وجوب مراقبة الله وحده في الصلاة


رم - قال إسماعيل بن المقّري :
تُصَلِّي بلا قلبٍ صلاةً بمثلِها
يكونُ الفتَى مُستوجِباً للعقوبَةِ
تظَلُّ وقد أتمَمْتَها غيرَ عالمٍ
تَزِيدُ احتياطاً رَكعَةً بعدَ ركعَةِ
فوَيلَكَ تدْرِي مَنْ تُناجِيهِ مُعْرِضاً
وبينَ يَديْ مَنْ تنحَنِي غيرَ مُخْبِتِ
تُخاطِبُهُ : إيّاكَ نعبُدُ مُقْبِلاً
على غَيرِه فِيها لِغَيْرِ ضَرُورَةِ
ولوْ رَدَّ مَنْ ناجاكَ للغَيْرِ طَرْفَهُ
تَمَيَّزْتَ مِنْ غَيْظٍ عليهِ وغَيْرَةِ
أما تَسْتَحِي مِنْ مالِكِ المُلْكِ أنْ يَرَى
صُدُودَكَ عنهُ يا قلِيلَ المُرُوءَةِ
إلهِي اهْدِنا فيمَنْ هَدَيْتَ وخُذْ بِنا
إلى الحَقِّ نَهْجاً في سَواءِ الطَّرِيقَةِ
تعليقات:
1- إسماعيل بن المقّري (755 – 837هـ = 1354 – 1433م) : هو
إسماعيل بن أبي بكر بن عبد الله بن إبراهيم , باحث من أهل اليمن . تولى التدريس بتعزّ وزبيد , وولي إمرة بعض البلاد فيها ومات بزبيد . له تصانيف كثيرة منها : عنوان الشرف الوافي في الفقه والنحو والتاريخ والعروض والقوافي وديوان شعر والإرشاد في فروع الشافعية . انظر الأعلام للزركلي ج1 ص310.
2- مستوجباً : مستحقّاً . أتممتها : خرجت منها وأكملتها . تدري : أي أتدري , استفهام استنكاري وتعجبي . معرضاً : مائلاً عنه . غير مخبت : غير خاشع . إيّاك نعبد : كما في الفاتحة بتخصيصه وحده بالعبادة , وهي هنا الصلاة . لغير ضرورة : لغيرما حاجة , لغيرما داعٍ . طرفه : عينه . تميّزت غيظاً : استشطت غضباً وحِنقاً . تستحي : بياء واحدة هنا : تخجل . صدودك : إعراضك . اهدنا : وفِّقنا للهدى . سواء الطريقة : صراطها المستقيم .
3-ما يستفاد من الأبيات :
ينعى الشاعر هنا على من يصلي – والصلاة في الإسلام رأس عباداته – بلا خشوع واتّجاهٍ إلى الله وحده , صلاة يستأهل صاحبُها عليها العقاب والتأنيب , إذ يظل لانصرافه عن الله بوجهه ونيّته لاهياً عن أعداد ركعاتها , فيضطر للزيادة عليها
– تحرّزاً – ركعة أو أكثر خشية أن يكون قد أنقص منها بعضها لعدم وعيه . ثم يتجه إلى هذا المصلي يؤنِّبه , قائلاً : أتدري من تناجيه في صلاتك أيها الغافل , وأنت تركع أو تسجد له غير متخشّع ؟! فأنت تناجيه بِـ (إياك نعبد) تخصيصاً له في صلاتك كما هي في الفاتحة التي لا تصح الصلاة إلا بها , وأنت مقبل على غيره ممن لك به
علاقة , وتتذكره فيها لغيرما أمرٍ مُلْجِئٍ , مع أنك ستغضب أشدَّ الغضب لو ناجاك شخصٌ , ثم هو أثناء مناجاتك كان ينشغل بين الفينة والأخرى بالالتفات إلى غيرك . أجل , إنه الله الذي تُقصّر بحقه وتستحق على ذلك الملامة الشديدة , بل العقوبة , لأنه أغنى الشركاء عن الشرك . ويستمر الشاعر قائلاً له مبكِّتاً : أما تخجل أن تتشاغل في صلاتك لتلهِّيَك عن مالك الملك , فأنت عندها قليل الحياء قليل المروءة , ثم يدعو الشاعر في النهاية له ولغيره بالهداية سواء السبيل ومستقيمها .



عدد المشاهدات : (3075)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :