خارج التغطية !!


رم -

طارق خضراوي

لا يختلف اثنان على أن الأردن الوطن الكبير بأهله الصغير بمساحته الغني برجاله والفقير بموارده واجه منذ نشأته خلال المائة عام الماضية تحديات كبيرة تصدى لها بالأرواح والجهد والمال والحس الوطني رجالات سُطرت تضحياتهم بحروف من ذهب في تاريخ الأردن .

الشهيد وصفي التل قال سابقا جملته المشهورة "الأردن ولد من النار .. لم ولن يحترق به " هذه الجملة رغم قلة عدد حروفها أصبحت من اكبر الشعارات التي تحمل معانٍ كبيرة ، وقد علقت في أذهان الشباب حتى يومنا هذا كما غدت قناعة راسخة لهم بان الأردن لن يحترق فعلا ولن يقبلوا له أن يكون هذا مصيره .

وبالرغم من الحروب والويلات التي تعانيها مناطق الجوار وما نشاهده من قتل للأبرياء واستباحة لدمائهم وأرضهم وعرضهم وانتشار الجماعات الإرهابية وتشتت الشعوب وهجرتها ونزوحها وانحراف البوصلة العربية والانشغال عن القضية العربية والإسلامية المركزية الأولى " القضية الفلسطينية " إلا أن الأردن يقف بكل صلابة في مواجهة هذه التحديات ومصرا على الوصول لبر الأمان بمستقبله ومتمسكا أيضا بالقضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره ووحدة أرضه وشعبه .

في الداخل الأردني يبرز التحدي الاقتصادي نتيجة ارتفاع المديونية والتي وصلت إلى (36) مليار دولار أدت لتخبط الحكومة وعجزها عن التفكير بحلول ناجحة لتقليص حجم العجز والمديونية فقد لجـأت الحكومة السابقة وفريقها الاقتصادي لجيب المواطن ثم رحلت بلا فائدة !! ثم أتت حكومة جديدة بفريق وزاري اقتصادي معظم أعضائه من الحكومة السابقة وأيضا باتت تنظر لجيب المواطن !!

لا نعلم ما هو السر في جيب المواطن ! وماذا تعتقد الحكومة أن تجد فيه ؟؟ ولعل ما وجدته في جيوب شهداء عملية الكرك كان جوابا كافيا لكن يبدو أن الرسالة لم تصل أو تتضح بعد ؟؟

وإذ يعتقد البعض أن رحيل الحكومة سيكون حلا ناجحا وهو ليس الحل المثالي في وقتنا الراهن فالأمر مرتبط بديون متراكمة على مدار أعوام تزيد في كل دقيقة آلاف الدنانير !!

لقد تعاقب على استلام المناصب القيادية العليا في تاريخ الوطن آلاف المسؤولين فشل بعضهم ونجح الآخر لكننا اليوم أمام مديونية وعجز كبير يقودنا للتساؤل هل من يسمون أنفسهم رجالات وطن مستعدون للتضحية برواتبهم وبعض ممتلكاتهم فداءا للوطن ؟؟ وهل حان الوقت لاستعادة الأموال التي نهبت من خزينة الدولة ؟؟ وهل الحكومة قادرة على إقناع المجتمع الدولي بضرورة مساعدة الأردن وخاصة الدول التي تربطها بالأردن علاقات تاريخية ؟؟ والى متى ستبقى هذه الدول مقصرة بحق الأردن وهم يعلمون ماذا قدم ويقدم الأردن للعالم اجمع ؟؟

عموما شاهدنا مسبقا رئيس وزراء إحدى الدول المتقدمة يذهب لعمله بواسطة دراجة هوائية وآخر حارب الفساد واحدهم استثمر بالشباب فارتفع رصيد دولته أما في الأردن فالمسؤول يستقل احدث السيارات وان كانت كهربائية وآخر سيارة دفع رباعي أما أصحاب الرواتب الخيالية فهل يعرفون أن الوطن والشعب يئن أم إنهم خارج التغطية ؟؟




عدد المشاهدات : (3088)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :