هواجس وهموم لقاء الملقي والعبادي


رم -


د.عبد المهدي القطامين

الحراك الذي بدا في وسائل التواصل الاجتماعي هو حراك لا بد منه وهو تعبير حر عن رأي الناس في رفع الاسعار لكنه مؤشر ايضا للاشقاء خاصة الشقيق الكبير السعودية ان الوضع لم يعد يحتمل وان الاردن دائما على ثغرة من ثغور الامة وبالتالي يجب ان لا يؤتين من قبله فاي اضطراب لا سمح الله في هذا الوطن فان الخاسر الاكبر ليس الشعب الاردني وحده ولكن دول الجوار التي كان لها الوطن سندا في كافة الملمات . 

يدرك الرئيس الملقي الذي غادر في زيارة العمل السريعة للعراق ان الشارع الاردني يشتعل جراء نية الحكومة التي اعلنها وزير المالية لرفع الضرائب على العديد من السلع ورفع الاسعار على سلع اساسية تمس حياة المواطن لكنه يدرك ايضا في الوقت ذاته ان استمرار اللجوء الى جيوب المواطنين لتمويل عجز الموازنة هو امر كريه لكل حكومة ولكل شعب لذلك جاءت هذه الزيارة لايجاد طاقة فرج في المدى الذي يبدو ضيقا الى ابعد حد .

همان رئيسيان كانا مدار البحث بين دولة رئيس الوزراء د. هاني الملقي ورئيس وزراء جمهورية العراق حيدر العبادي اولهما الهم الاقتصادي والاخر هم الاقليم الشائك الارهاب وطرق محاربته والتعاون المشترك في هذا المجال وعلى غير العادة فان البيان الصحفي الذي عقده الرئيسان كان واضحا لا لبس فيه فلم يعد الحديث فقط عن انه تم الحديث عن القضايا المشتركة وسبل تطويرها بل تم وضع النقاط على الحروف خاصة في الجانب الاقتصادي فالمملكة التي تمر بضائقة مالية هذه الايام بحاجة الى ما ينعش اقتصادها والعراق الشقيق الذي دمرت اقتصاده حرب طاحنة منذ عام 2003 بحاجة الى تطوير اقتصادها ومضاعفة حجم تصدير موردها الاساس النفط وذلك لن يتم الا بتنفيذ انبوب النفط الذي يمثل شريان الحياة بالنسبة للبلدين لذا لم يكن مصادفة ان يتم تناول هذا الموضوع بصورة مفصلة فبعد اكتمال مخططات البنية التحتية للمشروع بقي التنفيذ وهو رهن باستقرار الموقف في العراق الشقيق وبعد الانتهاء من تنظيفه من العصابة الارهابية داعش التي تفجر كل شيء فما بالك بانبوب نفط ان بدء العمل فيه الان فانه سيكون الهدف الاسهل لهذه العصابة التي لا تدمر كل شيء .

الظرف صعب وخطير نعم نقر بذلك لكننا ما زلنا نؤمل كثيرا على الاشقاء العرب في تجديد الدعم للاردن شريطة ان يرافق ذلك اصلاح اقتصادي حقيقي في المملكة وهو امر يبدو ان رئيس الوزراء الملقي جاد فيه لكن لا يمكن تحقيق اي اصلاح ما لم يتم الاستعانة بصديق وهم كثر ان لم يكن من باب الصداقة فمن باب اننا كلنا في قارب واحد وان ما يطال هذا القارب اثناء ابحاره رهن بالنية الصادقة وبالصداقة الحقيقية والمصير المشترك لشعوب المنطقة التي تجمعها عوامل الجمع كلها ولا يكاد ينقصها سوى امر واحد هو النية الصافية ولو انني كثيرا لا اعلق امالا على النوايا لانها تكاد تكون معدومة في ظل لعبة الامم والشعوب.




عدد المشاهدات : (6152)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :