الإنسان الصالح عطاء لا ينضب


رم -

أ.د.محمد القضاة 

يحتم علينا الواجب الشرعي والوطني أن نعرف قدر أنفسنا ،وأن ننزلها المكانة اللائقة بها ،علماً بأن قدرات الناس الفكرية والاجتماعية والنفسية تختلف من شخص لآخر ،كما أن المستوى التعليمي والثقافي يتباين أيضاً ،وينبني على ذلك أن النفس المهيئة للقيادة القادرة على المبادرات الإيجابية ليست حكراً على فئة معينة ،إنما هي استعدادات وليدة العلم والمعرفة والخبرة وسعة الأفق والقدرة على التحليل والاستنتاج ،ولا تأتي هذه جزافاً أو صدفة ،وإنما هي تربية جادة ذات مؤثرات شتى ينتج عنها القدرة على التعايش في مناخات متعددة ،يكون لصاحبها الأثر الإيجابي البارز في التغيير إلى الافضل .
في حياتنا العامة والخاصة نحتاج إلى الإنسان الصالح القوي الأمين ،إذا حدث صدق وإذا وعد أوفى ،وإذا أؤتمن أدى الامانة باخلاص ،وإذا خاصم كان منصفاً عادلاً لا فاجراً فاحشاً ،وفي الوظيفة العامة نحتاج الى الصالحين الاقوياء الامناء الذين يثق بهم الناس ،لانهم حراس على المصالح العامة لا يدعون فرصة سانحة إلا وتستثمر لصالح البلاد والعباد ،ليس لهم أجندات خاصة ،ومصالحهم مرتبطة بمصلحة الوطن والمواطن صعوداً وهبوطاً ،سلباً وايجاباً ،يتحينون الفرص من اجل خدمة المواطن ،وتلبية احتياجاته ضمن الامكانات المتاحة مادياً ومعنوياً ،يحسون بلسعة الألم إن قصروا أو أساءوا مع انسان من حقه أن يحترم وأن يعيش بكرامة ،دون الاعتداء على حريته وإنسانيته .


تحتاج الأمة إلى مكونات الانسان الصالح ،الذي يحاسب نفسه قبل أن يحاسب غيره ،يحترم عقله وعقول الآخرين لا يدعي العصمة والإبداع المطلق ،إنه يسعى لصياغة الآخرين من بني أمته ووطنه على اسس قويمة فكراً وخلقاً وسلوكاً ،إنه القدوة المثلى في القول والفعل ،أبعد نفسه عن مواطن الشبهات التي توقع في الحرام إن لم توطن النفوس على اجتنابها ،لا يتعامل مع غيره من ابراج عاجية ،يخالط أبناء أمته بايجابية ،الحكمة ضالته أنى وجدها فهو أحق بها ،يعلم غيره ويتعلم منهم لأنه لا يحتكر المعرفة والفكر ،لا يعيش في حياته أمعة بل له أفق خلاق ،وعقل نير إن أحسن الناس أحسن ،وإن أساءوا فإنه قادر على اجتناب إساءتهم ،هذا الإنسان الواعي هو الأنموذج الحي الذي تنشده الامة والوطن ،وأمتنا بحاجة ماسة إلى هذا الإنسان الصالح في السراء والضراء ،وهو قادر على الارتقاء بأمته ودينه ووطنه ،وقادر على الإنقاذ الحقيقي ووضع الحلول المناسبة لكافة المعضلات التي تواجه الأمة في حاضرها .




عدد المشاهدات : (2302)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :