تاريخ منسي بقلب الصحراء


رم - عشر سنوات مضت، وما زال متحف الديسة في لواء القويرة يئن من الإهمال والنسيان والتهميش في منطقة تعتبر من أكثر المناطق على الأرض توفر صفاء للذهن نظراً لما تتمتع به من طبيعة صحراوية خلابة.
وتحول المتحف الذي تشرف عليه سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة لمرتع للكلاب الضالة ومكاره صحية في وسط الطبيعة الصحراوية الوردية، حيث تلقي المخيمات السياحية نفاياتها في المتحف الذي كلف خزينة الدولة أكثر من مليون دينار، بحسب أهالي المنطقة الذين طال انتظارهم لإعادة إحياء المتحف وتوفير فرص عمل حقيقية فيه.
ويقول خالد الزوايدة أحد وجهاء قضاء الديسة إن المتحف تم إنشاؤه قبل أكثر من عشر سنوات، إلا أنه تم تركه إلى أن أصبح مكرهة صحية ومرتعا للكلاب الضالة وصيدا لعدسات السياح في منطقة الديسة، مشيراً إلى أن عددا كبيرا من أبناء المنطقة ووجهائها طالبوا مراراً وتكراراً باعادة تأهيل المتحف ووضع جدول زمني وخطة لاحيائه، بعد ان سرقت بعض محتويات البنية التحتية فيه.
وبين المواطن محمد المزنه ان المتحف شاهد منذ عشر سنوات على الإهمال والتقصير بالقطاع السياحي من كافة نواحيه، مؤكداً انه محبط من اعادة تأهيله لأن السلطة أكدت عدة مرات على إعادة إحياء المتحف لكن الوعود تذهب أدراج الرياح.
ويبعد متحف الديسة السياحي عن مدينة العقبة 60 كم و يقع ضمن محمية وادي رم الطبيعية لكنه اغلق وتوقفت كافة الانشطة والبرامج التي خطط لها القائمون على تنفيذه، حيث تحولت ساحاته ومرافقه الى مكاره صحية وبيئية ومجمعات للنفايات.
واشار المواطن تامر احمد الى انه رغم التكاليف الاولية لمتحف الديسه السياحي والتي زادت على مليون دينار إلا أن أيا من الجهات المعنية في وزارة السياحة والآثار أو سلطة منطقة العقبة الخاصة او هيئة تنشيط السياحة، لم تقم بزيارة الموقع المفترض في قلب الصحراء الجنوبية، لتفقده والتعرف على تفاصيل الواقع الذي يعيشه المتحف السياحي.
واوضح ان ما آل اليه من نسيان وإهمال عصفت بالمتحف في ظل حالة التفاؤل التي بنى عليها أهالي المنطقة والمهتمون بالشأن السياحي، بان يكون متحف الديسه المقصد والعنوان الرئيس لمنطقة سياحية واعدة تنوعت فيها الوان الطيف السياحي بدءاً بالعقبة مروراً برم وانتهاءً بالبتراء.
وأكد اصحاب مخيمات سياحية في منطقة رم اهمية تفعيل المتحف السياحي وانجاز كافة مراحل البناء لما لذلك من اهمية قصوى في تحريك وتنشيط الحركة السياحية في المنطقة، اضافة الى دور المتحف في حفظ كافة الوثائق و الآثار الخاصة بمنطقة رم الطبيعية لتكون مرجعاً اساسياً للمهتمين بالشأن السياحي و الثقافي والباحثين عن كنوز المنطقة الاثرية و تاريخها التليد.
ومن الجدير بالذكر، ان الباحث الايطالي البروفيسور ادوارد مازال يحاول جاهداً البحث عن جهة مهتمة لانجاز مشروع المتحف المهمل، سيما وان الباحث قام على مدار سنوات سابقة بجمع عشرات الوثائق و المعلومات عن المنطقة، واكد انه في حال عدم انجاز المتحف سيغادر المنطقة نهائياً، بما يحمله من معلومات ووثائق تاريخية مهمة.
من جهته، قال مفوض السياحة والتنمية الاقتصادية في سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة شرحبيل ماضي ان السلطة شكلت لجنة خاصة للعمل على اعادة تأهيل متحف الديسة السياحي، واستئناف العمل ببنيته التحتية وكافة مرافقه ليكون البؤرة السياحية لأبناء المنطقة، خاصة وانه يقع بالقرب من المخيمات السياحية.
وبين ماضي ان المتحف سيتم اعادة الروح اليه من جديد، ليستفيد جميع شرائح المجتمع المحلي منه، سيما الجمعيات لعرض منتجاتها بالاضافة الى توفير فرص عمل.



عدد المشاهدات : (4332)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :