البارون بالقسم يحببهم الله وعباده !


رم - بقلم : شحاده أبو بقر

بمقتضى الدستور , لا يمكن لشخص يتولى منصبا عاما ذا شأن في حياة الناس أن يباشر عمله إلا بعد أن يؤدي القسم , فرؤساء السلطات وأعضاؤها وسواهم من شاغلي المناصب العامة ذات التأثير في حياة الناس , يؤدون القسم بالله , إما أمام الملك أو رئيس الوزراء أو رئيس السلطة المختصة أو الوزير المختص كما في حالة النقابيين الجدد مثلا , وهكذا , فالقسم بالله العلي العظيم خالق الكون ومدبر أمره على الإخلاص للملك والمحافظة على الدستور والقيام بالمهام بأمانة وحفظ معلومات المؤسسة وخدمة الوطن إلى غير ذلك من إلتزامات , هو إن جاز التعبير , إجازة المرور نحو الشروع في مزاولة العمل رسميا .

هنا يساورني سؤال كبير , ترى كم منا أحس عبر العقود بمهابة عظمى لحظة الوقوف بين يدي خالق الكون ومعظم أمره وهو ينطق بمفردات القسم العظيم الذي لا بد وان يسأل عنه يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم , وأين نحن أو معظمنا في هذا الزمان من قلب سليم ! .

ليس سرا أن لحظات أداء القسم خارج دوائر القضاء , لحظات سعيدة جدا بالنسبة لنا جميعا ربما , فهي تعني أن المؤدي قد صار مسؤولا صاحب شأن , وهنا تطغى السعادة بالمنصب على مهابة القسم وما يترتب عليه من مسؤوليات وتبعات بعد الفراغ من أدائه مباشرة , وتبدأ التهاني ويسود الفرح بين من أقسموا إن كانوا وزراء مثلا هم وأسرهم وكثير أو قليل من اقاربهم , فيما يسود النقيض بين من عاشوا على أمل تولي هكذا مناصب ولم يحالفهم الحظ , فقد حرموا من " فرحة " التفاني في أداء المهمة وخدمة أوطانهم ومواطنيهم ! , ولم يصيروا خدما لهم كما عبر دولة رئيس الوزراء الملقي , وأنا بأمانة أعرف وأصدق انه شخصيا يعنى ما يقول لا بل ويتمنى أن يكون الامر كذلك .

أداء القسم لا يكون إلا بالله , وما دام الأمر كذلك , فلست أتصور موقفا أعظم وأجل يمكن أن يقفه إنسان في حياته من هذا الموقف العظيم , حيث لا مجال ابدا للكذب أو الإستخفاف بالموقف إلا من قبل من كان غافلا لاهيا لا يعي عظمة اللحظة التي ستقرر مصيره هو ومن يحب , إنتقاما منه في حياته ومماته الذي لا يعرف متى ياتي ! .

أقسم بالله العلي القدير , أن غاية مقالي هذا , هي تذكير كل مسؤول أدى القسم , بأن بره بما أقسم عليه , كفيل بحل سائر مشكلاتنا عن بكرة أبيها , فإن كان قد إلتزم , فأجره على الله ولن يضيع الله له أجرا , وإن كان غير ذلك , فهو أمام أمرين , إما التوبة والإستغفار عما مضى وإصلاح الخطأ , وإما أن يعود إلى بيته من فوره سائلا الله الرحمة والتوبة والغفران , ورحمته جلت قدرته وسعت كل شيء , وهو يغفر الذنوب جميعا , عندها فلن يخذلنا الله أبدا أبدا , وسيصير حالنا كلنا أحسن بعون من لا عون كعونه . ألمسؤولون البارون بقسمهم يحببهم الله وعباده , وهو سبحانه من وراء القصد .




عدد المشاهدات : (5582)

تعليقات القراء

الاردني
الامانة يا سيدي ليست بحاجة لقسم بل هي سلوك وتربية دينية وظمير يخاف الله في كل لحظة بل هو ملازمة كالهواء اما القسم فهو مجرد كلام لا ينزل من الحنجرة الى القلب بل هواء خرج مع اخر حرف لمن لا يخاف الله
من لا يخاف الله لا يخاف العبد وهم كثر
رحم الله الشهيد وصفي التل عاش فقير القرش لكنة كان ملك الامانة والاخلاص لوطنة ومليكية
كم من اسماء عدت لكنها دفنت مع صاحبها وكم من اجساد دفنت لكنها لا تزال حية لامنتها فالذكر الطيب ليس بكثرت المال بل لامانة اليد والفرج واللسان
08-12-2016 07:38 AM

أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :