مسرحية قصاقيص تنهض بوعي الطفل وتلامس وجدانه


رم - نهضت مسرحية الاطفال المصرية "قصاقيص" اخراج سيد عبدالرحمن وتأليف عبدالتواب يوسف، بوعي الطفل ولامست وجدانه من خلال طرح موضوعات قيمية باسلوب التفاعل مع الاطفال، والتي عرضت مساء امس الثلاثاء على مسرح هاني صنوبر (الرئيس) في المركز الثقافي الملكي ضمن فعاليات مهرجان الابداع الطفولي. العرض المسرحي الذي وفق المخرج فيه بتوظيف اشكال وادوات مختلفة من المسرح تنوعت ما بين حضور المؤلف/الراوي، والمسرح التقليدي ومسرحته ومسرح خيال الظل والدمى (الماريونيت)، والمسرح التفاعلي علاوة على تقنية الداتا شو، استهل مشاهده بدخول خمسة ممثلين بملابسهم الملونة الزاهية التي تشيع الفرح تقترب اشكالهم من شخصيات المهرجين بمصاحبة مؤثرات موسيقية غنائية واكبها اداء حركي يلامس ذائقة المتلقي الطفل وغناء يدعوه الى التصفيق والاستماع والفهم، في الوقت الذي تدخل فيه شخصية المؤلف/الراوي الذي يبدأ بالحديث مع الجمهور الذي جله من الاطفال وبأسلوب تفاعلي ليطلعهم على بداية الحكاية، حاثا اياهم على التركيز والتفاعل معها.

العرض المسرحي "قصاقيص" الذي يشارك في المسابقة، واتكأ على حكايتين بحيث ينسجم مع عنوانه، الاولى تحدثت عن سلطان (حسن شاه) جشع يعيش في قصره مع ولده وابنته الاميرين وينظم كل عام مهرجان للاختراعات ليختار افضلها لنفسه كي يحكم بها الناس حكما متعسفا، وفي الوقت الذي يشعر باليأس من توفر اختراع يعجبه تستأذن الدخول عليه شخصية "مارودا" الساحر الشرير الذي يخفي حقيقة شروره عارضا عليه حصانا يطير، ما يدفع السلطان بأن يعده بتلبية ما يطلب ليطلب الساحر منه ان يزوجه ابنته الاميرة بدر البدور في الوقت الذي يعترض شقيقها على ذلك فيما يجابهه والده السلطان بان كلام السلطان لا يرد.

العرض الذي تتوالى احداثه بعد ان خطف الساحر الاميرة وعمل على ابعاد الامير بان يطير الحصان به بعيدا في السماء، جاء ثريا في نصه المنطوق واغلبه في الفصحى مع بعض المحكية المصرية، وتنوع ما بين الديالوجات التي اقتربت من الكوميديا الخفيفة المصاحبة للحركة والمحببة لدى الاطفال والحوارات التفاعلية معهم في بعض المفاصل التي تتعلق بسيرورة الحكاية وتتطلب مشاركة الطفل في الحكم على بعض الافعال التي تحمل ابعادا قيمية واخلاقية علاوة على تدخلات الراوي في تلك المفاصل المهمة التي تطلبت تحفيز تلك القيم لدى الطفل، بالإضافة الى الاغاني، فيما عبر النص غير المنطوق من موسيقا وتوظيف الــ"داتا شو" وايماءات وحركة الممثلين عن عدد من المرادفات التي تتساوق مع الثيمة التي تعلي من القيم الاخلاقية.

وفق المخرج بتوظيف سينوغرافيا العرض التي جاءت ثرية ومتنوعة بحيث تخدم العرض المقدم للأطفال بالشكل المطلوب ومنها "الداتا شو" والاضاءة المتغيرة والمتحركة، والملابس ومختلف الاكسسوارات والملابس وكرسي السلطان قطعة الديكور الوحيدة.

الاداء التمثيلي والحركي، لشخصيات العرض المكونة من السلطان والامير والاميرة والساحر والحارس، والذي يختتم بانتصار الخير على الشر بمساعدة جمهور الاطفال وابعاد الساحر وعودة الاميرين الى والدهما السلطان الذي يتخلى عن جشعه وتسلطه على الناس، جاء عاليا ومتناسقا بينهم وملبيا لاشتراطات مسرح الطفل.

فيما جاءت الحكاية الثانية التي نهلت من الموروث وتدور احداثها في عهد الخليفة هارون الرشيد واتكأت على قيمة اخلاقية اخرى تتعلق بالأمانة والصدق، تحدثت عن جرة يتركها تاجر وتحوي جزءا كبيرا من ثروته من ذهب ونقود ويغطي سطحها بزيتون عند صديق له ويخبره ان يحتفظ له بها وهي تحوي زيتونا من ذكرى والدته الراحلة، ليسافر التاجر الى الهند ويعود بعد غياب 3 سنوات ويكتشف ان الجرة لا تحوي ثروته بل فقط زيتون.

الحكاية الثانية عمدت الى تحفيز القدرات العقلية لدى الطفل علاوة على القيم الاخلاقية، من خلال بيان كيفية اكتشاف كذب صديق التاجر الذي انكر وجود الثروة ووظفت فيها تقنيات خيال الظل ومسرح الدمى(الماريونيت) بشكل موفق نجح في جذب جمهور الاطفال الى تسلسل الحكاية والبحث عن حلول لمساعدة التاجر وكشف كذب صديقه.

وشارك في التمثيل حسن يوسف ومحمود حسن وايناس نور وكمال زغلول وفوزي المليجي وسعيد جبر وحمدي العربي وعمرو دياب وسلامة ابو الخير.

وكانت عرضت مسرحية "شمس وقمر" خارج المسابقة ومن اخراج مجد مدانات وهلا خوري، وتحدثت عن ضرورة عدم التمييز بين الذكر والانثى واهمية التعاون بينهما من خلال حكاية شقيق لا يريد ان تشاركه شقيقته اللعب رغم انها تتفوق عليه في الذكاء الى ان يكتشف حاجته لها بمساعدته في بناء مدينة من مكعبات اللعب .



عدد المشاهدات : (3040)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :