تشديده ان المجلس صاحب القرار بتمرير الموازنة من عدمه ، وتاكيده على ان الحكومة والنواب اذرع للدولة ولا يتسابقون على الصراع و الاستعراض اعلاميا وان هناك عديد الامور التي تحدث بعيدا عن الاعلام والكاميرات ، وان زمن المنح والمساعدات الخارجية قد انتهى وحان الوقت لمرحلة شد الاحزمة والاعتماد على البدائل الداخلية ..

 

الا ان الشارع الاردني له رأي اخر يتمثل بضعف المجلس عموما وهزل ادائه و عدم قدرته على كبح جماح الحكومة حتى لو لم يتم رفع سعر اسطوانة الغاز التي وكما يبدو ربطوا كل هموم الشعب بها سواء رفعوا سعرها ام ابقوه على حاله !!


السادة رئيس واعضاء مجلس النواب الكرام ، نعلم تماما الظروف التي تمر بها المنطقة والاردن من ضمنها سياسيا واقتصاديا و نقدر ضعفكم وعدم قدرتكم على فعل شيء ، ولكن ما نتمناه منكم هو مكاشفة الشعب و قواعدكم الانتخابية سرا وعلانية بهذا الوضع الصعب دون اجبارنا على سماع تنظير منكم وسرد بطولاتكم و اشباعنا بشعاراتكم و تصريحاتكم النارية ، حيث ان الامور بخواتيمها !!


الملك كان اكثر شفافية و صراحة منكم ومن الحكومة كعادته و وضعكم بصورة الوضع يوم امس ، وانتصر للطبقات الفقيرة والمتوسطة واعلنها " لا احد قلق على الوطن والمواطنين اكثر مني " !!

فاذا كان الملك " قلقا " وقالها صريحة و واضحة ، فهل انتم قلقون ايضا على الوطن والمواطن ؟

هذا ما سنراه ونتابعه و ما سنشعر به قريبا ... مع كل دعواتنا ان تحذو جميعكم حذو الملك !!

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 




عدد المشاهدات : (6991)

تعليقات القراء

رامي السرور
لو النواب قلقون يخفضو رواتبهم .. سيدنا همة المواطن وراحة البلد وامن البلد .. اما نوابنا همهم انغسهم
11-01-2017 09:23 PM
مسلم الخلايله
قائد الوطن سيدي ابو حسين الغالي قلق على الوطن والمواطن والنواب والاعيان قلقون على جيوبهم لا هامهم مواطن ولا اشي
11-01-2017 11:55 AM

أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :