رم - شحاده أبوبقر
إبتداء وتوطئة لما سأكتب , أقول لأي " موتور " أنني أمقت النفاق ولست من أهله , ولو كنت ممن يجيدونه وبشهادة سائر رؤساء الحكومات والبرلمانات الذين عملت معهم , لكان لي شأن آخر , وعذرا على أن أتحدى إن كنت قد رجوت أو طلبت العمل مع أي منهم , فقد طلبوني هم ولم أطلبهم , وأنا اليوم أحمد الله العلي القدير كثيرا على ذلك .
وبعد : ففي خضم الواقع الذي نعيش على حافة إنتخابات برلمانية وشيكة , وبين يدي واقع إقليمي مر مرعب يتهددنا كل لحظة بخطر لا نعرف مداه , كما لو كنا بإنتظار المجهول , فلا بد من أن ندرك نحن الأردنيين جميعا , ومن كل لون في هذا المركب الواحد , أن " ألملك " رأس العرش وصاحب التاج الهاشمي الجميل والجليل , هو رأس مالنا الأول , وسيفنا في وجه كل شر , وبوصلة طريقنا نحو الكرامة بإرادة واحد أحد لا قبله ولا بعده .
هذا واقع يدركه الصادقون المخضرمون سنا مثلي , ممن كتب الله لهم عيش الماضي والحاضر, الذين يقرون وسط لجة التنظير والتحليل والجهر بالرأي الذي لا يكلف صاحبه شيئا , لا بل يزيده شهرة زائفة ليست بشهرة أبدا أبدا, أن العرش الهاشمي المحترم ورأس سنامه الملك , هو خيمة عز لكل من قال أنا أردني , وحتى من كتب الله له العيش مقيما أو لاجئا على الأرض الأردنية الوفية ولا يحمل جنسيتها .
هذا كلام يحمل مضمونه ومعناه , يقدره الشرفاء الصادقون مع أنفسهم قبل الصدق مع غيرهم , وهو قد لا يعجب السطحيين السذج من فئة الأغبياء تحديدا , الذين يتوهمون أن الدنيا الأردنية تبدأ وتنتهي بهم , وهم يتجاهلون حقيقة أن الأردن والعرش الهاشمي الجليل صنوان لا يفترقان , إلا لاقدر الله على زوال هذا الوطن , تلك حقيقة يعيها القريب والبعيد , العدو المتربص والصديق الذي ما بيده حيله .
أدرك أننا فقراء في المال والمورد , وأدرك تماما أن لدينا من الاخطاء الكثير , وسأكون ظالما لو أنكرت أو تنكرت , لكنني أدرك في المقابل , ان الأردن ولد فقيرا مالا وعاش فقيرا , لكنه ظل حرا شريفا بمجد عرشه , وهمة ووفاء شعبه , حتى ولو ظلمه قومه وآخرون ظلما بينا كثيرا عبر العقود , مثلما أدرك أن عناية الله جلت قدرته , هي مع الأردن دوما لصفاء نياته مهما تفنن " الكذابون " في إتهامه ,متناسين أنهم هم أحياء وأمواتا كانوا سبب بلاء الأمة وهوانها على الناس .
العرش الهاشمي ورمزه وعنوانه الملك , أمانة في عنق كل شارب من حوض الأردن , وكل مار بأرضه ملتحف سماءه مفترش أرضه , ومن يتنكر فهو خوان بإمتياز , أو غبي بإمتياز , ولا ثالث لهما قط , والملك المبجل رب الأسرة وعميدها الأوحد , تاج فوق كل الرؤوس , رضي من رضي وغضب من غضب , فلقد عشنا طويلا وما زلنا أسرة قد تغضب وقد تعتب , لكنها لا تخون ولا تغدر أو تتنكر , ولم ولن يأخذنا كلام معسول عن ديمقراطية ومدنية وما شابه من مفردات مللنا تكرارها , عن جادة الصواب التي قالت وتقول لنا كل طالع شمس , أن الخيمة الهاشمية يجب أن تعلو كل يوم أكثر كي نعلوا معها أكثر , وكي ننام قريري الأعين أمناء على حاضرنا ومستقبل عيالنا وشرف وجودنا , في عالم صار الشرف عند بعضه درهما ودينارا ! .
حفظ الله الاردن من كل دنس وصانه من كل شر , بريادة صاحب الجلالة الملك , وبوفاء شعب يحفظ أحفاد أسلافه الغر الميامين , للهاشميين أنهم صناع مجد كابرا عن كابر . فقد صانوا العهد ووفوا بالوعد في أحلك الازمان , وما علقوا المشانق , ولا هدروا الدماء , ولا هجروا خلق الله , ولا إستباحوا الحرمات , ولا دنسوا الأعراض , ولا شائنا فعلوا كما فعل ويفعل غيرهم فيما مضى أو اليوم كما نرى ونسمع في شتى الأرجاء , وطوبى لهم ولنا , وقطعا سيخرج الله الأردن من كل ضائقة بإذنه تعالى , فما كنا ولا كان يوما صاحب ردية , ولن يكون . الملك راية كل حر شريف.