لا يوجد تعليقات
الفنان خليل مصطفى: نور الثقافة أكثر إشعاعاً من نور اللمبة!
26-05-2016 03:57 PM
رم - وليد سليمان - الفنان «خليل مصطفى» .. انه نجم من نجوم الفن في عالم الدراما الاردنية والعربية، عبر اعماله في كل من المسرح والمسلسلات التلفزيونية والاذاعية.. فقد قام بتمثيل العديد من الأدوار والبطولات في مسلسلاتنا الاردنية التي عرفها الجمهور المحلي والعربي منها البدوية والريفية والمدنية، غير البرامج الاخرى.
التمثيل وموهبة الطالب
لقد بدأ الفنان الاردني خليل مصطفى هاوياً لفن التمثيل كما معظم الفنانين الدراميين في بلدنا الاردن.
وفي لقاء «الرأي» مع الفنان أوضح لنا عن بداية تعلقه بهذا الفن الجميل والمدهش، الفن الدرامي (التمثيل)، حيث رجع بالذاكرة الى مدينة اربد عروس الشمال، التي بدأت تتفجر مواهبه فيها فقال:
كان مُدرسنا للغة العربية «سنوسي يخلف» مثقفاً يرعى مواهب الطلاب الأدبية.. وانا منهم، اذ كنت ألقي القصائد والأشعار للآخرين عبر الاذاعة المدرسية بطريقة القاء جذابة وحماسية منذ كنت في الصف السادس في احدى مدارس الوكالة في اربد، وذلك في فترة ستينيات القرن الماضي.
وكانت الانفعالات اثناء إلقائي القصائد والخواطر صادقة، حتى كان الكثير ممن يستمعون لي من الطلاب والمعلمين يبكون تأثراً من الموضوع والأسلوب.
وذات مرة طلب معلمنا منا نحن الطلاب المميزين ان نقوم بعمل تمثيلية بسيطة عن قصة من دروس اللغة العربية لكاتبها الشهير توفيق الحكيم، فقمت باعدادها دراميا وبتوزيع الادوار على فريق التمثيل من الطلاب.
وكان هناك مركز ثقافي فني نشيط هو «مركز النشاط الاجتماعي» التابع لمخيم اربد، فدعاني مسؤول المركز للنادي هذا كي اشارك في الفرقة الفنية التابعة للنادي.. وهذه الفرقة من عادتها عمل الحفلات الدورية بتذاكر ثمن التذكرة الواحدة (2) قرشاً لتقيم العروض لمدة يومين او ثلاثة للجمهور في قاعة تتسع لحوالي 300 شخص، وكانت تغص بالحضور.. لدرجة ان تذاكر الحفلات كانت تباع في السوق السوداء بثمن 5 قروش وليس بقرشين!!.
اول مسرحية في اربد
ويقول الفنان خليل ان اول مسرحية مثلت فيها كنت في الصف السادس في ستينيات القرن الماضي، وهي مسرحية او تمثيلية قصيرة مدتها 20 دقيقة، وكانت في «النادي العربي» في اربد، وهي بعنوان «عرس بلا عريس» حيث موضوعها عن الشهادة الوطنية، وبذلك اصبحت ممثلاً رئيسياً في هذا النادي.
وعن هذا النادي القديم في اربد اشار خليل مصطفى انه كانت للنادي فرقة مسرحية موسيقية في العام 1968، حيث تضم في فريقها 15 عازفاً على آلات موسيقية مختلفة، و8 ممثلين، وكان اسم النادي العربي قديماً هو «نادي الغناء والموسيقى» والذي أسسه كل من: صلاح ابو زيد، وجزيف نصراوي، فهد قاقيش، وعصمت رشيد.
منولوج .. يا أم سعيد!
وفي العام 1969 يقدم الممثل خليل مصطفى مسرحية هامة، كانت بداية طريقه الحقيقي لعالم الفن والتمثيل وهي مسرحية (العريس) حيث غنّى فيها منولوج كوميدي «يا ام سعيد بثلاث اعجال» من تأليفه، اما اللحن فهو من الفلكلور الاردني الحوراني.
ومن كلمات هذه الأغنية التي دارت على كل لسان بعد ذلك:
قدمتلك هدية شو هيي
ثلث رباعي قالية
يا ام سعيد بثلث إعجال
أهلك شافوا القلية
وقاموا ترتحوا فيي
ودينا لأهلك جاهة
مريود مع طعمه وطه
وقاموا طردوا الوجاهة
وديحوا بطعمه وطه
ومن كثر القتل بيي
مصعت مني الهوية
لهجة الشمال الشعبية
وعن اللهجة المغرقة بالألفاظ القروية الشمالية سألنا الفنان عن معاني بعض الكلمات فقال:
قالية: هي حبوب القمح الطازجة الطرية اللذيذة للأكل.
ثلاث اعجال: الشخص العجوز عندما يستعمل عكازه فيصبح كأنه بثلاثة ارجل او اعجال.
ديحوا: ضربوا.
مصعت: وقعت ونزلت.
وحول هذه اللهجة التي كان يُعرف الفنان خليل مصطفى باجادتها بشكل مذهل، كان بعض كبار السن في اربد يقولون له: لقد ذكرتنا بالفاظ كدنا ننساها من اللهجة القروية الاربدية.
وحول ذلك تساءلنا كيف يتقن فناننا تلك اللهجة التي كنا نسمعها اثناء تمثيله العديد من ادوار في المسلسلات فيما بعد فقال الفنان: انها المعايشة مع الناس والطلاب في اربد وقراها، وكنت القط بعض الكلمات واللهجة واحفظها كي ارددها خلال ادواري في بعض الاعمال الدرامية الاردنية. لذلك فهو يؤكد على ان الفنان الممثل اذا اراد ان يشتهر بشخصية فنية ما، فعليه ان يعي جذور واعماق الشخصية وحياتها ومفرداتها وحركاتها وتصرفاتها.. الخ.
الندم.. ومسلسل صح النوم
ويأخذنا المبدع الفنان خليل ابو زيد الى العام 1970 ليسترجع بذاكرته انه في ذلك العام كان هناك برنامج اذاعي في الاذاعة الاردنية اسمه (ليلة سمر) يقدمه الفنان سالم العبادي فسمع باغنية او منولوج «ام سعيد بثلاث إعجال» فسجل هذه الاغنية من المسرحية واذيعت الاغنية من عدة اذاعات وانتشرت بشكل جماهيري كبير.
وكان في تلك الاثناء الفنان الكوميدي السوري الراحل نهاد قلعي يقيم في عمان بفندق الاردن فسمع عن الكوميديا في هذه الاغنية فطلبني للمشاركة في المسلسل الشهير «صح النوم» الذي تم تمثيله في الاردن فاحببت ذلك لكن لظروف عملي كمعلم مدرسة في اربد، كان من الصعب ان اترك عملي للقدوم يوميا الى عمان كي اشارك في المسلسل بدور رئيسي، لكنني بعد فوات الاوان شعرت بندم شديد لعدم مشاركتي بهذا المسلسل الشهير جدا في عالمنا العربي «صح النوم» مع دريد لحام ورفيق السبيعي واخرين.
انت بكاش.. وكرم مطاوع
ويروي لنا خليل مصطفى المربي والمعلم والفنان هذا الموقف الفني الذي حصل معه في عام 1973 او 1974 اذ يقول: في ذلك العام اشتركت في اول عمل تلفزيوني وهو مسلسل طابعه كوميدي اسمه «خذوني معاكم» من بطولة الفنان الاردني عمر قفاف والفنانة المصرية سهير المرشدي وكذلك عائشة الكيلاني والفنانين الاردنيين محمود ابو غريب ونبيل المشيني وهشام هنيدي واخرين ومن اخراج المخرج الشهير عدنان الرمحي.
وكان ان جاء زوج الفنانة المرشدي الى عمان وهو الدكتور المسرحي والممثل المعروف كرم مطاوع ليستعجلها للعودة الى القاهرة لانتاج فيلم هام، فالتقيت به وسألني مستصغرا عمري من شكلي ومحتجا: هل انت الذي سوف يقوم بدو «ابو السعيد» في المسلسل هذا؟ وهل عمرك دخلت البلاتوه «الاستوديو»؟ لكنه وبعد ان شاهدني امثل واقوم بدوري تفاجأ جدا وقال لي: انت ولد بكاش.. فانت ممثل رائع وكأنك محترف فعلا.
وذكرني د.كرم مطاوع بالخير خلال لقاء معه في التلفزيون الاردني اجراه المذيع والمقدم هاني الدباس ومن اخراج المخرج حسيب يوسف حيث قال د.كرم هناك شاب ممتاز اسمه خليل مصطفى.. الخ.
وهذا ما فتح وامّن لي الطريق نحو الفن، ولكي يعرفني المخرجون في الاردن ويطلبونني للعمل معهم في المسلسلات الاردنية والاذاعية والمسرحية.
في عمان عام 1980
في هذا العام ينتقل المعلم خليل مصطفى من اربد الى عمان كمدير شؤون طلاب لمدرسة صناعة عمان في جبل الحسين، وليكمل مشواره الفني على المسرح وفي المسلسلات والاذاعة، فقد قال لنا كما يلي رغم انني بدأت «وافدا» مع ميخائيل رومان، ثم «عريسا لبنت السلطان» لمحفوظ عبدالرحمن لاستلم «المفتاح» ليوسف العاني، وادخل «حفلة على الخازوق» مع محفوظ عبدالرحمن، فقد كانت هناك ايضا مسرحيات مثلت فيها من بطولتي: سكابا، اللعبة الخطرة، مين فينا المجنون، عطشان يا صبايا، اشارات وتحولات لسعد الله ونوس واخراج زيد خليل سنة 2008، واوبرا القروش الثلاثة عام 2010.. الخ، فقد مثلت حوالي 78 عملا مسرحيا للكبار، وللصغار حوالي 22 مسرحية مثل: عنبر والدجاجة الذهبية، سوق الالغاز، ارض الوفاء، قرية المعارف، التاجر الصغير، السيدة ملعقة، وكتبت والفت مسرحيات سوق الالغاز، جبينة، اطفال وحكايات.. الخ، اما الاعمال التلفزيونية فهي كثيرة ومنها مثلا: تل العناب، قرية بلا سقوف، شمس الاغوار، جروح، ام الكروم، من يوم ليوم، عيون عليا 2008، العلم نور، قلوب لا تحتمل الحب، الشمس والغربال وغيرها.
ومن الاعمال الاذاعية: مسلسلات الطيور، ابو العريف، يوميات ابو السعيد، من كل بيت قصة، البيوت اسرار، والكثير من الحلقات والسهرات الاذاعية، وغير المسلسلات التي كتبها، ومن اخرها «قلوب دافئة» الذي سوف يذاع قريبا.
كرة قدم والغناء
ومن هوايات الفنان خليل الرياضة هو حبه للعبة كرة القدم، فقد كان لاعبا في نادي الجليل في اربد في فترة 1967 - 1970 ثم لعب للنادي العربي موسما واحدا، ولنادي الحسين موسما واحدا «حوالي سنة» ثم في عمان شكل فريقا للعبة كرة القدم من اعضاء رابطة (نقابة) الفنانين، ولعبوا مباريات منها مع فريق المذيعين الاردنيين عام 1990. وهو يحب الغناء ايضا، اذ انه في معظم مسرحياته للاطفال يقوم بالغناء من خلال احداثها، فهو يحب الغناء والموسيقى والطرب الاصيل لكل من ام كلثوم وفايزة احمد وهدى سلطان، وكارم محمود ومحمد قنديل وليلى مراد ومحمد فوزي وفريد الاطرش ومحمد عبدالوهاب.
شخصيات اشتهر بها؟!
وقبل ان نسأله عن الشخصيات الفنية التي اشتهر بها خلال مسيرته في عالم الدراما، قلنا متسائلين: هل تعتبر نفسك ممثلا كوميديا؟! فقال: انا لا اؤمن بالتخصص، فالممثل ممثل، فمن يقرأ دوره ويجيده سواء كان الدور كوميديا او تراجيديا فهو ممثل وفنان ناجح.
هذا وقد عرف عن الفنان خليل مصطفى انه اشتهر بتقديمه شخصيات ظلت عالقة بذهن جمهور المشاهدين مثل الشخصيات التالية:
- (عنبر) لدى الاطفال عند تقديمه اعماله للاطفال الصغار، و(جبر الجبر) في مسلسل ام الكروم و(حامد العلي) في مسلسل قرية بلا سقوف، للمخرج الشهير سعود الفياض و(مصطفى) في مسلسل هشام يانس من كل بيت قصة، وشخصية (ابو السعيد) في اعمال اخرى، وشخصية بائع الترمس في مسلسل العلم نور.
لذا فقد تعددت شخصياته من الطيب الى الثائر الى الشرير الى القروي البسيط الى رجل الاعمال.
هموم الفن والفنانين
وحول نقابة الفنانين الاردنيين حدثنا قائلاً: ان نقابة الفنانين لدينا ما زالت تحبو.. رغم انها قطعت (17) سنة من عمرها.. لانها لم تقدم مطامح الاعضاء الفنانين نحو الامان والحاضر والمستقبل، وهذا له تأثير كبير على الفنان الاردني، فليس لديه الفرص الكثيرة. ومن المفروض ان النقابة تشرف على الانتاج الفني بكل انواعه.
خير سفير لوطنه!
ويكمل موضحا اهمية الفن والثقافة لأي دولة في العالم، بقوله: ان المنجز الثقافي والفني هو الذي يصنع هوية البلد.. ويُعرف الناس عليها.. فالفن والثقافة مهمان جدا في اي بلد ودولة لأن الفنان خير سفير لبلده حيث ينقل لهجة البلد وحضارتها ومعالمها السياحية وثقافتها وعمرانها البشري والمادي.
فالفن يحافظ على خصوصية البلد والوطن، وان اغراق الفنان في محليته ينقله الى عالميته ومثال ذلك الفيلم (ذيب) الاخير المغرق في بدويته ولهجته فقد استطاع ان يُعرف العالم على الاردن، وكذلك الدليل على ذلك المسلسلات التركية التي جذبت انظار السياح لزيارتها.
ومع الاسف فان الفنان الاردني يشعر انه يعيش في غربة!! تقتله الغربة في وطنه، فالفنان يحمل الوطن في قلبه.. لكن لا يوجد قلبا يرعى هذا الفنان.
نور الثقافة ونور لمبة الكهرباء!!.
ويقول الفنان المبدع خليل مصطفى متألماً ومستهجناً مما حصل معه ذات مرة: فقد طلبنا من مسؤول ثقافي هام في عمان (3) آلاف دينار كدعم للمشاركة بمهرجان فني عربي!! فكان رد المسؤول بكل بساطة: «عندي تركيب لمبة في الشارع اهم من الثقافة والفن!!». فقلت له: لو ثقفت الناس ما كانوا كسروا اللمبة، فنور الثقافة له اشعاع اهم من اشعاع نور اللمبة في الشارع!!.
عائلة فنية!!
وفي سؤالنا: انت واولادك زيد ومنذر عائلة من الفنانين، فما مدى رضا خليل مصطفى عن اولاده الفنانين؟!.
فقال: بحمد الله انهم عاشوا في بيئة ثقافية فنية عالية، فزيد قدم من صغره مسلسلا كان حديث الناس وهو مسلسل (الكف والمخرز) عام 1990 من كتابة وبطولة الفنان جميل عواد، ومن اخراج نجدت انزور، وعمل زيد آنذاك دور (وضاح) الطفل الثائر على الظلم، والمنتمي لطبقة الكادحين في القرية، وقبل تصوير المسلسل كان الاستاذ جميل عواد قد اخبرني بانه سيختصر كثيرا من دور هذا الطفل.. وحسب اعتقاده بانه لن يجد من يلعب هذا الدور! وقال بانه اخيرا قد عثر على وضاح الحقيقي وهو (زيد).
وزيد بحمد الله عندما كبر درس فن الاخراج في بغداد واستطاع ان يكون مميزا كمخرج من بين اقرانه ويحصل بكل مهرجان على جوائز منها دولية وعربية ومحلية.
اما منذر فهو ممثل يمتلك الموهبة والثقافة ويدرس دوره بعناية، ويشق طريقه بشكل جميل، ويقدم ادوارا لائقة، لذلك فأنا راضٍ وسعيد عما يقدمه اولادي زيد ومنذر واللذيْن هم في نفس الوقت اصدقائي.
التمثيل وموهبة الطالب
لقد بدأ الفنان الاردني خليل مصطفى هاوياً لفن التمثيل كما معظم الفنانين الدراميين في بلدنا الاردن.
وفي لقاء «الرأي» مع الفنان أوضح لنا عن بداية تعلقه بهذا الفن الجميل والمدهش، الفن الدرامي (التمثيل)، حيث رجع بالذاكرة الى مدينة اربد عروس الشمال، التي بدأت تتفجر مواهبه فيها فقال:
كان مُدرسنا للغة العربية «سنوسي يخلف» مثقفاً يرعى مواهب الطلاب الأدبية.. وانا منهم، اذ كنت ألقي القصائد والأشعار للآخرين عبر الاذاعة المدرسية بطريقة القاء جذابة وحماسية منذ كنت في الصف السادس في احدى مدارس الوكالة في اربد، وذلك في فترة ستينيات القرن الماضي.
وكانت الانفعالات اثناء إلقائي القصائد والخواطر صادقة، حتى كان الكثير ممن يستمعون لي من الطلاب والمعلمين يبكون تأثراً من الموضوع والأسلوب.
وذات مرة طلب معلمنا منا نحن الطلاب المميزين ان نقوم بعمل تمثيلية بسيطة عن قصة من دروس اللغة العربية لكاتبها الشهير توفيق الحكيم، فقمت باعدادها دراميا وبتوزيع الادوار على فريق التمثيل من الطلاب.
وكان هناك مركز ثقافي فني نشيط هو «مركز النشاط الاجتماعي» التابع لمخيم اربد، فدعاني مسؤول المركز للنادي هذا كي اشارك في الفرقة الفنية التابعة للنادي.. وهذه الفرقة من عادتها عمل الحفلات الدورية بتذاكر ثمن التذكرة الواحدة (2) قرشاً لتقيم العروض لمدة يومين او ثلاثة للجمهور في قاعة تتسع لحوالي 300 شخص، وكانت تغص بالحضور.. لدرجة ان تذاكر الحفلات كانت تباع في السوق السوداء بثمن 5 قروش وليس بقرشين!!.
اول مسرحية في اربد
ويقول الفنان خليل ان اول مسرحية مثلت فيها كنت في الصف السادس في ستينيات القرن الماضي، وهي مسرحية او تمثيلية قصيرة مدتها 20 دقيقة، وكانت في «النادي العربي» في اربد، وهي بعنوان «عرس بلا عريس» حيث موضوعها عن الشهادة الوطنية، وبذلك اصبحت ممثلاً رئيسياً في هذا النادي.
وعن هذا النادي القديم في اربد اشار خليل مصطفى انه كانت للنادي فرقة مسرحية موسيقية في العام 1968، حيث تضم في فريقها 15 عازفاً على آلات موسيقية مختلفة، و8 ممثلين، وكان اسم النادي العربي قديماً هو «نادي الغناء والموسيقى» والذي أسسه كل من: صلاح ابو زيد، وجزيف نصراوي، فهد قاقيش، وعصمت رشيد.
منولوج .. يا أم سعيد!
وفي العام 1969 يقدم الممثل خليل مصطفى مسرحية هامة، كانت بداية طريقه الحقيقي لعالم الفن والتمثيل وهي مسرحية (العريس) حيث غنّى فيها منولوج كوميدي «يا ام سعيد بثلاث اعجال» من تأليفه، اما اللحن فهو من الفلكلور الاردني الحوراني.
ومن كلمات هذه الأغنية التي دارت على كل لسان بعد ذلك:
قدمتلك هدية شو هيي
ثلث رباعي قالية
يا ام سعيد بثلث إعجال
أهلك شافوا القلية
وقاموا ترتحوا فيي
ودينا لأهلك جاهة
مريود مع طعمه وطه
وقاموا طردوا الوجاهة
وديحوا بطعمه وطه
ومن كثر القتل بيي
مصعت مني الهوية
لهجة الشمال الشعبية
وعن اللهجة المغرقة بالألفاظ القروية الشمالية سألنا الفنان عن معاني بعض الكلمات فقال:
قالية: هي حبوب القمح الطازجة الطرية اللذيذة للأكل.
ثلاث اعجال: الشخص العجوز عندما يستعمل عكازه فيصبح كأنه بثلاثة ارجل او اعجال.
ديحوا: ضربوا.
مصعت: وقعت ونزلت.
وحول هذه اللهجة التي كان يُعرف الفنان خليل مصطفى باجادتها بشكل مذهل، كان بعض كبار السن في اربد يقولون له: لقد ذكرتنا بالفاظ كدنا ننساها من اللهجة القروية الاربدية.
وحول ذلك تساءلنا كيف يتقن فناننا تلك اللهجة التي كنا نسمعها اثناء تمثيله العديد من ادوار في المسلسلات فيما بعد فقال الفنان: انها المعايشة مع الناس والطلاب في اربد وقراها، وكنت القط بعض الكلمات واللهجة واحفظها كي ارددها خلال ادواري في بعض الاعمال الدرامية الاردنية. لذلك فهو يؤكد على ان الفنان الممثل اذا اراد ان يشتهر بشخصية فنية ما، فعليه ان يعي جذور واعماق الشخصية وحياتها ومفرداتها وحركاتها وتصرفاتها.. الخ.
الندم.. ومسلسل صح النوم
ويأخذنا المبدع الفنان خليل ابو زيد الى العام 1970 ليسترجع بذاكرته انه في ذلك العام كان هناك برنامج اذاعي في الاذاعة الاردنية اسمه (ليلة سمر) يقدمه الفنان سالم العبادي فسمع باغنية او منولوج «ام سعيد بثلاث إعجال» فسجل هذه الاغنية من المسرحية واذيعت الاغنية من عدة اذاعات وانتشرت بشكل جماهيري كبير.
وكان في تلك الاثناء الفنان الكوميدي السوري الراحل نهاد قلعي يقيم في عمان بفندق الاردن فسمع عن الكوميديا في هذه الاغنية فطلبني للمشاركة في المسلسل الشهير «صح النوم» الذي تم تمثيله في الاردن فاحببت ذلك لكن لظروف عملي كمعلم مدرسة في اربد، كان من الصعب ان اترك عملي للقدوم يوميا الى عمان كي اشارك في المسلسل بدور رئيسي، لكنني بعد فوات الاوان شعرت بندم شديد لعدم مشاركتي بهذا المسلسل الشهير جدا في عالمنا العربي «صح النوم» مع دريد لحام ورفيق السبيعي واخرين.
انت بكاش.. وكرم مطاوع
ويروي لنا خليل مصطفى المربي والمعلم والفنان هذا الموقف الفني الذي حصل معه في عام 1973 او 1974 اذ يقول: في ذلك العام اشتركت في اول عمل تلفزيوني وهو مسلسل طابعه كوميدي اسمه «خذوني معاكم» من بطولة الفنان الاردني عمر قفاف والفنانة المصرية سهير المرشدي وكذلك عائشة الكيلاني والفنانين الاردنيين محمود ابو غريب ونبيل المشيني وهشام هنيدي واخرين ومن اخراج المخرج الشهير عدنان الرمحي.
وكان ان جاء زوج الفنانة المرشدي الى عمان وهو الدكتور المسرحي والممثل المعروف كرم مطاوع ليستعجلها للعودة الى القاهرة لانتاج فيلم هام، فالتقيت به وسألني مستصغرا عمري من شكلي ومحتجا: هل انت الذي سوف يقوم بدو «ابو السعيد» في المسلسل هذا؟ وهل عمرك دخلت البلاتوه «الاستوديو»؟ لكنه وبعد ان شاهدني امثل واقوم بدوري تفاجأ جدا وقال لي: انت ولد بكاش.. فانت ممثل رائع وكأنك محترف فعلا.
وذكرني د.كرم مطاوع بالخير خلال لقاء معه في التلفزيون الاردني اجراه المذيع والمقدم هاني الدباس ومن اخراج المخرج حسيب يوسف حيث قال د.كرم هناك شاب ممتاز اسمه خليل مصطفى.. الخ.
وهذا ما فتح وامّن لي الطريق نحو الفن، ولكي يعرفني المخرجون في الاردن ويطلبونني للعمل معهم في المسلسلات الاردنية والاذاعية والمسرحية.
في عمان عام 1980
في هذا العام ينتقل المعلم خليل مصطفى من اربد الى عمان كمدير شؤون طلاب لمدرسة صناعة عمان في جبل الحسين، وليكمل مشواره الفني على المسرح وفي المسلسلات والاذاعة، فقد قال لنا كما يلي رغم انني بدأت «وافدا» مع ميخائيل رومان، ثم «عريسا لبنت السلطان» لمحفوظ عبدالرحمن لاستلم «المفتاح» ليوسف العاني، وادخل «حفلة على الخازوق» مع محفوظ عبدالرحمن، فقد كانت هناك ايضا مسرحيات مثلت فيها من بطولتي: سكابا، اللعبة الخطرة، مين فينا المجنون، عطشان يا صبايا، اشارات وتحولات لسعد الله ونوس واخراج زيد خليل سنة 2008، واوبرا القروش الثلاثة عام 2010.. الخ، فقد مثلت حوالي 78 عملا مسرحيا للكبار، وللصغار حوالي 22 مسرحية مثل: عنبر والدجاجة الذهبية، سوق الالغاز، ارض الوفاء، قرية المعارف، التاجر الصغير، السيدة ملعقة، وكتبت والفت مسرحيات سوق الالغاز، جبينة، اطفال وحكايات.. الخ، اما الاعمال التلفزيونية فهي كثيرة ومنها مثلا: تل العناب، قرية بلا سقوف، شمس الاغوار، جروح، ام الكروم، من يوم ليوم، عيون عليا 2008، العلم نور، قلوب لا تحتمل الحب، الشمس والغربال وغيرها.
ومن الاعمال الاذاعية: مسلسلات الطيور، ابو العريف، يوميات ابو السعيد، من كل بيت قصة، البيوت اسرار، والكثير من الحلقات والسهرات الاذاعية، وغير المسلسلات التي كتبها، ومن اخرها «قلوب دافئة» الذي سوف يذاع قريبا.
كرة قدم والغناء
ومن هوايات الفنان خليل الرياضة هو حبه للعبة كرة القدم، فقد كان لاعبا في نادي الجليل في اربد في فترة 1967 - 1970 ثم لعب للنادي العربي موسما واحدا، ولنادي الحسين موسما واحدا «حوالي سنة» ثم في عمان شكل فريقا للعبة كرة القدم من اعضاء رابطة (نقابة) الفنانين، ولعبوا مباريات منها مع فريق المذيعين الاردنيين عام 1990. وهو يحب الغناء ايضا، اذ انه في معظم مسرحياته للاطفال يقوم بالغناء من خلال احداثها، فهو يحب الغناء والموسيقى والطرب الاصيل لكل من ام كلثوم وفايزة احمد وهدى سلطان، وكارم محمود ومحمد قنديل وليلى مراد ومحمد فوزي وفريد الاطرش ومحمد عبدالوهاب.
شخصيات اشتهر بها؟!
وقبل ان نسأله عن الشخصيات الفنية التي اشتهر بها خلال مسيرته في عالم الدراما، قلنا متسائلين: هل تعتبر نفسك ممثلا كوميديا؟! فقال: انا لا اؤمن بالتخصص، فالممثل ممثل، فمن يقرأ دوره ويجيده سواء كان الدور كوميديا او تراجيديا فهو ممثل وفنان ناجح.
هذا وقد عرف عن الفنان خليل مصطفى انه اشتهر بتقديمه شخصيات ظلت عالقة بذهن جمهور المشاهدين مثل الشخصيات التالية:
- (عنبر) لدى الاطفال عند تقديمه اعماله للاطفال الصغار، و(جبر الجبر) في مسلسل ام الكروم و(حامد العلي) في مسلسل قرية بلا سقوف، للمخرج الشهير سعود الفياض و(مصطفى) في مسلسل هشام يانس من كل بيت قصة، وشخصية (ابو السعيد) في اعمال اخرى، وشخصية بائع الترمس في مسلسل العلم نور.
لذا فقد تعددت شخصياته من الطيب الى الثائر الى الشرير الى القروي البسيط الى رجل الاعمال.
هموم الفن والفنانين
وحول نقابة الفنانين الاردنيين حدثنا قائلاً: ان نقابة الفنانين لدينا ما زالت تحبو.. رغم انها قطعت (17) سنة من عمرها.. لانها لم تقدم مطامح الاعضاء الفنانين نحو الامان والحاضر والمستقبل، وهذا له تأثير كبير على الفنان الاردني، فليس لديه الفرص الكثيرة. ومن المفروض ان النقابة تشرف على الانتاج الفني بكل انواعه.
خير سفير لوطنه!
ويكمل موضحا اهمية الفن والثقافة لأي دولة في العالم، بقوله: ان المنجز الثقافي والفني هو الذي يصنع هوية البلد.. ويُعرف الناس عليها.. فالفن والثقافة مهمان جدا في اي بلد ودولة لأن الفنان خير سفير لبلده حيث ينقل لهجة البلد وحضارتها ومعالمها السياحية وثقافتها وعمرانها البشري والمادي.
فالفن يحافظ على خصوصية البلد والوطن، وان اغراق الفنان في محليته ينقله الى عالميته ومثال ذلك الفيلم (ذيب) الاخير المغرق في بدويته ولهجته فقد استطاع ان يُعرف العالم على الاردن، وكذلك الدليل على ذلك المسلسلات التركية التي جذبت انظار السياح لزيارتها.
ومع الاسف فان الفنان الاردني يشعر انه يعيش في غربة!! تقتله الغربة في وطنه، فالفنان يحمل الوطن في قلبه.. لكن لا يوجد قلبا يرعى هذا الفنان.
نور الثقافة ونور لمبة الكهرباء!!.
ويقول الفنان المبدع خليل مصطفى متألماً ومستهجناً مما حصل معه ذات مرة: فقد طلبنا من مسؤول ثقافي هام في عمان (3) آلاف دينار كدعم للمشاركة بمهرجان فني عربي!! فكان رد المسؤول بكل بساطة: «عندي تركيب لمبة في الشارع اهم من الثقافة والفن!!». فقلت له: لو ثقفت الناس ما كانوا كسروا اللمبة، فنور الثقافة له اشعاع اهم من اشعاع نور اللمبة في الشارع!!.
عائلة فنية!!
وفي سؤالنا: انت واولادك زيد ومنذر عائلة من الفنانين، فما مدى رضا خليل مصطفى عن اولاده الفنانين؟!.
فقال: بحمد الله انهم عاشوا في بيئة ثقافية فنية عالية، فزيد قدم من صغره مسلسلا كان حديث الناس وهو مسلسل (الكف والمخرز) عام 1990 من كتابة وبطولة الفنان جميل عواد، ومن اخراج نجدت انزور، وعمل زيد آنذاك دور (وضاح) الطفل الثائر على الظلم، والمنتمي لطبقة الكادحين في القرية، وقبل تصوير المسلسل كان الاستاذ جميل عواد قد اخبرني بانه سيختصر كثيرا من دور هذا الطفل.. وحسب اعتقاده بانه لن يجد من يلعب هذا الدور! وقال بانه اخيرا قد عثر على وضاح الحقيقي وهو (زيد).
وزيد بحمد الله عندما كبر درس فن الاخراج في بغداد واستطاع ان يكون مميزا كمخرج من بين اقرانه ويحصل بكل مهرجان على جوائز منها دولية وعربية ومحلية.
اما منذر فهو ممثل يمتلك الموهبة والثقافة ويدرس دوره بعناية، ويشق طريقه بشكل جميل، ويقدم ادوارا لائقة، لذلك فأنا راضٍ وسعيد عما يقدمه اولادي زيد ومنذر واللذيْن هم في نفس الوقت اصدقائي.
عدد المشاهدات : (12393)
تعليقات القراء
أكتب تعليقا
الرد على تعليق |
لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
|
|
| الاسم : | |
| البريد الالكتروني : | |
| التعليق : | |