تكاليف الزواج .. فرحة العمر في «المزاد»


رم -

ماجدة ابو طير

 

الزواج هو مرحلة اساسية في حياة الشباب، ولكن هذه المرحلة قد تتأخر حتى تصبح حلماً يراود الشباب في تأسيس عائلة صغيرة، والمضي قدما في هذه الحياة، ليس فقط غلاء المهور هي الحاجز الوحيد الذي يقف امام بناء هذا الحلم بل هنالك عدة عوامل تؤدي الى ايقاف هذه المرحلة.

قد يقدم الشاب الى مرحلة الزواج بالرغم من العوائق العديدة التي تحيط به، وبعد مرحلة الخطبة يصبح لديه فترة محددة لاكمال باقي الخطوات كايجاد المنزل وتجهيزه واستكمال متطلبات العروس، تكاليف الزواج بحد ذاتها تشكل بالنسبة للشاب خوفا من القادم. خطط تكاليف الزواج تتعدى احيانا الخطة المتوقعة، فالسوق يبهرنا دوما في غلاء السلع والمنتجات التي نحتاجها الى تجهيز منازلنا كشباب مقبلين على الزواج.

يقول محمد ابراهيم: « ان راتبي محدود واصبح عمري ثلاثين عاما ولم اتزوج، لذا قررت ان اخطب واستقر كأي شاب في مثل عمري، وبعد انتهاء مراسم الخطبة وتقديم المهر للاهل يصبح الان دوري ان اجهز المنزل، استغرب كثيرا من الحياة وتكاليفها فلا يوجد سلعة لدينا متوسطة السعر فالغلاء بارتفاع دائم والرواتب في ثبات منذ سنوات، لذلك اضطررت ان تكون مدة خطبتي سنتين، والحمدلله لقد تفهمت خطيبتي ظروفي ولم تشعرني بأي انزعاج». اصبح جميع افراد العائلة يشاركون في تجهيز المنزل لمعرفتهم بالضيق الذي يشعر به العريس، يضيف محمد:» لقد اجتمع معي اهلي واخبروني انهم يودون تقاسم قائمة المتطلبات التي يجب ان اجهزها قبل الزواج، وبالفعل ساعدوني في احضار هذه المتطلبات، ولم يقف الامر على عائلتي بل ايضا اصدقائي وعائلة الفتاة، فبدلا من منحنا النقوط على شكل مال اصبحوا يقدمونه على شكل هدايا مثل احضار التلفاز او الثلاجة وغيرها من الادوات».

الاجواء الاسرية اهل الفتاة لهم دور كبير في مراعاة الشاب في تحضير المنزل وان لا يطلبوا المستحيل منه، فهم على معرفة تامة باسعار السوق، تقول منى سليم:» الفتاة تحلم بمنزل جميل ولا يشبه منازل الاخرين، ولكن عندما تذهب مع خطيبها الى السوق تكتشف ان الميزانية لا تكفي لتحقيق هذه الاحلام، بالتالي لقد اصبت كغيري من الفتيات بصراع داخلي وتوترات من اجل تجهيزات المنزل، ولكن اهلي لعبوا دورا كبيرا في تهدئتي واخباري ان اثاث المنزل يتغير كل فترة والمهم ان ننتقل الى مرحلة الزواج دون ان يكون علينا ديون».

وترى منى التي تزوجت منذ خمس سنوات ان الديون هم كبير يلاحق الكثير من المتزوجين ويعكر صفو حياتهم الزوجية، ومن الجيد انها اقتنعت ان تؤثث منزلها بتكاليف قليلة، وان لا يصابوا بهذا الهم، بالاضافة الى ان دور الاهل في توعية الفتاة مهم جدا ويعمل على تهدئة حياتهم، لان الاهل لديهم من خبرة الحياة الكثير ويعرفون خطورة الخروج عن الميزانية المخطط لها. التغييرات التي حدثت هناك تغيرات اقتصادية حلت على الجميع فقد أصبح تأمين السكن وتكاليف الزواج أمراً صعباً في ظل البطالة والفقر وندرة فرص العمل والأزمة الاقتصادية، يقول احمد ابو حليمة:» من ناحية أُخرى فقد تغيرت أيضاً تربية الآباء والأمهات للأولاد فترعرعوا وهم فاقدو القدرة على تحمل المسؤولية ونشأوا دون توعية مناسِبة وتفهم لمعاني الزواج وتحضيرهم منذ الصغر للقيام بدورهم في المستقبل، ناهيك عن فنون التباهي والتعلّق بالماديات فخرجوا أبناء راغبين بالدنيا معرضين عن الدين متمسكين بالقشور والمظاهر». ويؤكد احمد:» يجب ان يكون هنالك تيسيرا لتكاليف الزواج من قبل اهل العروسة والمجتمع المحيط بهم، حتى لا يعزف الشباب عن الزواج، وقد اصبحنا نلاحظ ان هنالك اعدادا كبيرة من الشباب بدأوا يتجنبوا التخطيط للزواج خوفا من الوقوع في الالتزامات المادية، وهذا امر خطير على المجتمع كله وبنيانه، وتركيبته الاساسية الا وهي الاسرة، وعدم تكوين الاسرة يؤدي الى انحراف الشباب واللجوء للطريق الملتوية وتأخر سن الزواج لدى الفتيات وغيرها من المشاكل الخطيرة».

 

دور مهم للاسرة الاخصائية الاجتماعية امامة ابراهيم تؤكد ان دور الاسرة هو الاهم في مرحلة تأسيس المنزل من خلال توعية الفتاة وايضا الشاب بعدم المغالاة في تجهيزات المنزل، وان هذه التكاليف ستكون عليهم بعد فترة كالقيد الذي يجعل من حياتهم صعبا،الأسرة مهمتها في الأساس تيسير الزواج لأبنائها وعدم المغالاة في المهور والتقليل من الطلبات الملقاة على عاتق الشاب، ايضا المدرسة والجامعات ومهمتهم تربية النشء على تحمل المسؤولية ونشر ثقافة الزواج المبكر والتقليل من التكاليف وإحياء الأخلاق والقيم الإسلامية والشرقية في المجتمع».

 

تضيف ابراهيم: في العهود السابقة كان الزواج أمراً ميسراً بدون تعقيدات زماننا ومطالبه التي تثقل كاهل الشباب فترهقه، أما اليوم فقد اختلفت النظرة لقضية الزواج وبناء الأسرة نتيجة اختلاف المعايير والمفاهيم والنظرة للمؤسسة الزوجية واختلاف نمطية التفكير والقِيَم والعادات في مجتمعاتنا.وما ذلك إلا بسبب ضعف الوازع الديني وقلة معرفتنا بشرعنا وكذلك بسبب الغزو الفكري والإعلامي والعولمي.وقد بعُدنا عن تعاليم الإسلام التي تحفظ الأسرة والعقول والقلوب واندمجنا كلياً أو بشكل كبير في المجتمع الذي نعيش فيه دون العودة إلى الأصول، فالعادات والتقاليد والاقارب يلعبون دور كبير في تكلف الشباب تلك التكاليف الباهظة، من خلال مقارنتهم وعدم تشجيعهم الشباب ان يتزوجوا ضمن تكاليف معقولة».. دراسات وقد بينت دراسة اعدتها اذاعة هولندا العالمية حول العنوسة بالعالم العربي ، احتلت الاردن مرتبة متوسطة على خارطة العنوسة في العالم العربي حيث بلغت نسبة العوانس الأردنيات( 45 %) من عدد الفتيات في سن الزواج وبلغ عددهن 150 الف عانس اي وصلت سن الزواج ولم تتزوج، ولم تحدد الدراسة السن الزواج الذي تعتبره يدخل في مفهوم عدم الزواج، لكن دائرة الاحصاءات العامة اعتبرت ان من وصلت سن الزواج 35 عاما ولم تتزوج فهي عانس، ووفقا لدائرة الاحصاءات فقد وصل عدد الاناث لعام 2011 بلغ 3 ملايين انثى.




عدد المشاهدات : (3816)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :