العشائر درع الوطن للزمن الصعب ! .


رم - بقلم : شحاده أبو بقر

إبتداء لا نعتز بغير الله جل في علاه , فمن إعتز بغير الله ذل , وثانيا , ولاؤنا في الاردن الغالي بعد الله سبحانه , هو لثلاثة لا رابع لهم , الاول , الملك الهاشمي القرشي صاحب أشرف وإنبل نسب , والثاني , هو جيشنا العربي الاردني البطل الباسل , والثالث , هو مؤسساتنا الأمنية البطلة الباسلة ,
وبعد :

هرمنا وتجددت منا الاجيال في محراب عشق الاردن لا حبه وحسب ! , أخلصنا حتى ضجر الإخلاص من إخلاصنا , وجادت عشائرنا الابية بما وجدت واكثر من أجل عيون الوطن , تضحيات وشهداء ودفاعا مستميتا عن وجود الاردن الغالي , في الشدائد وايام الرخاء على حد سواء , ولم تيأس ولم تمنن , ولم تطلب شكرا من أحد , فهذا هو الوطن , وكل غال دونه يهون !

رضينا بالفتات وتركنا الغنيمة لغيرنا وعن طيب خاطر , كرما منا لا ضعفا ولا هوانا ولا ذله , وتلك هي أخلاق فرسان جبلنا وعشنا عليها وسنبقى , تقديرا لظروف الوطن وحاجته لرص الصفوف وتأليف القلوب وإرضاء كل عاتب , فالاردنيون جميعا هم في شريعتنا شركاء مشاع في هذا الوطن , ولا فضل لأحد على آخر إلا بقدر حبه ووفائه للوطن .

ويأتينا من يتسلى ويتلهى تنظيرا وتسطيحا بمهاجمة العشائر والعشائرية , معتبرا أنها سبب عثرات التطور والتقدم , ولا بد بالتالي من تهميشها وإقصائها من طريق الوطن , مدعيا حقا يريد به باطل , ومطالبا بما يسميه " الدولة المدنية " وقد قرأ عنها في دفاتر أمم غيرنا , ولا ينسى أن يضيف جماليا مقولة " دولة المؤسسات والقانون " . ومتى كان الاردن غير دولة قانون ومؤسسات ! , ومتى كان الاردن يحكم بشريعة الغاب مثلا ! .

ويجسد هؤلاء المدعون العجب العجاب بشحمه ولحمه , عندما يعودون فعاليات واحزابا وسواها مهرولين إلى العشائر , طالبين دعمها وعونها ليس لحل مشكلة أو تحد وحسب , لا بل وحتى لدعمهم في الوصول إلى كل المنابر , ومنها قبة البرلمان وسواها من منابر الوطن السياسية والأجتماعية !.

وبين أيدينا إنتخابات لم يزل حبرها عالقا بسباباتنا , لجأت فيها كل الفعاليات والاحزاب إلى العشائر طالبة دعمها للوصول إلى البرلمان , ومع ذلك يخرج علينا من يتهم العشائرية متجنبا ذكر مفردة العشائر , بأنها عقبة في طريق الوطن وبناء الدولة المدنية , وهل كان الاردن يوما غير دولة مدنية برغم ظروفه التى جعلت منه دولة في حالة حرب نسبية مستمرة منذ العام 1936 وحتى اليوم !

العشائر ونحن منها ونفخر , هي درع الوطن وخزان شهدائه وتضحياته , وهي عماده يوم تصفر الوجوه وترتعد الفرائص وتغشى الابصار شاء من شاء وأبى من أبى , ومن لا يروق له هذا , فلدينا بحمد الله بحران , ميت وأحمر , وليبلطهما إن إستطاع وعين الله ترعاه ! .

العشائر لا تعرف الغدر , وتأبى العنصرية , وترفض الهويات الفرعية , وعندها نجدة الملهوف , ونصرة المظلوم , كرمها لا يجارى , وسيفها بتار , ووفاؤها لا يضاهى , تجود بكل ما تجد واكثر , لا تقبل الجور , ولا الحيف , ولا الضيم , تحترم الاعراف , وهي صاحبتها , تفتدي الوطن والعرش , حقا لا رياء ولا تزلفا , من ينتخي بها سلم , ومن نصاها غنم , ومن تحداها خسر لا محاله , فهل هناك مدنية أنبل من هكذا مدنيه ! .

تلك هي العشائر , وتلك هي بعض سجاياها , ومسكين من يتوهم إمكانية تفتيتها إو إقصائها , فهي جذر راسخ لا تهزه ريح مهما عتت , ومن يشكك فليلتفت حوله , إلى دول جوار صارت ساحات نزال لقوى الارض وعسكرتها , ليرى دور العشائر الذي لم تستطع دول كبرى متصارعة تجاهله او القفز عنه أبدا ابدا , وليستذكر دور عشائرنا في الايام السود وحروبها الضروس الظالمه .

اعرف جيدا وجدا , أن كلامي لن يروق لاصحاب معزوفة المدنية الذين خرجوا للتو صفر اليدين , وليكن , واعرف أن إسمي سيوضع عندهم على ما يسمونه " بلاك ليست " وليكن , وماذا أبغي بعد هذا العمر منهم او سواهم , وليعلموا جيدا , ان فقرنا شرف به نعتز , وغيابنا عن منابرهم أقرب بنا إلى مرضاة الله سبحانه , وان عشقنا للاردن الوطن والعرش لن يتزعزع , وأن زيفهم لا بد إلى عراء بإذن الله , وهو تعالى من وراء القصد .



عدد المشاهدات : (6177)

تعليقات القراء

ابوطارق
سلمت يمناك ابو مازن .
30-09-2016 09:16 PM

أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :