العبداللات يوظف الطاقة الإيجابية في "إيحاءات الأردن 2016


رم - تجربة فنية مغايرة عن السائد طرحها الفنان طارق العبداللات في معرضه "ايحاءات الأردن 2016"، الذي أقيم في جاليري رأس العين؛ حيث اندمجت العلوم الفنية البصرية مع علم الأشكال الهندسية الكونية وعلم الطاقة الإيجابية البشرية في (مزيج) هو حوار بين اللوحة والمتلقي.
المعرض الذي افتتح في الثلاثين من الشهر الماضي واستمر حتى الأربعاء الماضي، هو الأول للفنان العبداللات؛ حيث شهد إقبالا كبيرا من قبل المهتمين في الفن وخبراء في مجال الطاقة والمعالجين النفسيين وكبار الفنانين التشكيليين والفنانين الكوميديين.
ويأخذ معرض "ايحاءات الأردن 2016" الزائر إلى عالم مفعم بالأفكار والطاقة الإيجابية، فكل لوحة تستوقف المشاهد لتنقله بخفة إلى أخرى، ليجد نفسه لا شعوريا يحاول فك شيفرة هذا الفنان محلقا مع أفكاره، وكأن تلك اللوحات تمثل سردا فنيا، نجح الفنان في دمجه بالطاقة الكونية، متلاعبا بالخطوط والرموز من خلال توظيفها في كل لوحة بشكل مغاير فتتبدل دلالاتها، هذه هي لوحات العبداللات التي تستثير الوعي وتتخطى الواقع المعاش تاركة المتلقي مع معان وإيحاءات عميقة للمستقبل.
وأكد العبداللات، في حديث إلى "الغد"، أن فكرة المعرض جاءت لإرسال طاقة إيجابية باستخدام علم الطاقة الحيوية لمواضيع تتعلق بالأردن للعام 2016، وهو السبب في عنوانه "إيحاءات الأردن 2016"، فهو الإيحاء لمستقبل إيجابي، موضحا "أنا أستطيع أن أفكر بطريقة ايجابية وأرسم بعلم الطاقة.. أرسل الطاقة الإيجابية للمستقبل".
ويضيف "هناك فكرة للتعاون مع دول عربية مجاورة وصنع التجربة نفسها في الإيحاءات، فبالتالي المنتج فني تفاعلي، يرسل طاقة إيجابية للمتلقي من خلال التأمل في اللوحة من 3-4 دقائق".
تنوعت مواضيع اللوحات في معرض "ايحاءات الأردن 2016" منها: الأمان، الاقتصاد، الطعام، مدينة عمان، مواطنو عمان، الطقس، طاقة الأردن، طاقة الإسكان، أشهر السنة وغيرها من الأفكار.
أربع وعشرون لوحة في المعرض رسمت بأقلام الرصاص، والسبب في ذلك، كما يقول العبداللات "لأن علم برمجة الطاقة الحيوية يتم من خلال اللون الأبيض (الفراغ) والأسود (الخطوط والتهشير والأشكال الهندسية)، وجميع اللوحات في المعرض ترتكز على الطاقة الإيجابية".
بدأ شغف الفنان طارق العبداللات واهتمامه بموضوع علم الطاقة في العام 2009 من خلال أخذ دورة (الريكي) وهو (علم ياباني متعلق بعلم الطاقة الحيوية)، وعليه قرر جمع المهتمين بهذا العلم؛ أصحاب المعرفة في علم الطاقة، بعقد لقاءات أسبوعية يتم فيها تطوير المهارات في هذا المجال، ونظم ورشات عمل خارج عمان منها في جبيل نيبو، وبيلا/ طبقة فحل، وأيضا عقد دورات للشركات في مجال الطاقة الإيجابية عنوانها "كيف يصنع الإنسان توازنا مع نفسه؟"، "كيف يشعر الإنسان بالطاقة الحيوية في جسمه؟"، بحضور المعالجين النفسيين الذين يستخدمون علم الحوار في العلاج.
تسلسل معرض "ايحاءات الأردن 2016" بعلم الأشكال الهندسية من خلال مسيرة الفنان المهنية، فقد منحه المعرض مجالا لفهم الأشكال الهندسية الكونية حسب قوله، موضحا "طاقة أجسامنا وأفكارنا يمكن ترجمتها من خلال أشكال هندسية تمثلت في المعرض الذي أقيم، فالكون نفسه قائم على قواعد تصميم هندسي".
ويشرح العبداللات أن هذا المعرض يعد ترجمة لأفكار المجتمع الأردني لمستقبل الأردن على هيئة أشكال هندسية مرسومة بعلم الطاقة، مضاف لها توازن هذه الأفكار لتصنع إيجابية.
وعن كيفية وآلية الرسم، يقول "أختار المواضيع المهمة التي يجب أن يتم توزان طاقتها، وهناك ثلاث آليات لتطبيق الرسم أولاها، الخطوط الرئيسية وهي العصب الرئيسي والشريان الرئيسي للأفكار العامة للوحة، ثانيا، الخطوط الثانوية التي تعطي تشكيلا تفصيليا أكثر في المساحات، وأخيرا التفاصيل وهي الأشكال الهندسية التي تمنح الرسومات العمق والوضوح أكثر للفكرة".
ويضيف "كل خط رسم في اللوحة عشت فيه حالة من الوعي العلوي تجاه الفكرة، ويأتي في مكانه المناسب".
ويرسم العبداللات لوحاته في الليل أو في الصباح الباكر؛ أوقات الهدوء والسكينة، أحيانا على ضوء الشموع أو بتخفيف الإضاءة مع وجود الروائح العطرية الزكية، إلى جانب استماعه للموسيقى الخاصة بالإيحاءات الكونية، وفي بعض الأوقات يفضل متابعة فيديوهات مثل المهرجانات العلمية العالمية قبيل البدء بالرسم.
وتقول نظرية علماء الكون، وفق العبداللات، إن الكون مبرمج على بعدين (ثنائي الأبعاد) كمحاور لوجوده، لكن العين المجردة ترى الكون ثلاثية الأبعاد، فنظرية الأبعاد الثلاثية (وهم طاقي مرئي)، ولإعادة برمجة الطاقة الكونية يجب أن تتم برمجته حسب أصول وجوده (ثنائي الأبعاد) وهي طبقات متسلسلة، موضحا أن هذه هي آلية الرسم التي استخدمها، لذا نراه مبدأ مختلفا في التفكير ويتطابق مع نظرية مفهوم الفيزياء الكونية.
ويذكر أن العبداللات حاصل على شهادة البكالوريس في الهندسة المعمارية اجتهد في دراسة الطاقة الحيوية وعلم هندسة الفيزياء الكونية (دراسة ذاتية)، وأصبح باحثا في علم الوجود (علم وجود الكون)، فهو يبحث عن كيفية منطق بناء وجود الكون، بحيث يتحدث عن أصول الكون من مفهوم روحاني ديني ومفهوم روحاني شرق آسيوي ومفهوم علمي فيزيائي، فهو متأثر بأفكار.. ليس بأسلوب رسم، لذا استخدم الرسم كوسيلة للتعبير.
يقوم العبداللات بالمعالجة من خلال الطاقة الحيوية، مستخدما الرسم على بعدين؛ إعادة رسم الشكل الهندسي الصحيح للطاقة، خريطة طاقة العمق للشكل الهندسي، حتى تتوازن على جميع طوابق بناء اللوحة.
ويستخدم الفنان عمله الهندسي من خلال استيعاب الطاقة لأفكار الزبون، وعليه يصمم له الشكل الأمثل في البناء، ويلجأ للطاقة الحيوية في توزيع الفراغات والتنفيذ بالاستخدام الأمثل أيضا، كما يطبق علم (الفينج شوي) في توزيع التصميم الداخلي.



عدد المشاهدات : (2470)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :