الزيودي : قصاقيص تعكس الاحتجاج لدى الطفل


رم - قال المخرج والناقد المسرحي الدكتور مخلد الزيودي إن مسرحية الاطفال "قصاقيص" التي عرضت على المسرح الدائري في المركز الثقافي الملكي مساء أمس الثلاثاء، ضمن فعاليات مهرجان الابداع الطفولي، عكست الاحتجاج والرفض ورهان الوعي لدى الطفل وخاطبت وجدانه.

ووصف الدكتور الزيودي الذي عقب على المسرحية، في الندوة التقيّمية التي عقدت اليوم الاربعاء، ضمن فعاليات المهرجان، تدخل طفل متلقي بالنيابة عن ابناء جيله خلال العرض المسرحي محاولا تغيير مسار الحدث الدرامي كي ينتصر لمنظومة القيم التي تربى عليها وسط صيحات التشجيع لينتزع "جرة الزيتون" من يد شخصية خائن الامانة ويمنعه من فتحها، وان يقاوم الطفل في سبيل ذلك، رغم معرفته بقيمة محتواها حتى يضطر الممثل ان يصارحه ويصارح جموع المؤيدين له "ان لم نفتح الجرة سينتهي العرض"، بانه "اختبار حاد وقاس من طرف الذين استدعوا الحكاية واعادوا انتاجها لجيل اعتقدنا انه تم اختطافه منذ زمن بعيد واُسقط من قاموسه مفردات ومعاني ودلالات الامانة والوفاء والقناعة والصدق والانتماء والولاء، واختبار حاد وقاس للام والاب نواة الاسرة والمجتمع والمربي والتربية داخل صالة العرض وامتدادها أيضا".

وأشار إلى أن فريق العمل يكون جاهزا ومستعدا للتعامل مع المتغيرات في العروض المسرحية التي تعطي المتلقي حق الاعتراض او الاحتجاج او الرفض والمطالبة بتغيير سير الاحداث.

ونوه الزيودي الذي يشغل منصب مساعد عميد كلية الفنون الجميلة في جامعة اليرموك، إلى أنه عندما يثير العرض المسرحي قصاقيص قضية تلامس وجدان الطفل وتستفزّه لدرجة تصبح محور للنقاش والجدل، فهذا مقياس "جدوى الاثر" الذي حققه العرض المسرحي.

وبين أن العرض حقق هذا الاثر من خلال اعتماده عنصرين اساسيين النص – الذي روّاه الرّاوي الاول في غابر الازمان لينتقل من راوّ الى آخر حتى وصل الى عبدالتواب يوسف ليرّوي لنا ذلك معتمدا على مجموعة الروّاة الجدد العنصر الثاني - "الممثلون". وبالتالي "أخلى" المخرج الفضاء المسرحي لصالح الممثلين على حساب بقية عناصر العرض المسرحي. ولان العرض اعتمد استدعاء الحكاية بالأساس، استدعى المخرج معها شكل العرض الاول – حكاية يرّويها ممثلون امام الجمهور – هكذا بكل بساطة وعمق ودون اي تعقيدات فالأساس الحكاية.

ولفت إلى ان المخرج نجح في بناء بيئة الحدث لكل مشهد من خلال اعتماد تقنية الصورة الثابتة كمفتاح على الهامش يسهل على المتلقي متابعة الانتقال من بيئة الى اخرى، وعزز ذلك بحضور الرّاوي "فوزي المليجي" بلباسه المعاصر ليروي لنا - الآن هنا في هذه اللحظة- كشكل جديد يستغني به عن فكرة قطع الحدث مخالفا بذلك الصورة النمطية للراوي في التراث العربي وغالبية العروض المسرحية.

وقال إن الاغاني جاءت جزء لا يتجزأ من الحوار وبمشاهد مستقلة في اغلبها تختزل الزمان وتدلل على المكان كتبها الشاعر سامح العلي بوصفها حوار مكمل لنص عبدالتواب يوسف، ومعززة بالمؤثرات التي تخدم المشهد كما في "طيران الحصان" من صهيل وبرق وتعاويذ سحرية وهكذا تترافق ثنائية الحكاية – النص والناقل الوسيط – الممثل، حتى النهاية ليعززها المخرج بعنصر جديد ينتمي للعنصرين السابقين وينتمي لأصل الحكاية التراثية التاريخية وهو تقنية خيال الظل والدمى ليحقق بذلك صورة بصرية جديدة تكسر حدة تكرار الصورة الثابتة للانتقال من بيئة الى بيئة.

وجاءت الازياء بحسب الزيودي، من نسيج الحكاية لتخدم العرض بعيدا عن المبالغة لتحدد هوية الشخصيات مقابل استغناء المخرج بالأساس عن تفاصيل المكان المادية، واعتماد الممثل عنصر اساسي في العرض ليتحوّل حسب سير الاحداث الى كتل ثابتة ومتحركة وثابتة متحركة نسبيا.

وقال إن العرض وظف حضور نجوم مميزين في الحركة الفنية المصرية توظيفا مدروسا بعيدا عن استغلال الشهرة او المبالغة فيها على رأسهم: حمدي العربي وسيد جبر ثم محمود حسن وكمال زغلول وحسن يوسف وهايدي بركات.

ودار في ختام الندوة نقاش بين المعقب ومخرج العرض والممثلين والجمهور.



عدد المشاهدات : (1601)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :