رم - ناقش مهرجان الأردن للإعلام العربي بدورته الثالثة، في ندوة اقيمت على هامش المهرجان، اليوم الخميس "اخلاقيات الاعلام الالكتروني".
واكد المشاركون في الندوة انقسام الرأي العام حول الثورة التكنولوجية والإعلام الالكتروني وهو فضاء واسع من الصور والمعلومات والاخبار التي انتشرت في العالم، مبينين انه لا أحد ينكر اهمية ومكانة هذا الاعلام الجديد والمساحة التي استولى عليها من الاعلام العادي نظرا للسرعة والسهولة في توصيل كم هائل من المعلومات ولكن وللأسف الشديد على حساب المحتوى.

كما اكد البعض ان اي قوانين تضع الشروط على العمل الصحفي او الاعلام الالكتروني مرفوضة، وأن الاخلاقيات العامة في المجتمع هي التي تستوجب الحفاظ عليها.

واشار البعض الى تأييده لسن وتشريع ووضع قانون لتنظيم العمل الالكتروني لا سيما في ظل الثورة المعلوماتية والفوضى الفيسبوكية غير الخلاقة في عالم الاعلام الاجتماعي التي ساهمت في بث الفكر المتطرف، لافتين الى ان هذه الفوضى في عالم الاعلام الالكتروني يجب ان يوضع لها حد من اجل تنظيمها.

واكد رئيس الجلسة استاذ الاعلام الدكتور عزت حجاب اهمية الدور الذي يقوم به الاعلام الالكتروني وتأثيره على تشكيل الرأي العام في المجتمعات العربية ولا يمكن اغفال هذا الدور في تغيير الاتجاهات وترسيخ المفاهيم سواء كانت ايجابية او سلبية.

وقال استاذ الصحافة في كلية الاعلام بجامعة القاهرة الدكتور شريف اللبان انه من الصعب الالمام بجميع اخلاقيات الاعلام والاعلاميين وان الاعلام الالكتروني ساهم الى حد بعيد في اغتيال الانظمة وتمزيق الامة من خلال نشر الفكر المتطرف والارهاب، مبينا ان عصابة داعش الارهابية هي الاخطر على الاطلاق وتجاوزت تنظيم القاعدة في استخدام التقنيات الحديثة بكل مهارة واتقان من قبل جهات منظمة ومتخصصة فنيا.

واشار الى انه يوجد نقاط مضيئة في عالم الاعلام الكتروني تبث القيم الاجتماعية الايجابية والثوابت الوطنية الراسخة، مؤكدا اهمية وجود رقابة وقوانين على الشبكات العنكبوتية اضافة الى اهمية وجود فتاوى دينية تحض على محاربة الفكر الارهابي ووجود ميثاق شرف اخلاقي للتعامل الاعلامي مع الاعلام الالكتروني ومراصد حكومية لمراقبة هذه الشبكات.

وقال الخبير في قوانين الاعلام الزميل يحيى شقير ان مواثيق الشرف او ادلة السلوك المهني تلعب دورا هاما في حماية المهنة، مبينا ان "واضعي هذه الاخلاقيات يعتقدون انه اذا تبنت وسائل الاعلام هذه المبادئ وطبقتها فسوف تزداد مصداقية الصحافة ويزداد ايضا ثقة الجمهور بها".

واشار الى ان الانظمة العربية ترد على التكنولوجيا الاعلامية بإصدار القوانين المانعة لحرية الاعلام الالكتروني بهدف السيطرة عليه، مبينا ان هناك عبئا على المتلقي لتنمية مهارات كيفية فحص ما يتلقاه بواسطة الاعلام الالكتروني.

من جهته اكد الصحفي المصري الدكتور ياسر ثابت، اخلاقيات الاعلام الالكتروني وضوابطه ومسؤولياته الاجتماعية، مبينا ان الاعلام الالكتروني انتشر على حساب وسائل اعلامية اقدم منه بسبب السرعة والآنية في نشر الخبر ولكن على حساب المحتوى اضافة الى اتاحة الفرصة للتفاعل الاكبر من قبل المتلقي للرسالة الاعلامية.

ودعا الدكتور ثابت الى دمج الاعلام التقليدي بالإعلام الالكتروني ليكون اكثر موضوعية واتزانا، مشيرا الى اهمية اعادة تنظيم الاعلام الالكتروني من خلال العاملين فيه وليس من خلال القوانين والانظمة السائدة وان فكرة الرقابة على الاعلام الالكتروني مرفوضة تماما وانه يفضل وضع ضوابط معينة تمنع التحريض على العنف والكراهية وغيرها.

عدد المشاهدات : (1729)