رم - عبدالهادي راجي المجالي
ذكرني ببيت شعر للراحل تيسير السبول :- (بدويا خطت الصحراء لاجدوى خطاه) فشكله ولهجته , واللحية البيضاء التي يحملها , إمتداد للصحراء الكويتية تماما ...لكنه بدوي ليبرالي , حمل أوراقه وعبر ساعتين من الحديث , شرح لي كيفية دعم الأردن والمشاريع التي نفذها الصندوق الكويتي للتنمية الإقتصادية هنا .
ابراهيم الوقيان نائب المدير العام للصندوق الكويتي للتنمية ,والرجل الذي يحمل ملف القروض والهبات ...للحكومة الأردنية .
حين يزور صحفي أردني الكويت فالبرنامج يكون غالبا مرتبطا بزيارات لمؤسسات إعلامية , ولكنهم هذه المرة أرادوا أن يعرفوننا على حجم الدعم الكويتي للأردن لهذا رتبت وزارة الإعلام تلك الزيارة ...قال لي الوقيان :- نحن ندعم (107) دول في العالم , حتى الصين نقرضها ...وأخبرني أننا الذراع الفني للحكومة الكويتية ..في الجانب الإقتصادي , أخبرني أيضا أن عملية دعم الإقتصاد الأردني هي توجيهات أميرية , وهناك خصوصية وإهتمام ...وشرح لي بالأرقام عن عمليات الدعم , واخرها إعادة تأهيل مستشفى العقبة ومحطة الخربة السمرا ...وسألته عن إلتزام الكويت , بالمنحة الخليجية وحصتها , وتبين لي أنها الدولة التي أوفت بكامل إلتزاماتها قبل الكل .
ولكن السؤال الذي بقيت ملحا عليه هو :- هل تتجهون للناس مباشرة وتقومون بعمل دراسات حول إحتياجاتهم أم تقدمون هباتكم وقروضكم عبر الحكومة , قال لي :- نحن نحترم الشرط السيادي لأي دولة , وكل ما نقدمه للاردن يأتي عبر وزارة التخطيط , وعبر الحكومة الأردنية ...بمعنى أنها تقدم لنا المشاريع والإحتياجات ونحن ندعم ...
أعدت السؤال مرة أخرى , هل تقومون بدراسة قياس الاثر حول المشاريع التي تمولونها ...هل مثلا من الممكن ان يكلف الصندوق جهة إستشارية لعمل دراسة حول حاجات الجنوب في الأردن ...أجاب مرة أخرى :- الأولويات تحددها الحكومة الأردنية فقط ...
سألته مرة أخرى , لكن الأمريكان ..و(جايكا) , بعض مؤسسات ما يسمى بالمجتمع المدني , لايثقون كثيرا في بيروقراط بعض الدول , وهم يتجهون للناس مباشرة ...وأجابني بنفس الإجابة وهي :- إن الصندوق الكويتي يعتبر سيادة الدولة شرط أساسي في الدعم والمنح ...
حسنا ...إذا نحن نحصل على منح وقروض , لمستشفيات وطرق ومدارس ..وفوجئت أن شركة الفوسفات , طلبت قرضا أيضا ...ولكن السؤال لماذا لا نستدين من جهات , مثل الصندوق الكويتي لأجل مشاريع إنتاجية ...ماذا يعني لو قدمنا دراسة لإنشاء مصنع في الجنوب , حول النباتات البرية , وإستخدامها في الطب أو العطور , ماذا لو قدمنا مشروعا ..حول مصنع بلاستيك , ماذا لو إستدنا وفي بالنا تخفيض نسب البطالة في معان والطفيلة ..عبر إقامة مصنع للمياه الغازية ..أو أي مشروع يحد من البطالة .
سياسة الإستدانة لدينا تقوم فقط على تخفيض العجز , وعلى مشاريع تحتاج لديمومة وإنفاق فقط ...نحن بحاجة أن تشرح لنا الحكومة ووزارة التخطيط بالتحديد ما هي أولوياتها ...
تراكم الدين الخارجي لدينا جزء من أسبابه , عدم وضوح سياسة الإستدانة لدينا وعدم وجود أولويات ...
الكويت أميرها يحبنا , ولديهم قرار بدعم الأردن ..وهم يؤكدون لنا أن إستقرارنا وقوتنا هو إستقرار للكويت أيضا ...
ولكن ثمة شيء مبهم لدينا , وهو سياسة الإستدانة من يحددها وكيف تتم الأولويات ولو أن بمقدور وزير التخطيط الأردني ان يعقد مؤتمرا صحفيا , كي يشرح لنا الأمر ...لكنت سعيدا جدا , ولكني اشعر أن هناك تخبطا في هذا الجانب ..
نحتاج إضافة لفتح علاقاتنا مع السعودية , التركيز على الكويت فهي البلد الأعلى إستثمارا لدينا , والأكثر دعما .